| منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
| بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ))) | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
إسلام عمر رضي الله عنه :
و"عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك إما عمر بن الخطاب ، أو أبي جهل بن هشام، فكان أحبهما إلى الله : عمر رضي الله عنه ". وروي "عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه قال لعمر رضي الله عنه : لم سميت الفاروق ؟ فقال : أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام ، وأول شئ سمعته من القرآن ووقر في صدري : " الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى "، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألت عنه ؟ فقيل لي : هو في دار الأرقم ، فأتيت الدار -وحمزة في أصحابه جلوساً في الدار ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت - فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزه : ما لكم ؟ فقالوا : عمر . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ، ثم نترني نترة لم أتمالك أن وقعت على ركبتي ، فقال : ما أنت بمنته يا عمر !؟ فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد ، فقلت : يا رسول الله ! ألسنا على الحق ، إن متنا أو حيينا ؟ قال : بلى ، فقلت : ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن ، فخرجنا في صفين : حمزة في صف ، وأنا في صف -له كديد ككديد الطحن- حتى دخلنا المسجد ، فلما نظرت إلينا قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها قط. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفاروق" . وقال صهيب : لما أسلم عمر رضي الله عنه جلسنا حول البيت حلقاً ، فطفنا واستنصفنا ممن غلظ علينا . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حماية أبي طالب لرسول الله :
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزايد أمره ويقوى ، ورأوا ما صنع أبو طالب به. مشوا إليه بعمارة بن الوليد، فقالوا : يا أبا طالب ، هذا أنهد فتى في قريش وأجمله ، فخذه وادفع إلينا هذا الذي خالف دينك ودين آبائك فنقتله ، فإنما هو رجل برجل . فقال : بئسما تسومونني ، تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ فقال المطعم بن عدي بن نوفل : يا أبا طالب ! قد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص منك بكل طريق . قال : والله ما أنصفتموني ، ولكن أجمعت على خذلاني، فاصنع ما بدا لك . وقال أشراف مكة لأبي طالب : إما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه ، فإنك على مثل ما نحن عليه ، أو أجمع لحربنا ، فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك على هذا ، حتى نهلكه أو يكف عنا . فقد طلبنا التخلص من حربك بكل ما نظن أنه يخلص . فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يا ابن أخي ! إن قومك جاؤوني وقالوا : كذا وكذا ، فأبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني ما لا أطيق أنا ولا أنت ، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك . فقال صلى الله عليه وسلم : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك في طلبه، فقال: امض على أمرك، فوالله لا أسلمك أبداً . ودعا أبو طالب أقاربه إلى نصرته فأجابه بنو هاشم وبنو المطلب غير أبي لهب ، وقال أبو طالب : والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر وقر بذاك منك عيونا ودعوتني وعرفت أنك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثم أمينا وعرضت ديناً قد عرفت بأنه من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حصار بني هاشم في الشعب :
ولما اجتمعوا - مؤمنهم وكافرهم - على منع رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجتمعت قريش ، فأجمعوا أمرهم على أن لا يجالسوهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يدخلوا بيوتهم ، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل . وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق : أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً ، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل، فأمرهم أبو طالب أن يدخلوا شعبه فلبثوا فيه ثلاث سنين . واشتد عليهم البلاء ، وقطعوا عنهم الأسواق ، فلا يتركون طعاماً يدخل مكة ، ولا بيعاً إلا بادروا فاشتروه ، ومنعوه أن يصل شئ منه إلى بني هاشم ، حتى كان يسمع أصوات نسائهم يتضاغون من وراء الشعب من