منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الباب الخامس ـ في مدة العالم و عدة الرسل
مدة الدنيا : مدة الدنيا من ابتداء خلق العالم إلى انقضائه و فنائه سبعة آلاف سنة على ما جاءت به التوراة المنزلة على موسى عليه السلام . و ذكره أنبياء بني إسرائيل ، و قد وافق عليه من قال بتييسر الكواكب ، و إنها مسير الكواكب السبعة . فسير كل كوكب منها ألف سنة . و قد روي " عن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم أنه قال : الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفاً " . " و قال صلى الله تعالى عليه و سلم : بعثت و الساعة كهاتين " و جمع بين أصبعيه الوسطى و السبابة يعني أن الباقي منها كزيادة الوسطى على السبابة . " و روى سلمة بن عبد الله الجهني ، عن أبي مسجعة الجهني عن أبي رحاب الجهني ، أنه قال للنبي صلى الله تعالى عليه و سلم : رأيتك على منبر فيه سبع درج ، و أنت على أعلاها فقال : الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفاً " . " و روى أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري . قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بعد صلاة العصر يقول أيها الناس إن الدنيا خضرة حلوة ، و إن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون . و أخذ في خطبته إلى أن قال : لأعرفن رجلا منعته مهابة الناس أن يتكلم بحق إذا رآه و شهده ، ثم قال و قد أزف غروب الشمس ، إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كبقية يومكم هذا فيما مضى منه يوفى بكم سبعون أمة قد توفي تسع و ستون ، و أنتم آخرها " . فصارت هذه المدة المقدرة في عمر الدنيا سبعة آلاف متفقاً عليها فيما تضمنته الكتب الإلهية و وردت به الأنباء النبوية مع ما سلك به الموافق من تسيير الكواكب السبعة . و إن كان المعول في المغيب على الأنباء الصادقة الصادرة عن علام الغيوب الذي لم يشرك في غيبه إلا من أطلعه عليه من رسله ، فخلق العالم في ستة أيام ابتداؤها يوم الأحد ، و انقضاؤها يوم الجمعة . ابتداء الخلق : و اختلف أهل الكتب السالفة و أهل العلم في شرعنا فيما ابتدئ بخلقه على ثلاثة أقاويل : أحدها : و هو قول طائفة : أنه بدأ بخلق الأرض في يوم الأحد و الاثنين . لقول الله تعالى : " قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " . و خلق الجبال في يوم الثلاثاء ، و خلق الماء و الشجر في يوم الأربعاء ، خلق السماء في يوم الخميس ، و خلق الشمس و القمر و النجوم و الملائكة و آدم في يوم الجمعة . قال الشعبي : و لذلك سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق كل شيء . و الثاني : و هو قول فريق : أنه بدأ يخلق السموات قبل الأرض في يوم الأحد و الاثنين لقول الله تعالى : " فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها " فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أسكن في كل سماء ملائكتها . و الثاني : خلق في كل سماء ما أودعه فيها من شمس و قمر و نجوم . و الثالث : أوحى إلى كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة . ثم خلق الأرض و الجبال في يوم الثلاثاء و الأربعاء و خلق ما سواهما من العالم في يوم الخميس و الجمعة . و الثالث : و هو قول آخرين : أنه خلق السماء دخاناً قبل الأرض ، ثم فتقها سبع سموات بعد الأرض بقول الله تعالى : " ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها " . فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أي أعطيا الطاعة في السير المقدر لكما باختيار أو إجبار . قاله سعيد بن جبير . الثاني : أخرجا ما فيكما طوعاً و كرهاً . الثالث : كونا كما أردت من شدة و لين ، و حزن و سهل ، و ممتنع و ممكن . " قالتا أتينا طائعين " أي كما أردت أن تكون . و في قولهما ذلك وجهان : أحدهما : أن ظهور الطاعة منهما قام مقام قولهما . و الثاني : إنه خلق فيهما كلاماً نطق بذلك . قال أبو النظر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ، و نطق من السماء ما بحيالها فوضع الله فيها حرمه . خلق آدم : فأما آدم فهو آخر ما خلق الله تعالى في يوم الجمعة . خلقه من تراب الأرض ، و نفخ في أنفه من نسمة الحياة ، فهو أنفس من كل ذي حياة ، روى أبو زهر " عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، منهم : الأحمر و الأبيض و الأسود و بين ذلك ، و الحزن و السهل و الخبيث و الطيب . و بين ذلك " . و في تسميته بآدم قولان : أحدهما : أنه اسم عبراني نقل إلى العربية . و القول الثاني : إنه اسم عربي و فيه قولان . أحدهما : أنه سمي بذلك لأنه خلق من أديم الأرض . و أديمها وجهها . و الثاني : سمي بذلك لاشتقاقه من الأدمة . و هي السمرة . خلق حواء : فلما تكامل خلق آدم استوحش فخلق له حواء . و اختلف فيما خلقت منه على قولين . أحدهما : أنه خلقها من مثل ما خلق منه آدم . و هذا قول تفرد به ابن بحر . و القول الثاني : و هو ما عليه الجمهور أنه خلقها من ضلع آدم الأيسر بعد أن ألقى عليه النوم حتى لم يجد لها مساً . قال ابن عباس : فلذلك تواصلا ، و لذلك سميت امرأة لأنها خلقت من المرء . ===>> |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
و في تسميتها حواء قولان . أحدهما : لأنها خلقت من حي .
