منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
مشروعية الأذان
فصل وأتم نعمته عليهم مع القبلة بأن شرع لهم الأذان في اليوم والليلة خمسة مرات ، وزادهم في الظهر والعصر والعشاء ركعتين أخريين بعد أن كانت ثنائية ، فكل هذا كان بعد مقدمه المدينة . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
مشروعية قتال الكفار والمشركين
فصل فلما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وأيده الله بنصره ، بعباده المؤمنين الأنصار ، وألف بين قلوبهم بعد العداوة والإحن التي كانت بينهم ، فمنعته أنصار الله وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر ، وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج ، وكان أولى بهم من أنفسهم ، رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة ، وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة ، وصاحوا بهم من كل جانب ، والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة ، واشتد الجناح ، فأذن لهم حينئذ في القتال ، ولم يفرضه عليهم ، فقال تعالى : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " ، ( الحج :39) . وقد قالت طائفة : إن هذا الإذن كان بمكة ، والسورة مكية ، وهذا غلط لوجوه : أحدها : أن الله لم يأذن بمكة لهم في القتال ، ولا كان لهم شوكة يتمكنون بها من القتال بمكة . الثاني : أن سياق الآية يدل على أن الإذن بعد الهجرة ، وإخراجهم من ديارهم ، فإنه قال : " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله " ( الحج : 40) وهؤلاء هم المهاجرون . الثالث : قوله تعالى : " هذان خصمان اختصموا في ربهم " ( الحج : 19) نزلت في الذين تبارزوا يوم بدر من الفريقين . الرابع : أنه قد خاطبهم في آخرها بقوله : " يا أيها الذين آمنوا " والخطاب بذلك كله مدني ، فأما الخطاب( يا أيها الناس) فمشترك . الخامس : أنه أمر فيها بالجهاد الذي يعم الجهاد باليد وغيره ، ولا ريب أن الأمر بالجهاد المطلق إنما كان بعد الهجرة ، فأما جهاد الحجة ، فأمر به في مكة بقوله : " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به " أي : بالقرآن " جهادا كبيرا " ( الفرقان: 52) فهذه سورة مكية ، والجهاد فيها هو التبليغ ، وجهاد الحجة ، وأما الجهاد المأمور به في ( سورة الحج ) فيدخل فيه الجهاد بالسيف . السادس : أن الحاكم روى في مستدركه من حديث الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن ، فأنزل الله عز وجل : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ( الحج : 39 ) وهي أول آية نزلت في القتال . وإسناده على شرط الصحيحين وسياق السورة يدل على أن فيها المكي والمدني ، فإن قصة إلقاء الشيطان في أمنية الرسول مكية ، والله أعلم . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
فصل انواع الجهاد
ثم فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم دون من لم يقاتلهم فقال : " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " ( البقرة :195) . ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة ، وكان محرماً ، ثم مأذوناً به ، ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال ، ثم مأموراً به لجميع المشركين إما فرض عين على أحد القولين ، أو فرض كفاية على المشهور . والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب ، وإما باللسان ، وإما بالمال ، وإما باليد ، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع . أما الجهاد بالنفس ، ففرض كفاية ، وأما الجهاد بالمال ، ففي وجوبه قولان ، والصحيح وجوبه لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواء ، كما قال تعالى : " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " ( التوبة :41) وعلق النجاة من النار به ، ومغفرة الذنب ، ودخول الجنة ، فقال : " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم " ( الصف : 10) وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك ، أعطاهم ما يحبون من النصر والفتح القريب فقال : " وأخرى تحبونها " ( الصف : 12) أي : ولكم خصلة أخرى تحبونها في الجهاد ، وهي " نصر من الله وفتح قريب " وأخبر سبحانه أنه " اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " ( التوبة : 110) وأعاضهم عليها الجنة ، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة من السماء ، وهي التوارة والإنجيل والقرآن ، ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى ، ثم أكد ذلك بأن أمرهم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه ، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم . فليتأمل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجله ، فإن الله عز وجل هو المشتري ، والثمن جنات النعيم ، والفوز برضاه ، والتمتع برؤيته هناك ، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم . عليه من الملائكة والبشر ، وإن سلعة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عظيم وخطب جسيم : قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل مهر المحبة والجنة بذل النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين ، فما للجبان المعرض المفلس وسوم