الجوع . واشتدوا على من أسلم ممن لم يدخل الشعب ، فأوثقوهم ، وعظمت الفتنة وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم . أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضطجع على فراشه ، حتى يرى ذلك من أراد اغتياله ، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يأتي أحد فرشهم . في ذلك عمل أبو طالب قصيدته اللامية المشهورة التي قال فيها : ولما رأيت القوم لا ود فيهمو وقد قطعوا كل العرى والوسائل وقد صارحونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدو المزايـل صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة وأبيض عضب من تراث المقاول وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي وأمسكت من أثوابه بالوصائل أعوذ برب الناس من كل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل ومـن كاشح يسعى لنا بمغيظة ومن ملحق في الدين ما لم نحاول وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وراق ليرقى فـي حراء ونازل وبالبيت-حق البيت-من بطن مكة وبالله إن الله ليس بغافل وبالحجر المسود إذ يمسحونه إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل وموطىء إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافياً غير ناعل وأشواط بين المروتين إلى الصفا وما فيهما من صورة وتماثل ومن حج بيت الله مـن كل راكب ومن كل ذي نذر ومن كل راجل وليلة جمع والمنازل من منى وهل فوقها من حرمة ومنازل؟ فهل بعد هـذا من معاذ لعائذ وهل من معيذ يتقي الله عاذل؟ كذبتم وبيت الله نترك مكة ونظعن إلا أمركم في بلابل كذبتم وبيت الله نبزى محمداً ولما نطاعن دونه ونناضل؟ ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل وينهض قوم في الحديد إليكمو نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل * * * وإنا لعمر الله إن جد ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأماثل بكفي فتى مثل الشهاب سميدع أخي ثقة حامي الحقيقة باسـل وما ترك قـوم-لا أبا لك-سيداً يحوط الذمار غير ذرب مواكل وأبيض يستسقى الغمائم بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في رحمة وفواضل * * * فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح حسود كذوب مبغض ذي دغائل ومر أبو سفيان عني معرضاً كما مر قيل من عظام المقاول يفر إلى نجد وبرد مياهه ويزعم أني لست عنك بغافل أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة ولا معظم عند الأمور الجلائل أمطعم . إن القوم ساموك خطة وإني متى أوكل فلست بآكلي جزى الله عنا عبد شمس ونوفلاً عقوبة شر عاجلاً غير آجل فعبد مناف أنتمو خير قومكم فلا تشركوا في أمركم كل واغل وكنتم حديثاً حطـــب قدر فأنتمو الآن حطاب أقدر ومراجل فكل صديق وابن أخت نعده لعمري وجدنا غبه غير طائل سوى أن رهطاً من كلاب بن مرة براء إلينا من معقة خاذل * * * ونعم ابن أخت القوم غير مكذب زهير حساماً مفرداً من حمائـل لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد وإخوته دأب المحب المواصل فمن مثله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحكام عند التفاضل؟ حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلهاً ليس عنه بغافل والله لولا أن أجيء بسبة تجر على أشياخنا في المحافل لكنا اتبعناه على كل حالة من الدهر جداً غير قول التهازل لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقـول الأباطـل حدبت بنفسي دونه وحميته ودافعت عنه بالذرى والكلاكل |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
نقض الصحيفة :
ثم بعد ذلك مشى هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي ، وكان يصل بني هاشم في الشعب خفية بالليل بالطعام -مشى إلى زهير بن أبي أمية المخزومي- وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب - وقال : يا زهير ، أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب،وأخوالك بحيث تعلم ؟ فقال : ويحك ! فما أصنع وأنا رجل واحد ؟ أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها. قال : أنا، قال : ابغنا ثالثاً . قال : أبو البختري بن هشام ، قال : ابغنا رابعاً . قال : زمعة بن الأسود . قال : ابغنا خامساً ، قال : المطعم بن عدي . قال : فاجتمعوا عند الحجون ، وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة . فقال زهير : أنا أبدأ بها ، فجاؤوا إلى الكعبة -وقريش محدقة بها- فنادى زهير : يا أهل مكة ! إنا نأكل الطعام ، ونشرب الشراب ، ونلبس الثياب ، وبنو هاشم هلكى ، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة . فقال أبو جهل : كذبت ، والله لا تشق . فقال زمعة : أنت والله أكذب ما رضينا كتابتها حين كتبت . وقال أبو البختري : صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقار عليه . فقال المطعم بن عدي : صدقتما ، وكذب من قال غير ذلك . نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها . وقال هشام بن عمرو : نحو ذلك . فقال أبو جهل : هذا أمر قد قضي بليل ، تشوور فيه بغير هذا المكان . وبعث الله على صحيفتهم الأرضة ، فلم تترك اسماً لله إلا لحسته ، وبقي ما فيها من شرك وظلم وقطيعة . وأطلع الله رسوله على الذي صنع بصحيفتهم ، فذكر ذلك لعمه ، فقال : لا والثواقب ما كذبتني . فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب ، حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش . فلما رأوهم ظنوا أنهم خرجوا من شدة الحصار ، وأتوا ليعطوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتكلم أبو طالب ، فقال : قد حدث أمر ، لعله أن يكون بيننا وبينكم صلحاً ، فائتوا بصحيفتكم -وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا فيها قبل أن يأتوا بها ، فلا يأتون بها- فأتوا بها معجبين . لايشكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفوع إليهم ، قالوا : قد آن لكم أن تفيئوا وترجعوا خطراً لهلكة قومكم . فقال أبو طالب : لأعطينكم أمراً فيه نصف ، إن ابني أخبرني -ولم يكذبني- أن الله عز وجل بريء من هذه الصحيفة التي في أيديكم ، وأنه محا كل اسم له فيها ، وترك فيها غدركم ، وقطيعتكم ، فإن كان ما قال حقاً ، فوالله لا نسلمه إليكم حتى نموت عن آخرنا ، وإن كان الذي يقول باطلاً ، دفعناه إليكم فقتلتموه أو استحييتموه . قالوا : قد رضينا ، ففتحوا الصحيفة فوجدوها كما أخبر ، فقالوا : هذا سحر من صاحبكم ، فارتكسوا وعادوا إلى شر ما هم عليه . فتكلم عند ذلك النفر الذين تعاقدوا -كما تقدم - وقال أبو طالب شعراً يمدح النفر الذين تعاقدوا على نقض الصحيفة ، ويمدح النجاشي ، ومنه : جزى الله رهطاً بالحجون تتابعوا على ملأ يهدي لحزم ويرشد أعان عليها كل صقـر كأنه إذا ما مشى في رفرف الذرع أحرد قعوداً لدى جنب الحجون كأنهم مقاولة بل هم أعـز وأمجـد وأسلم هشام بن عمرو يوم الفتح . وخرج بنو هاشم من شعبهم وخالطوا الناس ، وكان خروجهم في سنة عشر من النبوة ، ومات أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر .
التعديل الأخير تم بواسطة اسير الصحراء ; 04-26-2006 الساعة 01:55 PM.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
موت خديجة وأبي طالب :
وماتت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بأيام ، فاشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه بعد موت خديجة وعمه ، وتجرؤوا عليه ، وكاشفوه بالأذى ، وأرادوا قتله ، فمنعهم الله من ذلك . قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : "حضرتهم ، وقد اجتمع أشرافهم في الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ما رأينا مثل صبرنا عليه ، سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وفرق جماعتنا ، فبينما هم في ذلك ، إذ أقبل ، فاستلم الركن ، فلما مر بهم غمزوه" . وفي حديث : أنه قال لهم في الثانية : "لقد جئتكم بالذبح"، وأنهم قالوا له : يا أبا القاسم ! ما كنت جهولاً ، فانصرف راشداً . فلما كان من الغد اجتمعوا ، فقالوا : ذكرتم ما بلغ منكم ، حتى إذا أتاكم بما تكرهون تركتموه . فبينما هم كذلك . إذ طلع عليهم ، فقالوا : قوموا إليه وثبة رجل واحد ، فلقد رأيت عقبة بن أبي معيط آخذاً بمجامع ردائه ، وقام أبو بكر دونه وهو يبكي ، يقول : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ وفي حديث أسماء : "فأتى الصريخ إلى أبي بكر ، فقالوا : أدرك صاحبك ، فخرج من عندنا وله غدائر أربع ، فخرج وهو يقول : ويلكم ، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ فلهوا عنه ، وأقبلوا على أبي بكر ، فرجع إلينا لا يمس شيئاً من غدائر إلا رجع معه" . ومرة كان يصلي عند البيت ، ورهط من أشرافهم يرونه ، فأتى أحدهم بسلى جزور ، فرماه على ظهره . وكانوا يعلمون صدقه وأمانته ، وأن ما جاء به هو الحق ، لكنهم كما قال تعالى : " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " . وذكر الزهري : أن أبا جهل ، وجماعة معه ، وفيهم الأخنس بن شريق ، استمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل، فقال الأخنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ! ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ! فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نسمع له أبداً ، ولا نصدقه أبداً . وفي رواية : إني لأعلم أن ما يقول حق ، ولكن بني قصي قالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم ، قالوا : فينا السقاية ، فقلنا: نعم، وذكر نحوه |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