و الثاني : لأنها أم كل حي . فقال آدم : لما خلقت منه حواء : هذا الشخص عظمه من عظمي ، و لحمه من لحمي ، فلذلك صار الرجل و المرأة كجسد واحد ، من شدة الميل ، و فضل الحنو قال الله تعالى : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " يعني آدم " وخلق منها زوجها " يعني حواء . فروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " خلق الرجل من التراب فهمه في التراب ، و خلقت المرأة من الرجل : فهمها الرجل " . متى خلقت حواء : و اختلف في الوقت الذي خلقت فيه حواء على قولين : أحدهما : أنها خلقت منه في الجنة ، بعد أن استوحش من وحدته و هذا قول ابن عباس و ابن مسعود . و القول الثاني : أنها من ضلعه قبل دخوله الجنة ثم أدخلا معاً إليها ، و هو أشبه بقول الله تعالى : " وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " . قال ابن عباس خلق آدم يوم الجمعة و أدخل الجنة يوم الجمعة ، و أخرج منها يوم الجمعة ، و فيها تقوم الساعة . الجنة التي دخلها آدم : و اختلف في الجنة التي أسكنها على قولين : أحدهما : أنها جنة الخلد . و القول الثاني : أنها جنة أعدها الله تعالى لهما دار ابتلاء ، و ليست جنة الخلد التي جعلها دار جزاء ، و فيها على هذا قولان : أحدهما : أنها في السماء لأنه أهبطها منها . و القول الثاني : إنها في الأرض لأنه امتحنها فيها بلأمر و النهي . الشجرة التي أكل منها آدم : و اختلف في الشجرة التي نهيا عن أكلها فقيل : إنها شجرة الخلد . و قيل إنها شجرة العلم . و في هذا العلم قولان : أحدهما : علم الخير و الشر . و الثاني : علم ما لم يعلم . و قيل في الشجرة غير ذلك من الأقاويل . فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما بالمعصية و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة . قال الله تعالى : " فأزلهما الشيطان عنها " . حين بعثهما على أكل الشجرة " فأخرجهما مما كانا فيه " . و فيه تأويلان : أحدهما : عما كانا فيه من الطاعة إلى ما صارا إليه من المعصية . و الثاني : عما كانا فيه من النعيم في الجنة إلى ما صار إليه من النكد في الأرض . فحزن آدم حين أهبط إلى الأرض ، و بقي في حزنه مائة سنة لا يقرب فيه حواء ، ثم غشيها فولدت له بعد المائة قابيل ، ثم غشيها فولدت له هابيل ، فقتل قابيل هابيل فحزن آدم لذلك حزناً شديداً . و قيل : إنه جعل حزنه جزاء على معصيته في الأكل ، و قد يصاب الأباء في أولادهم من أجل معاصيهم ، ثم خف حزنه فغشي حواء فولدت له شيئاً . علم الله آدم الأسماء : و علم آدم الأسماء كلها كما ذكره الله تعالى في كتابه . و فيما علمه من الأسماء قولان : أحدهما : علم النجوم . قاله حميد . . الثاني : إنها أسماء مسميات و فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أسماء الملائكة قاله الربيع بن أنس . و الثاني : أسماء جميع ذريته قاله عبد الرحمن بن زيد . و الثالث : أسماء جميع الأشياء و فيه على هذا قولان . أحدهما : أن تعليمه كان مقصوراً على الأسماء دون معانيها . و الثاني : أنه علمه الأسماء و معانيها لأنه لا فائدة في علم الأسماء بلا معان ، لأن المعاني هي المقصودة و الأسماء دلائل عليها . هبوط آدم