| منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
| ((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
فصل في التفاضل بين طول القيام وإكثار السجود
فصل وقد اختلف الناس في القيام والسجود أيهما أفضل ؟ فرجحت طائفة القيام لوجوه . أحدها : أن ذكره أفضل الأذكار ، فكان ركنه أفضل الأركان . والثاني : قوله تعالى : " قوموا لله قانتين " ( البقرة : 238) . الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصلاة طول القنوت " . وقالت طائفة : السجود أفضل ، واحتجت بقوله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " . وبحديث معدان بن أبي طلحة قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : حدثني بحديث عسى الله أن ينفعني به ؟ فقال : عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة "قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء ، فسألته ، فقال لي مثل ذلك . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب الأسلمي وقد سأله مرافقته في الجنة " أعني على نفسك بكثرة السجود " . وأول سورة أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة ( اقرأ ) على الأصح ، وختمها بقوله : " واسجد واقترب " ( العلق :19) . و بأن السجود لله يقع من المخلوقات كلها علويها وسفليها ، وبأن الساجد أذل ما يكون لربه وأخضع له ، وذلك أشرف حالات العبد ، فلهذا كان أقرب ما يكون من ربه في هذه الحالة ، وبأن السجود هو سر العبودية ، فإن العبودية هي الذل والخضوع ، يقال : طريق معبد ، أي ذللته الأقدام ، ووطأته ، وأذل ما يكون العبد وأخضع إذا كان ساجداً . وقالت طائفة : طول القيام بالليل أفضل ، وكثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل ، واحتجت هذه الطائفة بأن صلاة الليل قد خصت باسم القيام ، لقوله تعالى : " قم الليل " ( المزمل : 1) وقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً "، ولهذا يقال : قيام الليل ، ولا يقال : قيام النهار ، قالوا : وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما زاد في الليل على إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاث عشرة ركعة . وكان يصلي الركعة في بعض الليالي بالبقرة وآل عمران والنساء ، وأما بالنهار ، فلم يحفظ عنه شئ من ذلك ، بل كان يخفف السنن . وقال شيخنا : الصواب أنهما سواء ، والقيام أفضل بذكره وهو القراءة ، والسجود أفضل بهيئته ، فهيئة السجود أفضل من هيئة القيام ، وذكر القيام أفضل من ذكر السجود ، وهكذا كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان إذا أطال القيام ، أطال الركوع والسجود ، كما فعل في صلاة الكسوف ، وفي صلاة الليل ، وكان إذا خفف القيام ، خفف الركوع والسجود ، وكذلك كان يفعل في الفرض ، كما قاله البراء بن عازب : كان قيامه وركوعه وسجوده واعتداله قريباً من السواء . والله أعلم . |
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
العرض الشجري |
|
|
