منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
أين رجال الدعوة الى الله .؟؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني برونزي
![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
أين رجال الدعوة إلى الله ورسوله ؟؟؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------------- أين رجال الدعوة إلى الله ورسوله???.... يا رسول الله : (إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم , وداعيهم إلى الإسلام , فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا فيما أدعوهم إليه)).. فقال حبيب الأمة له : * اللهم اجعل له آية * إنه الصحابي الجليل : الطفيل بن عمرو الدوسي لم يرضى إلا أن ينشر دين السلام والعدل والأمان بين قومه وذويه , وذلك بعد أن هداه الله للإيمان والحق والهدي!!... لنسأل أنفسنا : من هم هؤلاء الرجال العظام ؟؟... إنهم والله رجال درسوا وتعلموا في مدرسة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم !! رجال أرادوا أن يعم الإسلام في كل مكان , لأنهم أدركوا من أول إسلامهم أنه دين الحب والسلام والأمان!! رجال لم تكن تلهيهم أموالهم وأولادهم وتجارتهم شيئا عن ذكر الله!! رجال لا يخشون ويخافون إلا الله , فكانوا أمثولة رائعة في عالم التضحية والفداء للدفاع عن دينهم ونبيهم !!!... عاد الداعية المؤمن إلى رسول الله يشكو له قومه الذين خذلوه ولم يؤمنوا برسالة الدين الحق الذي جاء بها بطل الأنبياء ومعلم البشرية ,ولم يُسلم معه من قومه سوى أبو هريرة رضي الله عنه و أبوه وأمه وزوجته فقال للحبيب : يا رسول الله ... قد غلبني على دوس الزنى , والربا , فادع الله أن يهلك دوسا.... وكانت مفاجأة للصحابي الجليل حين سمع نبي الأمة وقائدها يقول له : * ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم * هذا هو معلمنا وأستاذنا نبي الرحمة للإنسانية جمعاء... عاد الصحابي الجليل وهو يتلقى مبادئ الدعوة إلى الله ورسوله من معلمه الكبير... عاد إلى قومه وبين جنبات نفسه يحمل وصية نبي الأمة في الدعوة إلى الله بأناة ورفق وإخلاص ومحبة... عاد إلى قومه وهو يبتهل ويتضرع إلى الله العلي القدير أن يهدي الله قومه إلى دين الحق والصواب... فلم يجد إلا وثمانين أسرة من دوس أقبلوا على رسول الله مهللين ومكبرين : لا إله إلا الله محمد رسول الله... لنسأل أنفسنا بصدق : لمَ لم يعرف هؤلاء الدعاة اليأس والقنوط ؟؟... لأنهم نهجوا من منهج الله و تعلموا في المدرسة المحمدية أن كلمة الحق كشجرة طيبة أصلها ثابت لا يمكن أن تهزها أعاصير الظلم والبغي والطغيان ......... قضى حياته دفاعا عن أمة الحق والقرآن , وعاش مع حبيب الأمة ونبي الله وخاتم الأنبياء يصلي وراءه ويتعلم منه ويغزو معه ..... ولم تكن حروب الردة تنشب في عهد الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ويعاهد نفسه أن يخوض أهوالها وروحه مشتاقة إلى الشهادة في سبيل الله .... ونال شرف الشهادة في سبيل الله في معركة اليمامة .... نال شرف الشهادة في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا , وكلمة الذين كفروا هي السفلى ... والله يا أمة الإسلام إننا نحن جميعا مطالبون -كأمة لم تعرف إلا الحق والهدي والصواب – بأن ننشر دين الله على وجه الأرض , لأننا خير أمة أخرجت الناس... ما يخطط لأمة محمد والله إنه لمؤامرة صليبية صهيونية كبيرة هدفها القضاء على أمة التوحيد , أمة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ... هاهي حركات التبشير والتنصير في كل مكان من أرض المسلمين تعيث في الأرض فسادا , وكأن شيئا لم يحدث لأمة الحبيب!!!.... بل وصل بهم الحد إلا أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية بناء أكبر كنيسة في الوطن العربي وسط بغداد الرشيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........ لنسمع معا قول الصليبي بوش مخاطبا أتباع البابتيست: " أنتم تمثلون أكثر من 6. مليون بابتيستي في البلاد بأكملها والعديد من البعثات التبشيرية في الخارج وجميعنا مطالبون بنشر كلمة الله.. وتحقيق مملكة الرب ". لنسأل أنفسنا بصدق : ما هو واجبنا أمام هذه الحرب القذرة الخبيثة المدمرة لأمة الإسلام وكلمة التوحيد ؟؟؟ هل تفيدنا صورايخ سوبر ستار وقنابل ستار أكاديمي ؟؟؟... أم مهرجانات الأغاني الساقطة السافلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..... أم سنقضي عليها بأسلحة القنوات الفضائية التي تدعو إلى تمزيق الحياء والعفة بهدف التحرر من كل المبادئ والقيم والمثل الأخلاقية ؟؟؟...... أين نحن يا مسلمون أمام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد بذلوا أموالهم وأولادهم وأنفسهم في سبيل نشر الدعوة إلى الله ورسوله ؟؟؟؟ أين نحن أيها المسلمون مقابل تلك البعثات التبشيرية؟؟؟.... متى نستفيق من غفوتنا أيها المسلمون ؟؟.... أين رجال الدعوة إلى الله ورسوله , هل لنا من ناصح أمين يا أمة الحبيب؟؟؟..... والله إن أرض المسلمين أصبحت خاوية ترعى فيها الجراثيم التي قد تفتك بجسد الأمة إن لم نعرف الدواء الناجع لها ؟؟؟؟؟؟؟.... قولا واحدا علينا أن نذكره عسى الله أن يرحمنا ويعيد لنا عزتنا وكرامتنا ألا وهو قول الله العلي القدير في كتابه العزيز : * كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر * |
أمير الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى أمير الوافي |
زيارة موقع أمير الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات أمير الوافي |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
![]()
أين نحن ؛ وأين من قال أنا رجل من رجال الله
أين الجهاد ؛ وأين الغيرة التي تحرق قلوبنا للأسلام ؟؟؟ أين واين وأين ......... ؟؟ يا سبحان الله صرنا في زمن أغبر سترك وعفوك يا الله
|
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
الشيخ صالح الفرفور ... العالم العامل
بقلم د. محمد حسان الطيان رئيس مقررات اللغة العربية بالجامعة العربية المفتوحة عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بدمشق إذا أردت أن تنظر إلى العِلم يكسوه إهابٌ من عَمَل، و إلى القول يتحول إلى جدٍّ وفعل، و إلى الحرف يغدو قصيدة من شعر، و إلى البيان يحول سحراً على اللسان، فانظر إلى شيخنا العلامة محمد صالح الفرفور رحمه الله وأعلى في الجنان مقامه. وأرك تفعل ما تقول و بعضهم مَذِق الحديث يقولُ ما لا يفعلُ ذلك الشيخ الجليل الذي بنى للعلم دولة، و أسس للخلق والتربية أمّة، و نفث في الأمة روح الدعوة، و ربّى أجيالاً من طلاب العلم أصبحوا