إلى الأرض : و لما هبط آدم إلى الأرض ، قيل إنه أهبط إلى شرقي أرض الهند ، و حواء بجدة ، و إبليس على ساحل نهر الأبلة و الحية في البرية . و كانت نبوة آدم مقصورة عليه ، و ما نزل عليه من الوحي متوجهاً إليه فكان المصطفين دون المرسلين . و اختلف فيه أهل الكتاب هل خلق في ابتدائه قابلاً للموت أو جعل الموت عقوبة له على معصيته . فقال بعضهم خلق آدم في ابتداء نشأته على الطبيعة الباقية و الطبيعة الميتة ليكون إن مال إلى الشهوات الجسمانية و أثرها وقع في التغايير الجسمانية و ناله الموت ، و إن آثر فضائل النفس الأمارة بالخير نال البقاء الذي سعدت به الملائكة فلم تمت . فلما عصى بأكل الشجرة عدل إلى التغايير فناله الموت و استشهدوا عليه من التوراة بما ذكر فيها : إنك إن أكلت من الشجرة يوم تأكل منها فموتاً تموت فلم يجز أن يتوعده بالموت عند معاقبته و هو يموت لو لم يعاقب . و قال آخرون منهم ــ و هو أشبه بمقتضى العقول : إنه خلق في ابتداء إنشائه قابلاً للموت في الدنيا و إن لم يعص لأنه أحوجه إلى الغداء كذريته و ليس شيء من الجواهر التي لا ينالها الموت محتاجة إلى الغذاء ، و لم يجعل الموت عقوبة على المعصية و لذلك لم يمت من عصى من الملائكة ، و إن في التوراة مكتوباً إن مد يده في الجنة إلى شجرة الحياة و أكل منها حيي الدهر كله فدل على أنه مطبوع على قبول الموت . خلق الله آدم على أكمل عقل : و لما خلق الله تعالى آدم ابتداء و لم يخلقه بتوسط طبيعة كما خلق نسله كان على أفضل اعتدال و أكمل عقل ، فصار قلبه معدناً للحكمة الإنسانية و جسده مهيأ للأفعال البشرية ، فلم يمتنع عليه شيء منها حتى أحاط علاماً و قدرة بجميعها ، و لذلك علم الأسماء كلها ، و ألهم الحكمة بأسرها و اطلع على أسرار النجوم و عملها و عرف منافع الحيوان و النبات و مضارها ، و لولا ذلك لما فرق بين الغذاء و الدواء و لا بين السموم القاتلة و الشفاء ، و لا اهتدى بالنجوم في بر و لا بحر ، و كان هو المدبر لأولاده مدة حياته حتى مات بعد تسعمائة و ثلاثين سنة من عمره ، ثم قام بالأمر من بعده شيث بن آدم فبرع في الحكمة و فاق في علم النجوم بما أخذه عن أبيه آدم و بما استفاده بالتجربة و مررو الزمان . أولاد آدم : و اختلف أهل الكتاب في نبوة شيث فادعاها بعضهم و أنكرها آخرون منهم . و ولد بعد مائتين و ثلاثين سنة من عمر أبيه آدم ، و مات و له تسعمائة و اثنتا عشرة سنة . فكان قيامه بالأمر بعد موت آدم مائتين و اثنتي عشرة سنة . و اتفق أهل الكتاب أنه لم يكن بين شيث و إدريس نبي غير إدريس ، ثم قام بلأمر بعد شيث ولده أنوش بن شيث ، و كان مولده بعد مائتين و خمسين سنة من عمر شيث ، و مات أنوش و له تسعمائة و خمسون سنة ، فكان قيامه بالأمر بعد شيث مائتين و ثماني و ثمانين سنة . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
ثم قام بالأمر بعد أنوش ولده قينقان بن أنوش ، و ولد بعد مائة و تسعين سنة من عمر أنوش، و مات قينان و له تسعمائة و عشرون سنة ، فكان قيامه بالأمر بعد آنوش مائة و تسعين سنة ، ثم قام بالأمر بعد قينان و لده مهلاييل ، و ولد بعد ثمانمائة و خمس و سبعين فكان قيامه بالأمر بعد قينان مائة و عشر سنين .
ثم قام بالأمر بعد مهلاييل ولده يارد بن مهلاييل ، و ولد بعد مائة و خمس و ستين سنة من عمر مهلاييل ، و مات يارد وله تسعمائة و اثنتان و ستون سنة فكان قيامه بالأمر بعد مهلابيل مائتين و اثنتين و خمسين سنة . ثم قام بالأمر بعد يارد ولده أخنوخ بن يارد و هو إدريس ، و ولد بعد مائة و اثنتين و ستين سنة من عمر يارد و هو نبي على قول جميع أهل الملل . و اختلف أهل الكتاب هل هو أول الأنبياء . أو ثانيهم ، فقال من زعم أن شيئاً نبي هو ثاني الأنبياء . و قال من زعم أن شيئاً ليس بنبي أن إدريس أول الأنبياء ، و هو أول من شرع الأحكام ، و أول من اتخذ السلاح و جاهد في سبيل الله تعالى ، و سبى و قتل بني قابيل و لبس الثياب ، و كانوا يلبسون الجلود ، و أول من كتب الخط في قول الأكثرين ، و أول من وضع الأوزان و الكيول ، ثم رفعه الله تعالى إليه حياً بعد سبعمائة و خمس و ثمانين سنة من عمره أقام فيها داعياً و أبوه حي على ما يقتضيه تاريخ هذه المواليد و الأعمار المأخوذة من التوراة المنزلة . قال ابن قتيبة : و سمي إدريس لكثرة ما كان يدرس من كتب الله تعالى و سنن الإسلام . نوح عليه السلام : ثم كثر الناس ، فافترقوا بعد إدريس ، و زادوا إلى زمن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو إدريس و هو آخر نبي بعث قبل الطوفان على قول من زعم أن شيئاً نبي . و نزل الطوفان بعد ستمائة سنة من عمره ، و أنذر قومه فكذبوه ، و صنع السفينة فسخروا منه ، و أمره الله تعالى أن يصنعها في طول ثلاثمائة ذراع و عرض خمسين ذراعاً ، و علو ثلاثين ذراعاً ، و تكون ثلاث طبقات ليركب فيها هو و أهله ، و يأخذ من كل جنس من الحيوان زوجاً ذكراً و أنثى ليكونوا أصولاً لنسلهم ، فيحيا بهم العالم ، ثم وعده أن يستمطره بعد سبعة أيام أربعين يوماً و أربعين ليلة فلم يبق في الأرض ذو روح إلا من ركبها ، و غاض الطوفان بعد مائة و خمسين يوماً ، فاستوت على الجودي و هو جبل بأرض الجزيرة شهراً و سمي الماء طوفاناً لأنه طفا فوق كل شيء . و اختلف فيما عاش نوح بعد الطوفان . فقال الأكثرون : ثلاثمائة و خمسين سنة ، و هو ظاهر و مانزل به القرآن . و قال آخرون ستمائة و خمسين سنة لأنه لبث تسعمائة و خمسين سنة داعياً لقومه و كان له قبل دعائه ثلاثمائة سنة . التاريخ من آدم إلى نوح عليهما السلام : و اختلف فيما بين هبوط آدم من الجنة إلى مجيء الطوفان . فقال اثنان و سبعون حبراً من بني إسرائيل نقلوا التوراة إلى اليونانية : بينهما ألفان و مائتان و اثنتان و أربعون سنة . ثم تبللت الألسن بعد الطوفان بستمائة و سبعين سنة ، فافترق اثنان و سبعون لساناً في اثنتين و سبعين أمة . قال و هب بن منبه : منها في ولد سام بن نوح تسعة عشر لساناً ، و في ولد حام سبعة عشر لساناً و في ولد يافث ستة و ثلاثون لساناً . و من تبلبل الألسن إلى مولد إبراهيم الخليل عليه السلام أربعمائة و إحدى عشرة سنة و من مولد إبراهيم إلى موسى بن عمران عليه السلام أربعمائة و خمس و عشرون سنة . و أخرج بني إسرائيل من مصر بعد ثمانين سنة ، و دبر أمرهم أربعين سنة ، ومات وله مائة و عشرون سنة ، فصار من هبوط آدم إلى وفاة موسى ثلاثة آلاف و ثمانمائة و ثماني و ستين سنة . و قال آخرون من بني إسرائيل المقيمين على التوراة العبرانية التي