منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
بحث((( التكافل الاجتماعي ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
قد يظن البعض أن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام قاصر على توفير الأمور الضرورية والحيوية بالنسبة للفرد والمجتمع، ويرتكز على جوانب معينة في البر والإحسان والصدقة لفئات الفقراء والضعفاء والمرضى والمحتاجين والعاجزين. لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن نظام التكافل في الإسلام هو أشمل وأوسع مما يتصوره البعض. فهو يشمل تربية عقيدة المسلم وأخلاقه، وتكوين شخصيته، وسلوكه الاجتماعي ويشمل ارتباط الأسرة مع بعضها البعض، وتنظيمها وتكافلها. كما يشمل ربط الفرد بالمجتمع، وربط المجتمع بالفرد، ومشاركة الفرد بالأمور السياسية والاقتصادية، كما يشمل تنظيم المعاملات المالية والضوابط الخلقية. ويشمل أيضاً تنظيم العلاقات الاجتماعية، وربط الأسرة بذوي القربة، وربط الناس بعضهم ببعض. «إن نظام التكافل في الإسلام يكاد يحتوي التشريع الإسلامي كله، لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس، وأن يعيشوا في الحياة آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأعرافهم.. وأن تتحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام وأسباب العيش الهانئ الأفضل»( ). |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
أولاً: التكافل الأدبي. وهو شعور كل فرد نحو إخوانه في الدين بمشاعر الحب والعطف والشفقة وحسن المعاملة، ويتعاون معهم في سراء الحياة وضرائها، ويفرح لفرحهم ويأسى لمصابهم ويتمنى لهم الخير، ويكره أن ينزل الشر بهم، وقد دلّ على ذلك المعنى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»( ). ثانياً: التكافل العلمي. حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»( ). وبيّن ثواب مُعلِّم الناس فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ليستغفر للعالِم مَنْ في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر»( ). كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كتمان العلم فقال: «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»( ). فالتكافل العلمي هو أن يعلم العالم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلم من العالم. فإذا كان من حق أي مجتمع أن يسمي نفسه بالمجتمع المثقف، فمجتمع ------------------------------------------------------------ ( ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الإيمان – باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه – (ص/ 5) – حديث رقم (13). ( ) أخرجه ابن ماجه في سننه – المقدمة – باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (ص/56) – حديث رقم (224)، قال الشيخ الألباني رحمه الله: (حديث صحيح). انظر صحيح سنن ابن ماجه (1/91). ( ) أخرجه ابن ماجه في سننه – المقدمة – باب ثواب مُعلّم الناس الخير – (ص/59) – حديث رقم (239) قال الشيخ الألباني رحمه الله: (حديث صحيح). انظر صحيح سنن ابن ماجه (1/97). ( ) أخرجه ابن ماجه في سننه – المقدمة – باب من سئل عن علم فكتمه – (ص/ 64) – حديث رقم (266) قال الشيخ الألباني رحمه الله : (حديث صحيح). انظر صحيح سنن ابن ماجه (1/101). |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف، وذلك لتكافل أفراده جميعاً للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ومثل هذا اللون من التكافل يحتم على أمة الإسلام تيسير سبل العلم لكل طالب، وتشجيع أهل العلم وحث الجهلة على التعلم، وإتاحة الفرصة لكل متفوق، وتكاتف أفراد المجتمع فيما بينهم على إزالة آثار الأمية والجهل). ثالثاً: التكافل السياسي. وهو تحمل كل شخص لتبعة الحكم وتوجيه السياسة العامة للدولة، وذلك بالمشاركة في الرأي، وإبداء المشورة، وهذا التكافل قد يكون عن طريق نواب يختارهم الشعب لإبداء الرأي، وتوجيه سياسة الحكم، أو عن طريق المشاركة الفعلية بين الحاكم والمحكوم. قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ليست الأمة ملكاً لأحد بعينه، وإنما هي لواء يستظل به الجميع، فلا استبداد برأي ولا اعتداء بمنصب، إنما يقوم مجتمع الإسلام على العدل والشورى والمساواة الكاملة بين الحاكم والمحكوم)( ). فكل شخص له حقه السياسي، وله حقه في المراقبة والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه مسؤول عن مستقبل الأمة، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويُردُّ على أقصاهم»( ). قال الدكتور مصطفى السباعي: (ومن هنا أجمع الفقهاء أنه إذا أجار رجلٌ مسلمٌ رجلاً حربياً وأعطاه الأمان، فقد أصبح هذا الأمان محترماً تلتزم به الدولة مهما كان المجير عالماً أو جاهلاً، قوياً أو ضعيفاً، رجلاً أم امرأة، إلا إذا اقتضت ---------------------------------------------------------- ( ) منهج القرآن في تربية المجتمع، الدكتور عبد الفتاح عاشور (ص/ 359). ( ) أخرجه ابن ماجه في سننه – كتاب الديات – باب "المسلمون تتكافأ دماؤهم" – (ص/ 456) – حديث رقم (2683)، قال الشيخ الألباني رحمه الله: (حديث صحيح). انظر صحيح سنن ابن ماجه (2/358). |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
مصلحة الدولة خلاف ذلك)( ).
