وحدهم أولئك البلهاء الذين يضخون كل شيء في كل وقت بلا حساب وموازنة ،
آخرون أشقياء هادئون ينطوون بصمت على أنفسهم ..
لكنهم يزِنون كلماتهم ،

يمنحون الكلمة دفئها إذ تخرج في وقتها المناسب وللشخص المناسب ..
وصمتهم يحمل في ثناياه قروحاً كثيرة أحياناً ومشاعر حرى أحيانا أخر ..

من يؤمل شيئا ولا يحصل عليه ،
حق له أن يموت كمدا وقهرا وأن ...
ينزف ألما ويقنع نفسه أن يعيش كما خلقه الله تعالى ـ دون شريك ـ ولا مؤنس ،
لكن أقواما يحيون الأمل لكنهم لا يحصلون عليه إلا خطفاً ،

تواتيهم الفرصة مرة وتخيب مرات ليقطفوا أحلامهم ،
لا هم سعداء بما حصلوا عليه ولا هم محزونون لحرمانهم ، هؤلاء يعيشون قاطرة الانتظار
يعدون أيامها بالترتيب وبالاختلاف ،

لا يعيشون أمسهم ولا غدهم ولا يومهم ، ينتظرون انقضاء الوقت ليصلوا فقط ...
وليتهم يصلوا !

لا تلتفتوا للخلف أبداً وامضوا فالحياة لن تعود ..
ولا تندموا لأحد ولا تبأسوا لشيء لأن الحرف اذ يخرج لا يعود ...
ولكن ...

استغفروا وتقربوا ، استغفروا طويلا ..
وبثوا في الوجع شعرا ينعت شوقا للجنان ...
فالجنان الملتقى ، ودون ذلك فواصل وحدود وأسلاك تخدش رقيق أرواحنا ..

الروح لا تحبّ أبداً جلد الذات ، فـ ..

الماضي لا يحيي الرميم الا بأخذ العبرة !

والانسان حين تكون إيمانياته عالية ..
يخالطه الحزن ظاهرياً لأنه في سجنه " الدنيا " ..

وبعض النفوس ، لا تحتاج لأن نقف عليها طويلاً ولا أن نعطيها أهمية تذكر
هذه النفوس تكبر إذا اهتممنا بها أو أريناها وجها سمحا ،
تعيش كما الطحالب على الأطراف ولا تقوى على فراق المستنقعات ...!!