منارات يهتدي بها، و علامات يعّول عليها، وجَذَوات يقبس منها. فكان بحق مثلاً حياً لكل من عاهد فوفى، وعمل فعمل، وجاهد فصدق. ولعله والله حسيبه من النخبة الخيّرة التي وصفها جل وعلا بقوله في محكم كتابه : {من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و مابدّلوا تبديلاً}. عاش ما عاش للعلم، وطلب العلم، ونشر العلم,و بناء صروح العلم، حتى استبدَّ العلم بكل اهتماماته، و غلب على جميع أمره، فما تكاد تراه إلا في مجلس علم حتى لو كان في بيته وبين ذويه و أهليه . تفجّر العلم من عليا شمائله كما يسُحُّ بوسط الروض سلسالُ ما أعلم رجلاً من رجالات الأمة فيما أدركت من زمن أخذ أهله بالعلم أخذاً حازماً لا يلين كما أخذ الشيخ صالح أهله و بيته، بل حتى بناته، لم يغادر منهم أحداً إلا صنعَه على عينه عالماً متضلعاً من علوم الشرع و الأدب و العربية، و خطيباً مصقعاً لا تخبو له كلمة، ولا تلين له قناة، ومربياً داعيةً لا تأخذه في الله لومة لائم, بدءاً بأكبرهم أستاذنا وشيخنا الشيخ الدكتور محمد عبد اللطيف الفرفور ثم شيخنا الشيخ الدكتور حسام الفرفور, ومروراً بالشيخ الدكتور ولي الدين الفرفور والدكتور عبد الرحمن والدكتور نصر والدكتور عبد الله, وانتهاءً بأخينا الشيخ شهاب الدين الفرفور، دع عنك البنات الداعيات فاطمة ولطفية. لقد كان حقاً من خير الناس لأهله، مؤتسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ". وإذا لم تكن الخيرية بالعلم الذي رفع المولى سبحانه أصحابه فبم تكون ؟! ومن أولى الناس بالانتفاع بالعالم ؟! أليسوا أهله وذويه: ومن ذا الذي ترجو الأباعد نفعَهُ إذا هو لم تصلُحْ عليه الأقاربُ نشَّأهم جميعا على حب العلم، وطلب العلم، ومصاحبة أهل العلم. فترى الواحد منهم لا هم له إلا العلم، فهو كلِِفٌ به، بل نهمٌ له، مغرمٌ فيه، لا يتغنى إلا به، ولا يتفاخر إلا بتحصيله، ولا يزهو إلا بمقدار ما اجتمع له منه. وقد أخذوا عن والدهم خَلَّة لم تخطئ واحداً منهم، ألا وهي الثقة المطلقة بالله سبحانه ثم بما حصّلوا من علم، فهم لا يرون لأحد سبقاً عليهم في أي شأن من شؤون الحياة، لأن ماعندهم أغلى و أثمن، وأعلى و أبقى، و أعزُّ وأسمى. إنه العلم الذي قال في حقه الحسن البصري:(( لا إله إلا الله، كادت العلماء أن تكون أرباباً، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول)) ]العقد الفريد 1/291[ وكأني بهم المثل الحي لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:" من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقّر ما عظمه الله" ]رواه النووي في آداب حملة القرآن[ أما ما صنعه الشيخ بتلامذته وبمن حوله فأمر عجب، حول فيه الرمم إلى قمم، والجبناء إلى شجعان، والجهال إلى علماء، فتخرج به أفذاذ العلماء والخطباء والدعاة والمربين، وصاروا من بعده ملء العين والبصر والسمع والأذن، وعلى رأسهم شيخنا ريحانة الشام العلامة المقرئ عبد الرزاق الحلبي أمتع الله به، والشيخ رمزي البزم رحمه الله، والشيخ العلامة النظّار أديب الكلاس حفظه الله، والشيخ إبراهيم اليعقوبي رحمه الله، ومحدث الشام الشيخ عبد القادر الأرنؤوط رحمه الله، والشيخ العلامة المحدث المحقق شعيب الأرناؤوط حفظه الله، والشيخ أحمد رمضان حفظه الله، والشيخ عبد الفتاح البزم حفظه