سؤالهم عن الروح وأهل الكهف :
وكانوا يرسلون إلى أهل الكتاب يسألونهم عن أمره ؟ قال ابن إسحاق عن ابن عباس : "بعثت قريش النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط ، إلى أحبار اليهود بالمدينة ، فقالوا لهما: سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، فإنهم أهل الكتاب . وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء . فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألاهم عنه ؟ ووصفا لهم أمره . فقالت لهم أحبار اليهود : سلوه عن ثلاث ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإلا فهو رجل متقول : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول : ما كان أمرهم ؟ فإنه قد كان لهم حديث عجيب . وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، فما كان نبؤه ؟ وسلوه عن الروح ما هي ؟ فأقبلا حتى قدما مكة ، فقالوا : قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد . قد أخبرنا أحبار يهود : أن نسأله عن أشياء أمرونا بها . فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألوه عما أخبرهم أحبار يهود ، فجاءه جبريل بسورة الكهف فيها خبر ما سألوه عنه ، من أمر الفتية ، والرجل الطواف ، وجاءه بقوله : " ويسألونك عن الروح " الآية" . قال ابن إسحاق : فافتتح السورة بحمده وذكر نبوة رسوله لما أنكروا عليه من ذلك ، فقال : " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " ، يعني : أنك رسول مني ، أي تحقيق ما سألوا عنه ، من نبوتك " ولم يجعل له عوجا " ، أي : أنزله معتدلاً . لا خلاف فيه -وذكر تفسير السورة- " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا "، أي : ما رأوا من قدرتي في أمر الخلائق ، وفيما وضعت على العباد من حججي ما هو أعظم من ذلك وأعجب . وعن ابن عباس : الذي آتيتك من الكتاب والسنة أعظم من شأن أصحاب الكهف . قال ابن عباس : والأمر على ما ذكروا ، فإن مكثهم نياماً ثلاثمائة سنة : آية دالة على قدرة الله ومشيئته ، وهي أية دالة على معاد الأبدان ، كما قال تعالى : " وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها " ، وكان الناس قد تنازعوا في زمانهم ، هل تعاد الأرواح وحدها ؟ أم الأرواح والأبدان ؟ فجعلهم الله آية دالة على معاد الأبدان ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقصتهم من غير أن يعلمه بشر ، آية دالة على نبوته . فكانت قصتهم آية دالة على الأصول الثلاثة : الإيمان بالله ، ورسوله ، واليوم الآخر ، ومع هذا : فمن آيات الله ما هو أعجب من ذلك . وقد ذكر الله سبحانه وتعالى سؤالهم عن هذه الآيات التي سألوه عنها ليعلموا : هل هو نبي صادق ، أو كاذب ؟ فقال : " ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا " ، وقوله : " لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين " إلى قوله : " إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون " . والقرآن مملوء من إخباره بالغيب الماضي ، الذي لا يعلمه أحد من البشر ، إلا من جهة الأنبياء ، لا من جهة الأولياء ، ولا من جهة غيرهم ، وقد عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم لا يتعلم هذا من بشر ، ففيه آية وبرهان قاطع على صدقه ونبوته |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
قول الوليد بن المغيرة في القرآن : سحر
وعن ابن عباس قال : "إن الوليد بن المغيرة ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : اقرأ علي ، فقرأ عليه : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى " الآية ، فقال : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وإنه ليحطم ما تحته ، وما يقول هذا بشر" . وفي رواية : "وبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه . فقال : يا عم ! إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ، قال : ولم ؟ قال : أتيت محمداً لتعوض مما قبله . قال : قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً ، قال : فقل فيه قولاً يبلغ قومك : أنك منكر له ، قال: ماذا أقول؟ فوالله ما فيكم أعلم بالأشعار مني الخ" . وفي رواية أن الوليد بن المغيرة قال -وقد حضر الموسم- : "ستقدم عليكم وفود العرب من كل جانب ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم، فأجمعوا فيه رأياً ، ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضاً . فقالوا . فأنت فقل ، فقال : بل قولوا وأنا أسمع ، قالوا : نقول : كاهن. قال : ما هو بزمزمة الكهان ، ولا سجعهم . قالوا نقول : مجنون ، قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه، ولا وسوسته ولا تخالجه . قالوا : نقول : شاعر ، قال : ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر رجزه وهزجه ، وقريضه ، ومقبوضه ، ومبسوطه . قالوا : نقول : ساحر ، قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحرة وسحرهم ، فما هو بعقدهم ولا نفثهم ، قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : ما نقول من شئ من هذا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول ، أن تقولوا : ساحر ، يفرق بين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته . فتفرقوا عنه بذلك . فجعلوا يجلسون للناس ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله في الوليد بن المغيرة : " ذرني ومن خلقت وحيدا " إلى قوله : " سأصليه سقر " . ونزل في النفر الذين كانوا معه يصنفون القول في رسول الله ، وفيما جاء به من عند الله : " الذين جعلوا القرآن عضين " "، أي : أصنافاً . وكانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات ، فمنها ما يأتيهم الله به ، لحكمة أرادها الله سبحانه |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
انشقاق القمر :
فمن ذلك أنهم سألوه : أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر ، وأنزل قوله : " اقتربت الساعة وانشق القمر " الآيات ، إلى قوله : " وكل أمر مستقر " ، فقالوا : سحركم ، انظروا إلى السفار ، فإن كانوا رأوا مثل ما رأيتم فقد صدق فقدموا من كل وجه ، فقالوا: رأينا . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما طلب من الآيات -التي يقترحون- رغبة منه في إيمانهم ، فيجاب بأنها : لا تستلزم الهدى ، بل توجب عذاب الاستئصال لمن كذب بها |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
سؤالهم الآيات :
والله سبحانه قد يظهر الآيات الكثيرة ، مع طبعه على قلب الكافر ، كفرعون ، قال تعالى : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها " إلى قوله : " ولكن أكثرهم يجهلون " ، وقال تعالى : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " الآية . بين سبحانه وتعالى : أنه إنما منعه أن يرسل بها إلا أن كذب بها الأولون ، فإذا كذب هؤلاء كذلك ، استحقوا عذاب الاستئصال . وروى أهل التفسير ، وأهل الحديث عن ابن عباس ، قال : سأله أهل مكة أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، وأن ينحي عنهم الجبال حتى يزرعوا ، فقيل له : إن شئت نستأني بهم ، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا هلكوا ، كما هلك من قبلهم ، فقال : بل استأني بهم ، فأنزل الله : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " الآية . وروى ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية ، قال : رحمة لكم أيها الأمة ، إنا لو أرسلنا بالآيات ، فكذبتم بها : أصابكم ما أصاب من قبلكم . وكانت الآيات تأتيهم آية بعد آية ، فلا يؤمنون بها ، قال تعالى : " وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين " الآية . أخبر سبحانه بأن الآيات تأتيهم فيعرضون عنها ، وأنهم سيرون صدق ما جاءت به الرسل ، كما أهلك الله من كان قبلهم بالذنوب التي هي تكذيب الرسل ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا " الآية . وأخبر بشدة كفرهم بأنهم لو أنزل عليهم كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم ، لكذبوا به . وبين سبحانه أنه لو جعل الرسول ملكاً لجعله على صورة الرجل . إذ كانوا لا يستطيعون أن يروا الملائكة في صورهم التي خلقوا عليها ، وحينئذ يقع اللبس عليهم ، لظنهم الرسول بشراً لا ملكاً . وقال تعالى : " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " الآيات . وهذه الآيات لو أجيبوا إليها ، ثم لم يؤمنوا : لأتاهم عذاوب الاستئصال ، وهي لا توجب الإيمان ، بل إقامة للحجة ، والحجة قائمة بغيرها . وهي أيضاً مما لا يصلح ، فإن قولهم : " حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " يقتضي تفجيرها بمكة ، فيصير وادياً ذا زرع . والله سبحانه وتعالى قضى بسابق حكمته : أن