ويؤيد هذا القول، أن أم هانئ قد أجارت رجلاً مشركاً في فتح مكة، وأراد المسلمين قتله لأنه محارب، فرفضت أم هانئ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «قد أجَّرنا من أجَّرتِ يا أم هانئ»( ) وكف المسلمون عنه. رابعاً: التكافل العبادي. هناك في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإن الميت إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإن لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات. ومثل ذلك إقامة الجمعة، وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة وغير ذلك من العبادات التي تقوم بأداء الجماعة. وهذه الصورة من تكافل المجتمع وتعاونه في أداء العبادات هي سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم. خامساً: التكافل الأخلاقي. ويقصد به حراسة المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين، وحماية المجتمع من الفوضى والفساد والانحلال، ولهذا وجب على المجتمع المسلم أن ينكر على مرتكبي المنكرات الخُلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحرية الشخصية، إذ ليس معنى الحرية أن تفعل ما تشاء دون قيود أو حدود، وإنما مشروط فيه عدم إيذاء الغير أو الاعتداء على نظام حياة الجماعة، فإن وجد من فعل ذلك تكاتف المجتمع وتعاون في القضاء عليه. ----------------------------------------------------- ( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام،الدكتور مصطفى السباعي (ص/ 183). ( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب صلاة المسافرين – باب استحباب صلاة الضحى – (ص/ 363) – حديث رقم (719). |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الْزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيْرَحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ). وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»( ). وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً في التكافل الأخلاقي بين المسلمين، وأنه يجب على المسلمين أن يأخذوا على أيدي العابثين والمفسدين، ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيه، كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَروّا على من فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نُؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرَادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»( ). سادساً: التكافل الاقتصادي. يولي الإسلام عنايته الكبرى باقتصاد الأمة، ومعنى التكافل الاقتصادي (هو أن يتعاون الجميع في المحافظة على ثروات الأمة سليماً يؤده دوره الطبيعي في خدمة الحياة»( ). ويعمل المجتمع على حفظ ثروات الأفراد من الضياع والتبذير، كما يمنع سوء استعمال الاقتصاد من التلاعب بالأسعار والغش في المعاملات والاحتكار ----------------------------------------------------------------- ( ) سورة التوبة، الآية: 71. ( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان – (ص/ 44) – حديث رقم (49). ( ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الشركة – باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه – (ص/ 403) – حديث رقم (2493). ( ) منهج القرآن في تربية المجتمع ، د. عبد الفتاح عاشور (ص/ 3638).
|
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
سوء استعمال الاقتصاد من التلاعب بالأسعار والغش في المعاملات والاحتكار.
قال صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ»( ). ولا يجوز للمجتمع أن يفرط في ماله ويعطيه للسفهاء والمجانين، قال تعالى: وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالِكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامَاً وَارْزُقُوهُمْ فِيْهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفَاً( ). سابعاً: التكافل الجنائي. (وهو مسؤولية الجماعة عما يقع فيها من جرائم، فالقاتل عمداً يقتل إلا أن يعفو أولياء القتيل، والقاتل خطأ يدفع الدية)( ). والديّة التي تجب على من عفى عنه أولياء القتيل، أو على من قتل خطأ لا يتحملها وحده إنما تتضامن معه عاقلته وهم أهله وأقاربه، هذا إذا عرف القاتل، وإلا اختار أولياء القتيل من مكان القتل خمسين رجلاً، يقسمون أنهم لا يعرفون القاتل، ولا يؤونه عندهم، فإذا أقسموا حكم الشارع بديّة القتيل تعطى لأوليائه فإن عجز المحكوم عليهم عن دفع الديّة، دفعها بيت المال، وهذا ما يعرف بالقسامة. وهكذا الحكم في كل جريمة تقع في المجتمع، وعجز أولياء القاتل عن دفع الديّة، لزمت الديّة بيت المال. قال د. مصطفى السباعي: (وفي إلزام بيت المال بالديّة عند العجز معنى واضح من معاني التكافل في تحمل آثار الجرائم، لأن بيت المال هو خزانة الشعب، ففي إلزامه بدفع الديّة تحميل لكل فرد في الأمة آثار تلك الجريمة)( ). |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
ثامناً: التكافل الحضاري.
