| منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
| تعالوا نتعرف على الصحابة رضي الله عنهم (ولذة التعبد عندهم)... | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]()
غير متواجد
|
أبو موسى الأشعري: كان - رحمه الله - بالقرآن مترنما وقائما، وفي طول الأيام طاويًا وصائمًا، صاحب ا لقراءة والمزمار. عن أبي سلمة: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى، ربما قَالَ لَهُ ذَكِّرنا يا أبا موسى، فيقرأ. عن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال، فقيل له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك، قَالَ: إجمامها أريد، أني رأيت السّابق من الخيل المضمر، وربما خرج من منزله فيقول لامرأته شُدِّي رحلك، ليس على جهنم معبر. وكان - رحمه الله - شجاعًا بطلًا مغوارًا لا يخشى بأسًا ولا يعبأ بعدو. عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَىَّ، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ أَلَا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! أَقْرِئْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاس، فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ؛ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ من خَلْقِكَ من النَّاس، فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا. واجتهد الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له لو أمسكت! ورفقت بنفسك بعض الرفق، قَالَ: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات. قَالَ الذَّهبي: وكان أبو موسى صوَّامًا قوَّامًا، ربانيًا زاهدًا عابدًا، ممن جمع العِلْمَ والعمل والجهاد، وسلامة الصَّدر، لم تُغيره الإمارة ولا اغتر بالدُّنيا.
|
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
العرض الشجري |
|
|