جعل بيته بواد غير ذي زرع ، لئلا يكون عنده ما ترغب النفوس فيه من الدنيا ، فيكون حجهم للدنيا . وإذا كان له جنة من نخيل وعنب كان في هذا من التوسع في الدنيا ما يقتضي نقص درجته ، وكذلك إذا كان له قصر من زخرف ، وهو الذهب . أما إسقاط السماء كسفاً : فهذا لا يكون إلا يوم القيامة . وأما الإتيان بالله والملائكة قبيلاً : فهذا لما سأل قوم موسى موسى ما هو دونه أخذتهم الصاعقة ، وقال تعالى : " يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء " الآيات . بين سبحانه : أن المشركين وأهل الكتاب سألوه إنزال كتاب من السماء ، وبين أن الطائفتين لا يؤمنون إذا جاءهم ذلك ، وأنهم إنما سألوه تعنتاً ، فقال عن المشركين : " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس " الآية . وقال عن أهل الكتاب : " فقد سألوا موسى أكبر من ذلك " إلى قوله : " ورفعنا فوقهم " ، فهم -مع هذا- نقضوا الميثاق، وكفروا بآيات الله ، وقتلوا النبيين . فكان فيه من الاعتبار : أن الذين لا يهتدون إذا جاءتهم الآيات المقترحة لم يكن في مجيئها منفعة لهم ، بل فيها وجوب عقوبة عذاب الاستئصال إذا لم يؤمنوا ، وتغليظ الأمر عليهم ، كما قال تعالى : " فبظلم من الذين هادوا " الآية ، فكان في إنزال مثل هذه : أعظم رحمة وحكمة . ولما طلب الحواريون من المسيح المائدة ، كانت من الآيات الموجبة لمن كفر بها عذاباً ، لم يعذب الله به أحداً من العالمين . وكان قبل نزول التوراة يهلك المكذبين بالرسل بعذاب الاستئصال عاجلاً . وأظهر آيات كثيرة لما أرسل موسى ليبقى ذكرها في الأرض ، إذ كان بعد نزول التوراة لم يهلك أمة بعذاب الاستئصال ، كما قال تعالى : " ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى " ، بل كان بنو إسرائيل لما كانوا يفعلون ما يفعلون -من الكفر والمعاصي- يعذب الله بعضهم ويبقي بعضهم ، إذ كانوا لا يتفقون على الكفر ، ولم يزل في الأرض منهم أمة باقية على الصلاح . قال تعالى : " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك " الآية ، وقال : " من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون " الآيتين . وكان من حكمته تعالى ورحمته -لما أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين- أن لا يهلك قومه بعذاب الاستئصال ، بل عذب بعضهم بأنواع العذاب كالمستهزئين ، الذين قال الله فيهم : " إنا كفيناك المستهزئين " الآيات . والذي دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلط عليه كلباً من كلابه فافترسه الأسد ، كما قال تعالى : " قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده " الآية . فأخبر سبحانه أنه يعذب الكفار تارة بأيدي المؤمنين بالجهاد والحدود ، وتارة بغير ذلك . فكان ذلك مما يوجب إيمان أكثرهم ، كما جرى لقريش وغيرهم ، فإنه لو أهلكهم لبادوا ، وانقطعت المنفعة بهم ، ولم يبق لهم ذرية تؤمن ، بخلاف ما عذبهم به من الإذلال والقهر ، فإن في ذلك ما يوجب عجزهم ، والنفوس إذا كانت قادرة على كمال أغراضها ، فلا تكاد تنصرف عنها . بخلاف عجزها عنها ، فإنه يدعوها إلى التوبة ، كما قيل : من العصمة أن لا تقدر ، ولهذا آمن عامتهم . وقد ذكر الله في التوراة لموسى : إني أقسي قلب فرعون ، فلا يؤمن بك لتظهر أياتي وعجائبي . بين أن في ذلك من الحكمة : انتشار آياته الدالة على صدق أنبيائه في الأرض ، إذ كان موسى أخبر بتكليم الله وبكتابة التوراة له ، فأظهر له من الآيات ما يبقى ذكره في الأرض . وكان في ضمن ذلك : من تقسية قلب فرعون ما أوجب هلاكه وهلاك قومه . وفرعون كان جاحداً للصانع ، فلذلك أوتي موسى من الآيات ما يناسب حاله . وأما بنو إسرائيل -مع المسيح- فكانوا مقرين بالكتاب الأول ، فلم يحتاجوا إلى مثل ما احتاج إليه موسى ، ولم يكن محتاجاً إلى جنس تقرير النبوة ، إذ كانت الرسل قبله جاءت بما يثبت ذلك ، وإنما الحاجة إلى تثبيت نبوته . ومع هذا فقد أظهر الله على يديه من الآيات مثل آيات من قبله وأعظم ، ومع هذا لم يأت بآيات الاستئصال ، بل بين الله في القرآن: أنها لا تنفعهم بل تضرهم ، لأنه علم أن قلوبهم كقلوب الأولين ، كما قال تعالى : " كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون* أتواصوا به " الآية، وقال تعالى : " كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم " الآية ، وقال تعالى : " أكفاركم خير من أولئكم " الآية ، وسورة اقتربت التي ذكر فيها انشقاق القمر ، وإعراضهم عن الآيات ، وقوله : " سحر مستمر "، وقال فيها : " ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر " . أي : يزجرهم عن الكفر زجراً شديداً ، إذ كان في تلك الأنباء صدق الرسول والإنذار بالعذاب الذي وقع بالمتقدمين . ولهذا يقول عقيب كل قصة : " فكيف كان عذابي ونذر " ، أي : عذابي لمن كذب رسلي ، وإنذاري لهم بذلك قبل مجيئه ، ثم قال : " أكفاركم " أيتها الأمة " خير من أولئك " الذين كذبوا الرسل من قبلكم ، " أم لكم براءة في الزبر* أم يقولون نحن جميع منتصر "، وذلك أن كونكم تعذبون مثلهم . إما لكونكم لا تستحقون ما استحقوا ، أو لكون الله أخبر أنه لا يعذبكم ، فهذا بالنظر إلى قوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه ، فيقولون : " نحن جميع منتصر " ، فإنهم أكثر وأقوى ، كما قالوا : " أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا " إلى قوله : " أثاثا ورئيا " ، أي : أموالاً ومنظراً . فقال تعالى : " سيهزم الجمع ويولون الدبر " . أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بهزيمتهم ، وهو بمكة ، في قلة من الأتباع ، وضعف منهم . ولا يظن أحد -قبل أن يهاجر- بالعادة المعروفة : أن أمره يعلو ، ويقاتلهم ، فكان كما أخبر ، وذلك ببدر ، وتلك سنة الله ، كما قال تعالى : " سنة الله التي قد خلت من قبل " الآية . وحيث يظهر الكفار ويغلبون ، فإنما يكون ذلك لذنوب المؤمنين التي أوجبت نقص إيمانهم ، فإذا تابوا نصرهم الله ، كما قال تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " . فإذا كان من تمام الحكمة والرحمة : أن لا يهلكهم بالاستئصال كالذين من قبلهم ، قال تعالى : " أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر " كان لا يأتي بموجب ذلك ، مع إتيانه سبحانه بما يقيم الحجة أكمل في الحكمة والرحمة، إذ كان ما أتى به حصل به كمال الهدى والحجة ، وما امتنع منه دفع من عذاب الاستئصال ما أوجب بقاء جمهور الأمة ، حتى يهتدوا ويؤمنوا ، وكان في إرسال خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم من الحكمة البالغة ، والمنن السابغة ، ما لم يكن في رسالة غيره ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . رجعنا إلى سيرته صلى الله عليه وسلم |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف :
ولما اشتد البلاء من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد موت عمه ، خرج إلى الطائف ، رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه ، ويمنعوه منهم ، حتى يبلغ رسالة ربه ، ودعاهم إلى الله عز وجل ، فلم ير من يؤوي ولم ير ناصراً ، وآذوه أشد الأذى ، نالوا منه ما لم ينل منه قومه ، وكان معه زيد بن حارثة مولاه . فأقام بينهم عشرة أيام ، لا يدع أحداص من أشرافهم إلا كلمه ، فقالوا : اخرج من بلدنا . وأغروا به سفهاءهم ، فوقفوا له سماطين ، وجعلوا يرمونه بالحجارة ، وبكلمات من السفه ، هي أشد وقعاً من الحجارة ، حتى دميت قدماه ، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه ، حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف إلى مكة محزوناً . وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور : "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة : أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك . لك العتبى حتى ترضى . ولا حول ولا قوة إلا بك" . فأرسل ربه تبارك وتعالى إليه ملك الجبال ، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة -وهما جبلاها اللذان هي بينهما- فقال : "بل أستأني بهم ، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده ، لا يشرك به شيئاً" . فلما نزل بنخلة في مرجعه ، قام يصلي من الليل ما شاء الله ، فصرف الله إليه نفراً من الجن ، فاستمعوا قراءته ، ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه : " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " إلى قوله : " أولئك في ضلال مبين " . وأقام بنخلة أياماً ، فقال زيد بن حارثة رضي الله عنه : كيف تدخل عليهم ، وقد أخرجوك ؟ -يعني قريشاً- فقال : يا زيد ! إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه . ثم انتهى إلى مكة ، فأرسل رجلاً من خزاعة إلى المطعم بن عدي : أدخل في جوارك ، فقال : نعم ، فدعا المطعم بنيه وقومه ، فقال : البسوا السلاح ، وكونوا عند أركان البيت ، فإني قد أجرت محمداً ، فلا يهجه منكم أحد . فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه ، وصلى ركعتين ، وانصرف إلى بيته ، والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح ، حتى دخل بيته |
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|