الله. ناهيك عن أولاده الذين سبق ذكرهم. على أن همة الشيخ لم تتوقف عند طلابه المقربين و أحبابه المنتجبين الذين كان يخصهم بأكثر من عشرة دروس في اليوم الواحد، ولا ينقطع درسه لا في عطلة ولا في عيد، بل إن من طريف ما أثر عنه أنه لم يتغيب عن درسه حتى في فجر عرسه! وقد حدثني شيخنا الشيخ شعيب-وكان من خُلّص أصحابه لزمه نحواً من خمسة عشر عاماً وأخذ عنه من العلوم والآداب والفنون مالا يحصيه إلا المتخصصون فيها-أن الشيخ صالحاً كان إلى كل خصاله الحميدة وعلومه المستفيضة يمتاز بمزيتين رفيعتين هما الكرم والشجاعة، فقد كان سخيا على تلامذته وطلابه يتعهدهم بعطاياه مع ما يتخولهم به من موعظة وما يقرئهم من علوم، وكان شجاعاً جريئاً لا تأخذه في الله لومة لائم. ولم يقتصر نفعه وفضله على هؤلاء المقربين، وإنما امتدَّ ليشمل طلبة العلم من كل أصقاع الدنيا، وذلك حين أسس معهد الفتح الإسلامي الذي أصبح مهوى الأفئدة وملاذ طلاب العلم يجدون فيه كل ما يحتاجون إليه من علم وسكن وطعام وتربية، وقد عم نفعه وشاع أمره حتى جاوز عدد جنسيات الدارسين فيه المئة يدرسون فيه جميع العلوم الشرعية من قرآن وتجويد وتفسير وحديث ومصطلح وأصول وتوحيد وفرائض وغيرها، كما يدرسون فيه العلوم العربية بأنواعها كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والعروض والخطابة، بل إن مايدرسونه من بعض علوم العربية يفوق مايدرسه المتخصصون في أقسام اللغة العربية، وقد بلوت ذلك بنفسي؛ إذ درَّست بعض علوم العربية في جامعة دمشق وفي معهد الفتح وقسم التخصص فيه، فوجدت البون شاسعا ًفي المادة العلمية المقررة، وفي تلقّي الطلبة لها، ومقدرتهم على فهمها، وحسن استجابتهم لكثير مما يُطرح عليهم فيها. ويكفي أن أذكر أن ثمة كتابين جليلين في علوم العربية يدَّرسان في معهد الفتح، لا يعرفهما كثير من خريجي أقسام اللغة العربية في جامعاتنا، بَـلْـهَ أن يدرسوهما، وهما دلائل الإعجاز للجرجاني والاقتراح في أصول النحو للسيوطي. وشيخنا الشيخ صالح- برَّد الله مضجعه- حجة في علوم شتّى وبِدعٌ في فنون مختلفة، أتقن فقه الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان حتى صار مرجعاً فيه، وحَذِق أصول الفقه حتى لكأنه شاطبي عصره، وولج باب التفسير بعد أن استتبَّت له علوم القرآن المختلفة فكان مدرسة تخَّرج بها الكثيرون ونهل منها العلماء والمتذوقون، حدثني غير واحد من تلامذته وأنجاله أنه كان يضع النص القرآني على السبورة ثم يلتفت إلى طلاب الحلقة يناقشهم فيه، فلا يدع فناً من فنون العربية واللغة والنحو والبلاغة والبيان والإعجاز والفقه والأصول إلا خاض فيه، حتى يدع النص وقد أوسعه دراسة وفهماً وتحليلاً وعلماً. بل إنه تجاوز علوم الشرع واللغة إلى علوم الفلسفة والمنطق والفلك والحساب وغيرها... وله في الفلك وعمل الاصطرلاب جولات وجولات. بل إن له في علم التعمية – الشفرة - مشاركة لا يعلمها كثير من الناس, وعندما كنا نهيئ لإخراج الجزء الأول من كتابنا (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب- الشفرة وكسرها) راعني أن شيخنا يعلم الكثير عن هذا العلم - أعني التعمية- وتضم مكتبته العامرة رسائل مهمة فيه وعدني بالاطلاع على بعضها, وحالت حوائل المرض والبعد دون ذلك. والشيخ إلى هذا وذاك أديب قد امتلك ناصية