(كل ما يفيد الجماعة من عمل دنيوي أو ديني، سياسي أو اقتصادي، زراعي أو تجاري، علمي أو أدبي، وهو من البر الذي يحبه الله لعباده، ويرغب لهم أن يتعاونوا عليه)( ). فالعمل النافع للمجتمع محبوب عند الله تعالى، وهو من البر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ). تاسعاً: التكافل المعيشي. يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بمعيشتهم من طعام وغذاء وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية لا يستغني عنها أي إنسان في حياته. وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي، لأنه يتعلق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة تليق بكرامة الإنسان. وهذا اللون من التكافل هو ما أطلق عليه – خطأ – التكافل الاجتماعي والواقع أنه لون من ألوانه. قال د. مصطفى السباعي: (وتخصيصه باسم التكافل الاجتماعي، خطأ ناشئ من أخذنا هذه التسمية عن الغربيين، فإن الغربيين لا يلزمون أنفسهم الآن بتكافل المجتمع مع الأفراد إلا في شؤون المعيشة المادية فحسب من طعام ولباس وسكن.. أما ما عدا ذلك من نواحي التكافل الاجتماعي فلا يعرفونه ولا يؤمنون به في هذه الحضارة)( ) . وسأذكر في المبحث القادم عن أهم الفئات التي تستحق التكافل المعيشي. ----------------------------- ( ) المصدر السابق. ( ) سورة المائدة، الآية: 2. ( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام د. مصطفى السباعي (ص/ 187).
|
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
أولاً: كفالة اليتيم. اليتيم في اللغة: مِنَ اليُتم، وهو الانفراد وفقدان الأب( ). وفي الشرع: (هو من مات أبوه وتركه صغيراً، وهو ضعيف يحتاج إلى رعاية وكفالة)( ). والإسلام اهتم باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه. فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحط من كرامته، والغض من شأنه، قال تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ( )، وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيم( ). كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيِمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ). كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً. ------------------------------------------- |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
أولاً: كفالة اليتيم. اليتيم في اللغة: مِنَ اليُتم، وهو الانفراد وفقدان الأب( ). وفي الشرع: (هو من مات أبوه وتركه صغيراً، وهو ضعيف يحتاج إلى رعاية وكفالة)( ). والإسلام اهتم باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه. فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحط من كرامته، والغض من شأنه، قال تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ( )، وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيم( ). كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيِمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ). كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً. ------------------------------------------- (1 ) القاموس المحيط، للفيروز آبادي (ص/ 1910). (2 ) التكافل الاجتماعي في الإسلام، الأستاذ عبدالله علوان (ص/ 61). (3 ) سورة الضحى، الآية: 9. (4 ) سورة الماعون، الآية: 1-2. (5 ) سورة الأنعام، الآية: 152. |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمَاً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( ). وأمر الأوصياء أن يردوا أموال اليتيم إن رأى قدرته على تنميتها وحفظها، قال تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدَاً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافَاً وَبِدَارَاً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيَّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ..( ). ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن اليتيم، إنه رغَّبَ في كفالته، والاهتمام برعايته، وبشّر الأوصياء أنهم سيكونون معه بالجنة. قال عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»( ) وأشار بإصبعيه – يعني السبابة والوسطى – قال ابن بطال: (حَقٌ على من سَمِعَ هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلَة في الآخرة أفضل من ذلك)( ). ورعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، أما الدولة فإنها تلجأ إلى الرعاية عند الحاجة، ويجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم لإقامة دور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم، ويكون ذلك أبعد لهم عن الانحراف والتشرد والضياع.
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|