هذه السلعة ، بالله ما هزلت فيستامها المفلسون ، ولا كسدت ، فيبيعها بالنسيئة المعسرون ، لقد أقيمت للعرض في سوق من يريد ، فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، وقام المحبون ينتظرون أيهم يصلح أن يكون نفسه الثمن ، فدارت السلعة بينهم ، ووقعت في يد " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " ( المائدة : 54 ) . لما كثر المدعون للمحبة ، طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ، فلو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى الخلي حرفة الشجي، فتنوع المدعون في الشهود ، فقيل : لا تثبت هذه الدعوى إلا ببينة " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ( آل عمران :31) فتأخر الخلق كلهم ، وثبت أتباع الرسول في أفعاله وأقواله وهديه وأخلاقه ، فطولبوا بعدالة البينة ، وقيل : لا تقبل العدالة إلا بتزكية " يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم " ( المائدة : 54) فتأخر أكثر المدعين للمحبة ، وقام المجاهدون ، فقيل لهم : إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم ، فسلموا ما وقع عليه العقد ، فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، وعقد التبايع يوجب التسليم من الجانبين ، فلما رأى التجار عظمة المشتري وقدر الثمن ، وجلالة قدر من جرى عقد التبايع على يديه ، ومقدار الكتاب الذي أثبت فيه هذا العقد ، عرفوا أن للسلعة قدراً وشأناً ليس لغيرها من السلع ، فرأوا من الخسران البين والغبن الفاحش أن يبيعوها بثمن بخس دراهم معدودة ، تذهب لذتها وشهوتها ، وتبقى تبعتها وحسرتها ، فإن فاعل ذلك معدود في جملة السفهاء ، فعقدوا مع المشتري بيعة الرضوان رضى واختياراً من غير ثبوت خيار ، وقالوا : والله لا نقيلك ولا نستقيلك فلما تم العقد ، وسلموا المبيع ، قيل لهم : قد صارت أنفسكم وأموالكم لنا ، والآن فقد رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعاف أموالكم معها " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " ( آل عمران : 69) لم نبتع منكم نفوسكم وأموالكم طلباً للربح عليكم ، بل ليظهر أثر الجود والكرم في قبول المعيب والإعطاء عليه أجل الأثمان ، ثم جمعنا لكم بين الثمن والمثمن . تأمل قصة جابر بن عبد الله وقد اشترى منه صلى الله عليه وسلم بعيره ، ثم وفاه الثمن وزاده ، ورد عليه البعير وكان أبوه قد قتل مع النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد ، فذكره بهذا الفعل حال أبيه مع الله ، وأخبره أن الله أحياه ، وكلمه كفاحاً وقال : يا عبدي تمن علي فسبحان من عظم جوده وكرمه أن يحيط به علم الخلائق ، فقد أعطى السلعة ، وأعطى الثمن ، ووفق لتكميل العقد ، وقبل المبيع على عيبه ، وأعاض عليه أجل الأثمان ، واشترى عبده من نفسه بماله ، وجمع له بين الثمن والمثمن ، وأثنى عليه ، ومدحه بهذا العقد ، وهو سبحانه الذي وفقه له ، وشاءه منه . فحيهلا إن كنت ذا همــة فقـــــد حدا بك حادي الشوق فاطو المراجلا وقل لمنادي حبهم ورضاهــــــم إذا مــا دعــا لبيـــك ألفـــاً كوامــــلا ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن نظــرت إلى الأطلال عــدن حــوائــلا ولا تنتظر بالسير رفقة قاعــــد ودعــه فــإن الشوق يكفيــك حـــاملا وخذ منهم زاداً إليهم وسرعلـــى طريق الهـدى والحــب تصبح واصــلا وأحي بذكراهم شراك إذا دنـت ركابــك فالذكـرى تعيــدك عـامــــلا وأما تخافن الكلال فقل لهـــــــا أمامك ورد الوصــل فابغــي المناهلا وخذ قبساً من نورهم ثم سر بـه فنـــورهم يهـــديــك ليس المشاعـــلا وحى على وادي الأراك فقل بـه عسـاك تراهــم ثــم إن كنـت قــائـــلا وإلاففي نعمان عندي معرف الـ ــأحبـة فاطلبــهم إذا كنــت سائــــلا وإلا ففـــي جمـــع بليــلته فــإن تفـت فمنى يـا ويح من كــان غــافلا وحي على جنات عدن فإنـــــها منــازلــك الأولــى بهــــا كنـت نــازلا ولكن سباك الكاشحون لأجـل ذا وقفــت على الأطلال تبكــي المنـــازلا وحي على يوم المزيد بجنة الــــ خلود فجـــد بالنــفس إن كنــت باذلا فدعها رسوماً دارسات فما بها مقيـــل وجــاوزهـــا فليســت منــازلا رسوماًعفت ينتابهاالخلق كم بها قتيــل وكم فيـها لـذا الخلــق قـــاتــلا وخذ يمنة عنها على المنهج الذي عليـــه ســرى وفــــد الأحبــة آهــــلا وقل ساعدي يانفس بالصبرساعة فعنــد اللقــا ذا الكــد يصبــح زائــــلا فما هي إلا ساعة ثم تنقضــــــي ويصبح ذو الأحــزان فرحـــان جـــاذلا لقد حرك الداعى إلى الله ، وإلى دار السلام النفوس الأبية ، والهمم العالية ، وأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية ، وأسمع الله من كان حياً ، فهزه السماع إلى منازل الأبرار ، وحدا به في طريق سيره ، فما حطت به رحاله إلا بدار القرار فقال : انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي ، وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل . وقال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة ، أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة . وقال : غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها . وقال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي ، ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة ، وإن قبضته أن أغفر له وأرحمه وأدخله الجنة . وقال : جاهدوا في سبيل الله ، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم . وقال : أنا زعيم - والزعيم الحميل - لمن آمن بي ، وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة ، وببيت في وسط الجنة ، وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم ، وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة ، وببيت في وسط الجنة ، وببيت في أعلى غرف الجنة ، من فعل ذلك ، لم يدع للخير مطلباً ، ولا من الشر مهرباً يموت حيث شاء أن يموت . وقال : من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة ، وجبت له الجنة . وقال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة . وقال لأبي سعيد : " من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ، وجبت له الجنة " ، فعجب لها أبو سعيد ، فقال: أعدها على يا رسول الله ، ففعل ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " قال : وما هي يا رسول الله ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " . وقال : " من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب ، أي فل هلم ، فمن كان من أهل الصلاة ، دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة ، دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام ، دعي من باب الريان " فقال أبو بكر : بأبى أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى من تلك الأبواب كلها ؟ قال : " نعم وأرجو أن تكون منهم " . وقال : " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله ، فبسبعمائة ، ومن أنفق على نفسه وأهله ، وعاد مريضاً أو أماط الأذى عن طريق ، فالحسنة بعشر أمثالها ، والصوم جنة ما لم يخرقها ، ومن ابتلاه الله في جسده فهو له حطة " . وذكر ابن ماجة عنه : من أرسل بنفقة في سبيل الله ، وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم ، ومن غزا بنفسه في سبيل الله ، وأنفق في وجهه ذلك ، فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم ثم تلا هذه الآية : " والله يضاعف لمن يشاء " ( البقرة :261) . وقال : " من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماً في غرمه أو مكاتباً في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " . وقال : " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار " . وقال : " لا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل واحد ، ولا يجتمع غبار فى سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد " وفي لفظ في قلب عبد وفي لفظ فى جوف امرىء وفي لفظ في منخري مسلم . وذكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى : من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار ، فهما حرام على النار . وذكر عنه أيضاً أنه قال : " لا يجمع الله في جوف رجل غباراً فى سبيل الله ودخان جهنم ، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله ، حرم الله سائر جسده على النار ، ومن صام يوماً في سبيل الله ، باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل ، ومن جرح جراحة في سبيل الله ، ختم له بخاتم الشهداء ، له نور يوم القيامة لونها لون الزعفران ، وريحها ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون ، ويقولون : فلان عليه طابع الشهداء ، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة ، وجبت له الجنة " . وذكر ابن ماجة عنه : "من راح روحة في سبيل الله ، كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكاً يوم القيامة " . وذكر أحمد - رحمه الله - عنه : " ما خالط قلب امرىء رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار " . وقال : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " . وقال : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات ، جرى عليه عمله الذى كان يعمله ، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان ". وقال : " كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ، ويؤمن من فتنة القبر " . وقال : " رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل " . وذكر ابن ماجة عنه : " من رابط ليلة في سبيل الله ، كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها " . وقال : " مقام أحدكم في سبيل الله خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة ، أما تحبون أن يغفر الله لكم وتدخلون الجنة ، جاهدوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ، وجبت له الجنة ". وذكر أحمد عنه : " من رابط في شئ من سواحل المسلمين ثلاثة أيام ، أجزأت عنه رباط سنة " . وذكر عنه أيضاً : " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ، ويصام نهارها " . وقال : " حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله ، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله " . وذكر أحمد عنه : " من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعاً لا يأخذه سلطان ، لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم ، فإن الله يقول : " وإن منكم إلا واردها " " . وقال لرجل حرس المسلمين ليلة في سفرهم من أولها إلى الصباح على ظهر فرسه لم ينزل إلا لصلاة أو قضاء حاجة : " قد أوجبت فلا عليك ألا تعمل بعدها ". وقال : " من بلغ بسهم في سبيل الله ، فله درجة في الجنة " . وقال : " من رمى بسهم في سبيل الله ، فهو عدل محرر ، ومن شاب شيبة في سبيل الله ، كانت له نوراً يوم القيامة " وعند النسائي تفسير الدرجة عام ، . وقال : " إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير ، والممد به ، والرامي به ، وأرموا واركبوا ، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ، وكل شئ يلهو به الرجل فباطل إلا رميه بقوسه ، أو تأديبه فرسه ، وملاعبته امرأته ، ومن علمه الله الرمي ، فتركه رغبة عنه ، فنعمة كفرها " رواه أحمد وأهل السنن وعند ابن ماجة " من تعلم الرمي ثم تركه ، فقد عصاني " . وذكر أحمد عنه أن رجلاً قال له : أوصني فقال : " أوصيك بتقوى الله ، فإنه رأس كل شئ ، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام ، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ، فإنه روحك في السماء ، وذكر لك في الأرض " . وقال : " ذروة سنام الإسلام الجهاد ". وقال : " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سييل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف ". وقال : " من مات ، ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق " . وذكر أبو داود عنه : " من لم يغز ، أو يجهز غازياً ، أو يخلف غازياً فى أهله بخير ، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة " . وقال : " إذا ضن الناس بالدينار والدرهم ، وتبايعوا بالعينة ، واتبعوا أذناب البقر ، وتركوا الجهاد في سبيل الله ، أنزل الله بهم بلاء ، فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم " . وذكر ابن ماجة عنه : " من لقي الله عز وجل ، وليس له أثر في سبيل الله ، لقي الله ، وفيه ثلمة " . وقال تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ( البقرة :195) ، وفسر أبو أيوب الأنصاري الالقاء باليد إلى التهلكة بترك الجهاد ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم : " إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف " . وصح عنه : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله " . وصح عنه : " إن النار أول ما تسعر بالعالم والمنفق والمقتول في الجهاد إذا فعلوا ذلك ليقال " . وصح عنه : " أن من جاهد يبتغي عرض الدنيا ، فلا أجر له " . وصح عنه أنه قال لعبد الله بن عمرو : " إن قاتلت صابراً محتسباً ، بعثك الله صابراً محتسباً ، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً ، بعثك الله مرائياً مكاثراً ، يا عبد الله بن عمرو على أي وجه قاتلت أو قتلت ، بعثك الله على تلك الحال " . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
استحباب القتال أول النهار
فصل وكان يستحب القتال أول النهار ، كما يستحب الخروج للسفر أوله ، فإن لم يقاتل أول النهار ، أخر القتال حتى تزول الشمس ، وتهب الرياح وينزل النصر . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
ما ورد في فضل الشهيد
فصل قال : " والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سببل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم ، والريح ريح المسك" . وفي الترمذي عنه " ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين أو أثرينلا، قطرة دمعة من خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران ، فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله " . وصح عنه أنه قال : " ما من عبد يموت ، له عند الله خير لا يسره أن يرجع إلى الدنيا ، وأن له الدنيا وما فيها ، إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة ، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا ، فيقتل مرة أخرى " وفي لفظ : " فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة " . وقال لأم حارثة بنت النعمان ، وقد قتل ابنها معه يوم بدر ، فسألته أين هو ؟ قال : " إنه في الفردوس الأعلى " . وقال : " إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة ، فقال : هل تشتهون شيئاً ؟ فقالوا : أي شئ نشتهي ، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ، ففعل بهم ذلك ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا ، قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " . وقال : " إن للشهيد عند الله خصالاً أن يغفر له من أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلية الإيمان ، ويزوج من الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها . ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه " ذكره أحمد وصححه الترمذي . وقال لجابر : " ألا أخبرك ما قال الله لأبيك ؟" قال : بلى ، قال : " ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب ، وكلم أباك كفاحاً ، فقال : يا عبدي تمن علي أعطك ، قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ، قال : إنه سبق مني " أنهم إلينا لا يرجعون " قال : يا رب فأبلغ من ورائي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " "( آل عمران : 169) . وقال : لما أصيب إخوانكم ، بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم ، قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عن الحرب ، فقال الله : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله على رسوله هذه الآيات : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا " . وفي المسند مرفوعاً : " الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة خضراء ، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية " . وقال : " لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه ، كأنهما طيران أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها " . وفي المستدرك والنسائي مرفوعاً : " لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر " . وفيهما : "ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة " . وفي السنن : "يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته" . وفي المسند :" أفضل الشهداء الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ، ويضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا ، فلا حساب عليه " . وفيه : " الشهداء أربعة : رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو، فصدق الله حتى قتل ، فذلك الذي يرفع إليه الناس أعناقهم ، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حتى وقعت قلنسوته ، ورجل مؤمن جيد الإيمان ، لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح أتاه سهم غرب ، فقتله ، هو في الدرجة الثانية ، ورجل مؤمن جيد الإيمان خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً لقي العدو فصدق الله حتى قتل ، فذاك في الدرجة الثالثة ، ورجل مؤمن أسرف على نفسه إسرافاً كثيراً لقي العدو فصدق الله حتى قتل ، فذلك في الدرجة الرابعة " . وفي المسند و صحيح ابن حبان :" القتلى ثلاثة : رجل مؤمن جاهد بماله ونفسه في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل ، فذاك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ، ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا ، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو ، قاتل حتى يقتل ، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه ، إن السيف محاء الخطايا ، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء ، فإن لها ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب ، وبعضها أفضل من بعض ، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله ، حتى إذا لقي العدو ، قاتل في سبيل الله حتى يقتل ، فإن ذلك في النار ، إن السيف لا يمحو النفاق " . وصح عنه : " أنه لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً " . وسئل أي الجهاد أفضل ؟ فقال : " من جاهد المشركين بماله ونفسه " قيل : فأي القتل أفضل ؟ قال : " من أهريق دمه ، وعقر جواده في سبيل الله " . وفي سنن ابن ماجة : " إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" وهو لأحمد والنسائي مرسلاً . وصح عنه : " أنه لا تزال طائفة من أمته يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة " وفي لفظ : " حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
فصل في مبايعته أصحابه في الحرب على ألا يفروا
فصل باب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه في الحرب على ألا يفروا ، وربما بايعهم على الموت ، وبايعهم على الجهاد كما بايعهم على الإسلام ، وبايعهم على الهجرة قبل الفتح ، وبايعهم على التوحيد ، والتزام طاعة الله ورسوله ، وبايع نفراً من أصحابه ألا يسألوا الناس شيئاً . وكان السوط يسقط من يد أحدهم ، فينزل عن دابته ، فيأخذه ، ولا يقول لأحد : ناولني إياه . وكان يشاور أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي المستدرك عن أبي هريرة : ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان يتخلف في ساقتهم في المسير ، فيزجي الضعيف ، ويردف المنقطع ، وكان أرفق الناس بهم في المسير . وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها ، فيقول مثلاً إذا أراد غزوة حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك. وكان يقول : " الحرب خدعة " . وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويطلع الطلائع ، ويبيت الحرس . وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو أصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم . وكان يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبة كفئاً لها ، وكان يبارز بين يديه بأمره ، وكان يلبس للحرب عدته ، وربما ظاهر بين درعين ، وكان له الألوية والرايات . وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بعرصتهم ثلاثاً ، ثم قفل . وكان إذا أراد أن يغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذناً ، لم يغر وإلا أغار . وكان ربما بيت عدوه ، وربما فاجأهم نهاراً . وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ، وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم . وكان يرتب الصفوف ويعبئهم عند القتال بيده ، ويقول : " تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان " . وكان يستحب للرجل منهم أن يقاتل تحت راية قومه . وكان إذا لقي العدو ، قال : " اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم ، وانصرنا عليهم "، وربما قال : " سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر " . وكان يقول : " اللهم أنزل نصرك " وكان يقول : " اللهم أنت عضدي وأنت نصيري ، وبك أقاتل " . وكان إذا اشتد له بأس، وحمي الحرب ، وقصده العدو ، يعلم بنفسه ويقول : أنا النبي لا كــــذب أنا ابن عبــد المطلـــب وكان الناس إذا اشتد الحرب اتقوا به صلى الله عليه وسلم وكان أقربهم إلى العدو . وكان يجعل لأصحابه شعاراً في الحرب يعرفون به إذا تكلموا ، وكان شعارهم مرة : أمت أمت ومرة :يا منصور ومرة: حم لا ينصرون . وكان يلبس الدرع والخوذة ، ويتقلد السيف ، ويحمل الرمح والقوس العربية ، وكان يتترس بالترس ، وكان يحب الخيلاء في الحرب وقال : " إن منها ما يحبه الله ، ومنها ما يبغضه الله فأما الخيلاء التي يحبها الله ، فاختيال الرجل بنفسه عند اللقاء ، واختياله عند الصدقة ، وأما التي يبغض الله عز وجل ، فاختياله في البغي والفخر ". وقاتل مرة بالمنجنيق نصبه على أهل الطائف . وكان ينهى عن قتل النساء والولدان وكان ينظر في المقاتلة ، فمن رآه أنبت ، قتله ، ومن لم ينبت ، استحياه . وكان إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى الله ، ويقول : " سيروا بسم الله وفي سبيل الله ، وقاتلوا من كفر بالله ، ولا تمثلوا ، ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليداً " . وكان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو . وكان يأمر أمير سريته أن يدعو عدوه قبل القتال إما إلى الإسلام والهجرة ، أو إلى الإسلام دون الهجرة ، ويكونون كأعراب المسلمين ، ليس لهم في الفيء نصيب ، أو بذل الجزية ، فإن هم أجابوا إليه ، قبل منهم ، وإلا استعان بالله وقاتلهم . وكان إذا ظفر بعدوه ، أمر منادياً ، فجمع الغنائم كلها ، فبدأ بالأسلاب فأعطاها لأهلها ، ثم أخرج خمس الباقي ، فوضعه حيث أراه الله ، وأمره به من مصالح الإسلام ، ثم يرضخ من الباقي لمن لا سهم له من النساء والصبيان والعبيد ، ثم قسم الباقي بالسوية بين الجيش ، للفارس ثلاثة أسهم : سهم له ، وسهمان لفرسه ، وللراجل سهم هذا هو الصحيح الثابت عنه . وكان ينفل من صلب الغنيمة بحسب ما يراه من المصلحة ، وقيل : بل كان النفل من الخمس ، وقيل وهو أضعف الأقوال : بل كان من خمس الخمس . وجمع لسلمة بن الأكوع في بعض مغازيه بين سهم الراجل والفارس ، فأعطاه أربعة أسهم لعظم غنائه في تلك الغزوة . وكان يسوي الضعيف والقوي في القسمة ما عدا النفل . وكان إذا أغار في أرض العدو ، بعث سرية بين يديه ، فما غنمت ، أخرج خمسه ، ونفلها ربع الباقي ، وقسم الباقي بينها وبين سائر الجيش ، وإذا رجع ، فعل ذلك ، ونفلها الثلث ومع ذلك ، فكان يكره النفل ويقول : " ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم ". وكان له صلى الله عليه وسلم سهم من الغنيمة يدعى الصفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمة وإن شاء فرساً يختاره قبل الخمس. قالت عائشة : وكانت صفية من الصفي رواه أبو داود . ولهذا جاء في كتابه إلى بني زهير بن أقيش " إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأديتم الخمس من المغنم وسهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله" . وكان سيفه ذو الفقار من الصفى . وكان يسهم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه من بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله " فضرب له سهمه وأجره . وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أنه ربح ربحاً لم يربح أحد مثله ، فقال : " ما هو؟ " قال : ما زلت أبيع وأبتاع حتى ربحت ثلاثمائة أوقية ، فقال : " أنا أنبئك بخير رجل ربح " قال : ما هو يا رسول الله ؟ قال : "ركعتين بعد الصلاة " . وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين ، أحدهما : أن يخرج الرجل ، ويستأجر من يخدمه في سفره . والثاني : أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ، ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم : " للغازي أجره ، وللجاعل أجره وأجر الغازي " . وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً . أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرجل بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السهم ، فأصاب أحدهما قدحه ، والآخر نصله وريشه . وقال ابن مسعود : اشتركت أنا وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر ، فجاء سعد بأسيرين ، ولم أجيء أنا وعمار بشئ . وكان يبعث بالسرية فرساناً تارة ، ورجالاً أخرى ، وكان لا يسهم لمن قدم من المدد بعد الفتح . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
إعطاء سهم ذي القربى لبني هاشم وبني المطلب
فصل وكان يعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل ، وقال : " إنما بنو المطلب وبنو هاشم شئ واحد" وشبك بين أصابعه ، وقال : " إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام " . |
عضو شرف
غير متواجد
|
ما كلنه شوي اللي كاتبنه؟؟
هع
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|