البيان، وخطيب مصقع ذرب اللسان، دانت له المنابر والمحافل في كل زمان ومكان، وشاعر مفلِق مطبوع يرقى شعره إلى مصاف الشعراء الفحول، ولا غرو فحبّ العربية عنده من الدين، وتعلمها وتعليمها لا يقل في نظره أهمية عن تعليم أي فن من فنون الشرع الحنيف إن لم تكن هي الأهم والأولى، لأنه كان يؤمن أنها الوسيلة التي لابد منها لتعلم علوم الشرع المختلفة، ومن فقدها فلا خير فيه ولا علم عنده ولا نفع يرتجى منه. من أجل هذا ما أعطاها الشيخ رحمه الله وكده، ومنحها ذوب نفسه، فكان حفياً بها، محباً لها، كلفاً بدروسها، مفتنّاً في تعليمها على اختلاف فنونها. وله في ذلك مأثورات لا يتسع المجال لسردها في هذه العجالة. وقد بلغ من حبِّه للغة، وشغفه بأصولها وفقهها، أن نسخ مخطوط سر صناعة الإعراب لابن جني في الخمسينيات من القرن الماضي، أي قبل يفكر أحد في تحقيق هذا السفر العظيم، وكان يعتزم تحقيقه مع شيخنا الأستاذ أحمد راتب النفاخ رحمه الله لكن صارفاً صرفه كما حدثني أستاذنا النفاخ رحمه الله وغفر له. ومن آيات عنايته بهذا الفن من اللغة-أعني فقهها وأصول نحوها-أنه توفر على تدريسه في معهد الفتح الإسلامي لطلاب السنوات الأخيرة طول عمره، لم يدع أحداً يشركه في ذلك حتى وافته المنية، وكانت له عناية خاصة بالكتاب الذي قرره لهذه المادة وهو الاقترح في أصول النحو للسيوطي حتى إنه وضع شرحاً له سماه" الإفصاح شرح كتاب الاقتراح" مازلت أتطلع إلى إخراجه وأحثّ أبناءه على ذلك، ولا سيما أني تشرفت بتدريس هذا الكتاب في المعهد نفسه لمدة تزيد على عشر سنوات( 1987- 1999). و إن أنسَ لا أنسَ مجلساً أدبياً أسبوعياً خصني الشيخ به مع ابنه الحبيب الشيخ الدكتور حسام الدين، قرأنا فيه على الشيخ فصولاً من كتاب الكامل للمبرّد وكتاب العمدة لابن رشيق القيرواني في بيته العامر بحي مسجد الأقصاب بدمشق الشام، فكنا نختلس من يد الدهر ساعات عشنا بها زمناً رغداً ما جاد الزمان بمثلها، نجتني من أدب الشيخ، وتقطف من جناه، ونحلّق في سماه، ونرتع في رياضه، ونحظى بدرره وبدائعه. من ذلك مثلاً- والأمثلة كثيرة لا تحصى- أنه صحّح لنا بيت المتنبي المشهور: وقيّدْتُ نفسي في ذراكَ محبّةً ومَنْ وجدَ الإحسانَ قيداً تقيّداً تقيّدا فقال ذَراك بالفتح لا بالضم- خلافاً للشائع على ألسنة الكثيرين، لأن الذَرا هو الكَنَف. ولئن صدق هذا البيت في أحد ممن نعرف ليصدقَنَّ في شيخنا رحمه الله؛ فقد قيّدَنا بإحسانه، وأسرنا بمحبته، وأفنانا بجليل علمه وأدبه. وكان حفيّاً بنا، يرعانا ويتفقّدنا، ويتخوّلنا بالموعظة في مسجد السادات، ويخصّنا بجلسات في غرفة الأذان، وبزيارات لبيت والدي رحمه الله وأحسن إليه. أذكر أنه زارنا في العيد مرة وبصحبته ابنه الشيخ حسام، ولما قدّمت له الضيافة لاحظ أني زدت له في صحنه من أقراص المعمول عن القدر المعتاد، فما كان منه إلا إن زاد قرصاً آخر وهو يقول: زد يابا زد هذا لا يكفي، فضحكنا جميعاً. وكنت مرة في زيارته عام 1978 مع بعض الصحب والإخوة فأشار إليَّ قائلاً: تعال يا حجّي فاعترض أحد الصحب موضحاً بأنني لم أحجّ بعد، فابتدره الشيخ قائلاً إن من أساليب العربية في المجاز أن تطلق على الشيء اسم ما سيؤول إليه، كقوله تعالى{ إني أراني أعصر خمراً } مع أنّه يعصر العنب الذي سيؤول إلى الخمر، وإن الشيخ دعاني