يتداولها جمهور اليهود في وقتنا . إن من هبوط آدم من الجنة إلى مجيء الطوفان ألفاً و ستمائة و ستاً و خمسين سنة ، و من انقضاء الطوفان إلى تبلبل الألسن مائة و إحدى و ثلاثين و إحدى و ثلاثين سنة ، و من تبلبل الألسن إلى مولد إبراهيم مائة و إحدى وستين سنة ، و من مولد إبراهيم إلى وفاة موسى خمسمائة و خمساً و أربعين سنة فصار الوقت من هبوط آدم إلى وفاة موسى ألفين و أربعمائة و ثلاثاً و تسعين سنة . و قالت السامرة من اليهود عن تاريخ توراتهم إن من هبوط آدم من الجنة إلى مجيء الطوفان ألفاً و ثلثمائة و سبعاً و ستين سنة ، و من الطوفان إلى تبلبل الألسن خمسمائة و ستاً و عشرين سنة ، و من تبلبل الألسن إلى مولد إبراهيم أربعمائة و إحدى عشرة سنة ، و من مولد إبراهيم إلى وفاة موسى خمسمائة و خمساً و أربعين سنة ، فصار من هبوط آدم إلى وفاة موسى ألفين و ثمانمائة وتسعاً و أربعين سنة . أول نبي بعد نوح عليه السلام : و أول نبي بعد نوح ، إبراهيم ، و هو أول من قص شاربه و استحد و اختتن و قلم أظفاره و استاك ، و تمضمض ، واستنشق ، و استنجى بالماء . و اول من أضاف الضيف و أطعم المساكين و ثرد الثريد ، و كان داعياً إلى عبادة الله تعالى و توحيده . ثم ولده إسحق بن إبراهيم ، ولد له عيصو و يعقوب توأمين في بطن واحد فخرج عيصو ثم خرج بعده يعقوب ويده عالقة على عقبه فسمى يعقوب فعيصو أبو الروم و كان أصفر فلذلك سميت الروم بني الأصفر ، و يعقوب هو إسرائيل أبو الأسباط ، و أيوب بن بولص كان أبوه ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق وكان في زمن يعقوب ، و كان صهره ، زوجه يعقوب بنته ليا وهي التي ضربها بالضغث . أول نبي من بني إسرائيل : و أول نبي من بني إسرائيل موسى و آخرهم عيسى . وكانت نبوة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم و من بعده من ولده قبل موسى مقصورة على أنفسهم حتى دعا موسى إلى نبوته بني إسرائيل . و من وفاة موسى إلى ملك بختنصر تسعمائة و ثمان و سبعون سنة ، و إلى ملك الإسكندر ألف و أربعمائة و ثلاث عشرة سنة . آخر أنبياء بني إسرائيل : و ولد عيسى ليلة الأربعاء الخامس و العشرون من كانون الأول لسبعمائة و تسع وثلاثين سنة من ملك بختنصر ، و لثلاثمائة و أربع سنين من ملك الإسكندر و من ملك بختنصر إلى ابتداء الهجرة ألف و ثلثمائة و تسع و ستون سنة ، و من ملك الإسكندر إلى ابتداء الهجرة ألفان و ثلثمائة و سبع و أربعون سنة ، فكان بين موت موسى و ابتداء الهجرة ألفان و ثلثمائة و سبع و أربعون سنة . و مولد عيسى بعد ألف و سبعمائة و سبع عشرة سنة من موت موسى و قيل بعد ستمائة و ثلاثين سنة من ابتداء الهجرة . مدة الدنيا : فإذا تقرر ما ذكرناه من مدة الدنيا أنها مقدرة في الكتب الإلهية بسبعة آلاف سنة كان الماضي منها إلى ابتداء الهجرة محمولاً على ما قدمناه من اختلاف أهل التوراة ، فيكون على القول الأول المأخوذ عن الأحبار الناقلين لها إلى اليونانية ستة آلاف و مائتين و ست عشرة سنة و الباقي من عمر الدنيا على قولهم بعد الهجرة سبعمائة و أربع و ثمانون سنة ، و هو موافق لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها ألفاً " و يكون الماضي منها على القول الثاني المأخوذ عن التوراة العبرانية أربعة آلاف و ثمانمائة و إحدى و أربعين سنة ، و الباقي من عمر الدنيا على هذا القول بعد الهجرة ألفاً و مائة و تسعاً و خمسين سنة . و قيل إنهم قالوا ذلك ليكون رسول الله صلى الله تعالىعليه و سلم . في خامسها ألفاً فيدفعوه بنقصان التاريخ عن صفته في التوراة إنه مبعوث في آخر الزمان و يكون الماضي على القول الثالث في توراة السامرة خمسة آلاف و مائة و سبعاً و ثلاثين سنة ، و الباقي من عمر الدنيا على هذا القول بعد الهجرة ألفاً و ثمانمائة و ثلاثاً و ثلاثين سنة ليكون الرسول في سادسها ألفاً لما قيل من سنيه . و السامرة قوم ناقلة من بلاد المشرق سموا بذلك لأن تفسيره بالعربية الحفظة و هم لا يقبلون من كتب الأنبياء إلا التوراة وحدها . قيام الساعة : و الأول لأجل قول الرسول بالأشبه و إن كان قيام الساعة و انقراض مدة الدنيا و قيام العالم على هذا التاريخ الذي أثبتوه و التقدير الذي حققوه مدفوعاً عندنا بقول الله تعالى : " إن الله عنده علم الساعة " و فيه تأويلان : أحدهما : إن قيامها مختص بعلمه فامتنع أن يشاركه في علمها أحد من خلقه . و الثاني : إن قيامها موقوف على إرادته فامتنع أن يوقف على غير إرادته و قال تعالى : " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة " يعني فجأة و البغتة غير معلومة فامتنع أن تكون عندهم معلومة . ثم قال : " فقد جاء أشراطها " فيه وجهان أحدهما : نبوة محمد صلى الله تعالى عليه و سلم و هذا يدل على أنه مبعوث في آخرها ألفاً و الثاني إن أشراطها الآيات المنذرة بها . كما قال : " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا " فلا تقوم الساعة إلا بعد أن ينذر الله تعالى بآياتها . روى سفيان بن عيينة "عن فرار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسد الغفاري قال : أشرف علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم من علية و نحن نتذاكر أمر الساعة قال : ما كنتم تذاكرون قلنا قيام الساعة قال : إن الساعة لن تقوم حتى يكون قبلها عشر آيات قال : لا يدري بأيهن بدأ : طلوع الشمس من مغربها و الدجال و الدخان و دابة الأرض و نزول عيسى ابن مريم و خروج يأجوج و مأجوج و ثلاث خسوف خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و آخر ذلك نار تخرج من قبل اليمن أو من عدن تطرد الناس إلى محشرهم " . " و روى برد عن مكحول عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يخرج الدجال في الثمانين فإن لم يخرج ففي ثمانين و مائتين فإن لم يخرج ففي ثلاثمائة و ثمانين فإن لم يخرج ففي أربعمائة و ثمانين " . " و روى معاذ بن جبل : أن النبي صلى الله تعالى عليه و سلم ذكر الدجال فقال يقيم فيكم أربعين سنة أول سنة كالشهر ، ثم الثانية كالجمعة ثم الثالثة كاليوم و سائر سنيه كالساعة حتى ينزل عيسى بن مريم فيوجره بالحربة فيذوب كما يذوب الرصاص " و في هذا دليل على تقدم يأجوج و مأجوج الدجال و آخرها الذي تقوم به الساعة ظهور النار و الله أعلم بمن استأثر بغيبه ، ثم من أطلعه عليه من رسله . الأنبياء بين موسى و عيسى عليهما السلام : و بين موسى و عيسى عليهما السلام من الأنبياء . شعيا و هو الذي بشر بني إسرائيل بنبوة محمد صلى الله تعالى عليه و سلم و وصفه بعد أن بشر بعيسى فقتله بنو إسرائيل . ثم حزقيل و هو الذي أصاب قومه