بالحجي تفاؤلاً بأني سأحج إن شاء الله تعالى، فوالذي نفسي بيده لقد حججت في ذلك العام نفسه، وأنا أبعد ما أكون عن الاستعداد للحج أو التفكير به، فسبحان من ألهم شيخنا الصواب, وأجرى على لسانه حسن الجواب. ولما علم أني مسافر إلى تركيا عام 1981 شرفني بتكليفي بشراء كتاب(حاشية شيخي زاده على تفسير البيضاوي) مع أن مكتبته عامرة بمختلف التفاسير، ولكنه طلب العلم الذي امتدّ من المهد إلى اللحد، وفرحت بهذا التكليف، وكان شراء الحاشية من أولى المهام التي أنجزتها في اصطنبول، وعدت بالمجلدات الأربعة، ليردّ لي الشيخ كل قرش دفعته ثمناً للحاشية، ولم تجدِ محاولاتي في صرفه عن ذلك. وكان آخر مانعمت به من صحبة الشيخ- أجزل الله عطاءه- مجلس الأربعاء الذي كان ينعقد في بيته بعد العشاء، ويؤمّه نخبة من أهل العلم، يقدُمهم شيخان جليلان يكتنفان شيخنا الجليل، هما الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله وأسبغ عليه رضوانه، والعلامة الشيخ أديب الكلاس عافاه الله وأمتع به، ويُستهلُّ المجلس بآيات كريمات من كتاب الله عزوجل يرتلها ابن شيخنا الأصغر الشيخ شهاب الفرفور، ثم يبدأ الدرس وهو يشتمل على كتابين نفيسين الأول شرح الحكم العطائية والثاني نوادر الأصول للحكيم الترمذي، يقرأ الشيخ أديب ويعلّق شيخنا الجليل، ويشارك الشيخ الشاغوري بنثر بعض الفوائد والحكم وإنشاد بعض الأشعار والآثار، ثم إذا ما انتهى الدرس تشنفت الأسماع ببعض الأناشيد التي كان لي شرف المشاركة فيها مع شيخنا الشيخ حسام وأخينا الشيخ شهاب، ولابد بعد ذلك كله من القِِرى، وأيُّ قرى أطيب من قِرى شيخنا، إنه قِرى ابن جعفر الذي قال في حقه الشمّاخ: إنـك يـــا بن جعفـرٍ خير فتـىً و خـيـرهم لـطــارقٍ إذا أتـــــى وربَّ نِضوٍ طرق الحيُّ سُرى صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى إن الحديث جانب من القِرى ولعل خير ما أختم به هذه الكلمة أبيات نظمها شيخنا الشيخ شعيب في وداع شيخه الشيخ صالح عندما ذهب إلى الحج في أواخر الخمسينيات، وهي تحكي لسان حالنا جميعا عندما فارقَنا الشيخ ملتحقاً بالرفيق الأعلى (عام 1986) يقول فيها: يا راحلين إلـى ربــا عرفـاتِ مستمطرين سحائب الرحماتِ مهلاً فجلّقُ أصبحت مبهوتةً مذ بنتمُ يا خـيــــرة الــسـاداتِ والمسجد المحزون بات لفقدكم قيدَ الجوانح واكفَ العبراتِ وأصابَ قلبي لوعةٌ إذ قيل لي أزفَ الرحيل لموطن الرحماتِ ما كنت قبل اليوم أعلم أنه شطُّ الحبائب أفدح النكباتِ مهلاً نودع سيداً ذا منصب كانت محافلنا به نَضِراتِ رحمك الله ياشيخنا الجليل، وأسبغ عليك رضوانه، وأعلى في الجنان مقامك، وجزاك عنا خير ما جزى عالماً عن تلامذته، ومصلحاً عن أمته، وراعياً عن صحبته. إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. الكويت 1/7/2006 د. محمد حسان الطيان www.risalaty.net |
محب الشام |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى محب الشام |
زيارة موقع محب الشام المفضل |
البحث عن كل مشاركات محب الشام |
VIP مــخـ نـآيف آلليل ـآوي VIP |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى VIP مــخـ نـآيف آلليل ـآوي VIP |
البحث عن كل مشاركات VIP مــخـ نـآيف آلليل ـآوي VIP |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|