الطاعون فخرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ثم أحياهم . و منهم دانيال سباه بختنصر مع العزير و نزل من بختنصر أفضل منزل لرؤيا عبرها له و قبره بناحية السوس وجده أبو موسى الأشعري فأخرجه و كفنه و صلى عليه و دفنه . و منهم الياس بعث إلى أهل بعلبك و كانوا يعبدون صنماً يقال له بعل و كان ملكهم اسمه أجب و امرأته أزبيل . و كان يستخلفها على ملكه و هي بنت ملك سبأ و عمرت عمراً طويلاً و تزوجها سبعة من ملوك بني إسرائيل ، و هي التي قتلت يحيى بن زكريا عليهما السلام ، ثم رفع الله تعالى الياس . ثم اليسع كان تلميذ الياس فدعا له الياس فنبأه الله بعده . ثم يونس بن متى ، ثم زكريا قتله بنو إسرائيل في الشجرة . ثم عيسى و يحيى فأما يحيى فإن أجب الملك قتله بحيلة امرأته أزبيل . و أما عيسى فإن أمه هربت به من أجب الملك إلى مصر ، و عاد به يوسف النجار مع أمه إلى قرية تدعى ناصرة ، فلذلك قيل لأصحابه نصارى لأنهم سموه عيسى الناصري . أصحاب الكهف : و أصحاب الكهف : هم فتية من الروم دخلوا الكهف قبل المسيح عيسى ، و ضرب الله على آذانهم فيه ، فلما بعث المسيح أخبر بخبرهم ، ثم بعثهم الله تعالى بعد المسيح في الفترة بينه و بين النبي صلى الله تعالى عليه و سلم . و جرجيس من أهل فلسطين أدرك بعض الحواريين و بعث إلى ملك الموصل . لقمان الحكيم : فأما لقمان الحكيم فكان عبداً حبشياً لرجل من بني إسرائيل ، و كان في زمن داود و اسم أبيه ثاران ، و اختلف في نبوته فزعم الأكثرون أنه لم يكن نبياً . و قال سعيد بن المسيب كان نبياً و كان خياطاً . و ذو الكفل من بني إسرائيل بعث إلى ملك كان فيهم يقال له كنعان دعاه إلى الإيمان و كفل له الجنة و كتب له كتاباً و سمي ذا الكفل لذلك . عدد الأنبياء : و ذكر وهب بن منبه أن الأنبياء كلهم مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي : الرسل منهم ثلاثمائة نبي و خمس عشر نبياً ، منهم خمسة عبرانيون : آدم و شيث و إدريس و نوح و إبراهيم ، و خمسة من العرب هود و صالح و إسماعيل و شعيب و محمد صلوات الله عليهم . حنظلة بن صفوان : و روى أبو صالح عن ابن عباس قال : يعث الله إلى أهل الرس نبياً منهم يقال له [ حنظلة بن صفوان ] فكذبوه و قتلوه ، فأوحى الله تعالى إلى نبي كان مع بختنصر يقال له أرميا بن برخيا مر بختنصر يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم فيقتلهم بما صنعوا بنبيهم . و روي أن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم قال : " ذاك نبي أضاعه قومه " و ذلك أنه قال لقومه ادفنوني فإذا جاءت الظباء بعد ثلاث فأخرجوني فسأنبئكم بما أمرت ، فجاءت الظباء إلى قبره بعد ثلاث فلم يخرجوه . و قالوا تتحدث العرب عنا إنا نبشنا موتانا ، و أتت بنته رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فسمعته يقرأ : " قل هو الله أحد " فقالت : قد كان أبي يقرأ هذا و لا يضبط ذكر من سلف من الأنبياء لكثرتهم . و قول الله تعالى لنبيه صلى الله تعالى عليه و سلم : " منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " . و الله تعالى أعلم . |
جعلاني للابد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات جعلاني للابد |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|