| منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
| بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ))) | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
قتل الفجاءة وتحريقه :
فلما بدا لأبي بكر أن يوجه خالداً ، كتب إلى معن أن يلحق بخالد ، ويستعمل على عمله أخاه طريفة بن حاجر، ففعل. وأقام طريفة يكالب من ارتد بمن معه من المسلمين ، إذ قدم الفجاءة -واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل- على أبي بكر . فقال: إني مسلم، وقد أردت جهاد من ارتد ، فاحملني، فلو كان عندي قوة لم أقدم عليك. فسر أبو بكر بمقدمه ، وحمله على ثلاثين بعيراً ، وأعطاه سلاحاً . فخرج يستعرض المسلم والكافر ، يقتلهم ويأخذ أموالهم . ويصيب من امتنع منهم ، ومعه رجل من بني الشريد . يقال له : نجبة بن أبي الميثاء ، مع قوم من أهل الردة . فلما بلغ أبا بكر خبره ، كتب إلى طريفة بن حاجر : بسم الله الرحمن الرحيم . من أبي بكر إلى طريفة ، سلام عليك . أما بعد، فإن عدو الله الفجاءة أتاني. فزعم أنه مسلم وسألني: أن أقويه على قتال من ارتد عن الإسلام ، فحملته وسلحته ، وقد انتهى إلي من يقين الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس : المسلم والمرتد ، يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم . فسر إليه بمن معك من المسلمين ، حتى تقتله ، أو تأخذه ، فتأتيني به . فقرأ طريفة الكتاب على قومه ، فحشدوا إلى الفجاءة . فقدم عليه ابن المثنى ، فقتل نجبة، وهرب منه إلى الفجاءة. ثم زحف طريفة إلى الفجاءة ، فتصادما . فلما رأى الفجاءة الخلل في أصحابه ، قال : يا طريفة ! والله ما كفرت ، وإني لمسلم. وما أنت بأولى بأبي بكر مني ، أنت أميره وأنا أميره . قال طريفة : إن كنت صادقاً فألق السلاح ، ثم انطلق إلى أبي بكر . فأخبره خبرك . فوضع السلاح ، فأوثقه طريفة في جامعة، فقال: لا تفعل . فقال طريفة : هذا كتاب أبي بكر إلي . فقال الفجاءة : سمعاً وطاعة . فبعث به في جامعتة مع عشرة من بني سليم ، فأرسل به أبو بكر إلى بني جشم ، فحرقته بالنار . وقدم على أبي بكر -رضي الله عنه- قبيصة -أحد بني الظربان- فذكر أنه مسلم ولم يرتد فأمره أن يقاتل بمن معه من ارتد ، فرجع قبيصة . فاجتمع إليه ناس كثير، فخرج يتبع بهم أهل الردة ، يقتلهم حيث وجدهم، حتى مر ببيت حميضة بن الحكم الشريدي، فوجده غائباً ، يجمع أهل الردة ، ووجد جاراً له مرتداً ، فقتله واستاق ماله . فلما أتى حميضة أخبره أهله بخبر جاره ، فخرج في طلبهم ، فأدركهم ، فقال لقبيصة : قتلت جاري ؟ فقال : إن جارك ارتد عن الإسلام . فقال : أمن بين من كفر تعدو على جار لجأ إلي لأمنعه ؟ فقال قبيصة : قد كان ذلك . فطعنه حميضة بالرمح ، فوقع عن بعيره ، ثم قتله . وكان قبيصة قد فرق أصحابه قبل أن يلحقه حميضة . وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد : إن أظفرك الله ببني حنيفة ، فأقل اللبث فيهم ، حتى تنحدر إلى بني سليم ، فتطأهم وطأة يعرفون بها ما منعوا ، فإنه ليس بطن من العرب أنا أغيظ عليه مني عليهم ، فإن أظفرك الله بهم ، فلا آلوك فيهم : أن تحرقهم بالنار ، وهول فيهم القتل حتى يكون نكالاً لهم. وسمعت بنو سليم بإقبال خالد ، فاجتمع منهم بشر كثير ، واستجلبوا من بقي من العرب مرتداً . وكان الذي جمعهم : أبو شجرة بن عبد العزى . فانتهى خالد إلى جمعهم مع الصبح ، فصاح خالد في أصحابه ، وأمرهم بلبس السلاح . ثم صفهم ، وصفت بنو سليم ، وقد كل المسلمون وعجف كراعم وخفهم ، وجعل خالد يلي القتال بنفسه ، حتى أثخن فيهم القتل . ثم حمل عليهم حملة واحدة ، فانهزموا . وأسر منهم بشر كثير . ثم حظر لهم الحظائر وحرقهم فيها . وجرح أبو شجرة يومئذ في المسلمين جراحات كثيرة ، وقال في ذلك أبياتاً ؟ منها : فرويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا ثم أسلم ، وجعل يعتذر ، ويجحد أن يكون قال البيت المتقدم . فلما كان زمن عمر رضي الله عنه قدم المدينة ، وأناخ راحلته بصعيد بني قريظة ثم أتى عمر - وهو يقسم بين الفقراء- فقال : يا أمير المؤمنين ! أعطني ، فإني ذو حاجة . فقال : من أنت ؟ قال : أنا أبو شجرة . قال : يا عدو الله ! ألست الذي تقول فرويت رمحي -البيت ؟ عمر سوء ، والله ما عشت لك يا خبيث . ثم جعل يعلوه بالدرة على رأسه ، حتى سبقه عدواً ، وعمر في طلبه ، حتى أتى راحلته فارتحلها . ثم اشتد بها في حرة شوزان ، فما استطاع أن يقرب عمر حتى توفي . وكان إسلامه لا بأس به . وكان إذا ذكر عمر ترحم عليه ، ويقول : ما رأيت أحداً أهيب من عمر رضي الله عنه . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
ذكر ردة أهل البحرين :
قال عيسى بن طلحة : لما ارتدت العرب -بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال كسرى : من يكفيني أمر العرب ؟ فقد مات صاحبهم ، وهم الآن يختلفون بينهم ، إلا أن يريد الله بقاء ملكهم ، فيجتمعون على أفضلهم . قالوا : ندلك على أكمل الرجال ، مخارق بن النعمان ، ليس في الناس مثله ، وهو من أهل بيت دانت لهم العرب ، وهؤلاء جيرانك ، بكر بن وائل . فأرسل إليهم ، وأخذ منهم ستمائة ، الأشرف فالأشرف . وارتد أهل هجر عن الإسلام . فقام الجارود بن المعلى في قومه ، فقال : ألستم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية ؟ وإني لم آتكم قط إلا بخير، وإن الله تعالى بعث نبيه ، ونعى له نفسه ، فقال :" إنك ميت وإنهم ميتون "، وقال : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " الآية . وفي لفظ أنه قال : ما شهادتكم على موسى ؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله ، قال : فما شهادتكم على عيسى؟ قالوا : نشهد أنه رسول الله ، قال : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله . عاش كما عاشوا ، ومات كما ماتوا ، وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك منكم . فلم يرتد من عبد القيس أحد . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل أبان بن سعيد على البحرين ، وعزل العلاء بن الحضرمي ، فقال : أبلغوني مأمني ، فأشهد أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحيا بحياتهم ، وأموت بموتهم . فقالوا : لا تفعل ، فأنت أعز الناس علينا ، وهذا علينا وعليك فيه مقالة ، يقال : فر من القتال . فأبى ، وانطلق في ثلاثمائة رجل يبلغونه المدينة . فقال له أبو بكر رضي الله عنه : ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا ولم يرتدوا ؟ فقال : ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي . فبعثه إلى البحرين في ستة عشر راكباً . وقال : امض ، فإن أمامك عبد القيس، فسار . ومر بثمامة بن أثال فأمده برجال من قومه بني سحيم ، ثم لحق به . فنزل العلاء بحصن يقال له : جواثى ، وكان مخارق قد نزل بمن معه من بكر بن وائل : حصن المشقر - حصن عظيم لعبد القيس- فسار إليهم العلاء، فيمن اجتمع إليه . فقاتلهم قتالاً شديداً، حتى كثر القتلى في الفريقين ، والجارود بن المعلى بالخط يبعث البعوث إلى العلاء . وبعث مخارق : الحطم بن شريح -أحد بني قيس بن ثعلبة- إلى مرزبان الخط يستمده ، فأمده بالأساورة. فنزل الحطم ردم القداح - وكان حلف أن لا يشرب الخمر حتى يرى هجراً - وأخذ المرزبان الجارود رهينة عنده . وسار الحطم وأبجر العجلي حتى حصلوا العلاء بجواثى . فقال عبد الله بن حذف ، وكان من صالحي المسلمين : ألا أبلغ أبا بكر رسولا وسكان المدينة أجمعينا فهل لكمو إلى نفر يسير قعود في جواثى محصرينا كأن دماءهم في كل فج شعاع الشمس يغشى الناظرينا توكلنا على الرحمن إنا وجدنا النصر للمتوكلينا فمكثوا على ذلك محصورين . وسمع العلاء وأصحابه ذات ليلة لغطاً في العسكر ، فقالوا : لو علمنا أمرهم ؟ فقال عبد الله بن حذف: أنا أعلم لكم علمهم . فدلوه بحبل ، فأقبل حتى دخل على أبجر العجلي -وأمه منهم- قال : ما جاء بك ؟ لا أنعم الله بك عيناً . قال : جاء بي الضر والجوع ، وأردت اللحاق بأهلي ، فزودني . فقال : أفعل ، على أني أظنك والله غير ذلك ، بئس ابن الأخت أنت سائر الليلة . فزوده وأعطاه نعلين ، وأخرجه من العسكر ، وخرج معه حتى برز . فمضى كأنه لا يريد الحصن حتى أبعد ، ثم عطف ، فأخذ بالحبل فصعد . فقالوا : ما وراءك ؟ قال : تركتهم سكارى ، قد نزل بهم تجار معهم خمر ، فاشتروا منهم ، فإن كان لكم بهم حاجة فالليلة . فنزلوا إليهم ، فبيتوهم فقتلوهم ، فلم يفلت منهم أحد . ووثب الحطم فوضع رجله في الركابات ، وجعل يقول : من يحملني ، فسمعه عبد الله بن حذف . فأقبل يقول : أبا ضبيعة ؟ قال : نعم ، قال : أنا أحملك . فلما دنا منه قتله ، وقطعت رجل أبجر العجلي ، فمات منها . وانهزم فلهم فاعتصموا بمفروق الشيباني . ثم سار العلاء إلى مدينة دارين فقاتلهم قتالاً شديداً ، وضيق عليهم . فلما رأى ذلك مخارق ومن معه ، قالوا: إن خلوا عنا رجعنا من حيث جئنا . فشاور العلاء أصحابه ، فأشاروا بتخليتهم ، فخرجوا فلحقوا ببلادهم . وطلب أهل دارين الصلح ، فصالحهم العلاء على ثلث ما في أيديهم من أموالهم ، وما كان خارجاً منها فهو له . وطفقت بكر بن وائل تنادي : يا عبد القيس ، أتاكم مفروق في جماعة بكر بن وائل . فقال عبد الله بن حذف : لا توعدونا بمفروق وأسرته إن يأتنا يلق منا سنة الحطم فالنخل ظاهرها خيل وباطنها خيل تكدس بالفرسان في النعم وإن ذا الحي من بكر وإن كثروا لأمة داخلون النار في أمم ثم سار العلاء إلى الخط ، حتى نزل إلى الساحل . فجاءه نصراني ، فقال : ما لي إن دللتك على مخاضة تخوض منها الخيل إلى دارين ؟ قال : وما تسألني ؟ قال : أهل بيت بدارين . قال : هم لك . فخاض به ، فظفر بهم عنوة ، وسبى أهلها . وقيل : حبس لهم البحر ، حتى خاضوه ، وكانت تجري فيه السفن قبل ، ثم جرت بعد . ويروى : أن العلاء وأصحابه جأروا إلى الله ، وتضرعوا إليه في حبس البحر ، فأجاب الله دعاءهم . وكان دعاؤهم : يا أرحم الراحمين ! يا كريم ! يا حليم ! يا أحد ! يا صمد ! يا حي يا محيي الموتى ، يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت يا ربنا، فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعاً يمشون على مثل رملة . فقال عفيف بن المنذر في ذلك : ألم تر أن الله ذلل بحره وأنزل بالكفار إحدى الجلائل؟ دعونا الذي شق البحار فجاءنا بأعظم من فلق البحار الأوائل ولما رأى ذلك أهل الردة من أهل البحرين ، صالحوا على ما صالح عليه أهل هجر . ولما ظهر العلاء على أهل الردة والمجوس : بعث رجالاً من عبد القيس إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فنزلوا على طلحة ، والزبير رضي الله عنهما ، وأخبروهما بقيامهم في أهل الردة . ثم دخلوا على أبي بكر ، وحضر طلحة والزبير ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ! إنا قوم أهل إسلام . وليس شئ أحب إلينا من رضاك ، ونحن نحب أن تعطينا أرضاً من البحر وطواحين . وكلمه في ذلك طلحة والزبير . فأجاب ، وقالوا : اكتب لنا كتاباً ، فكتب . فانطلقوا بالكتاب إلى عمر رضي الله عنه . فلما قرأه ، تفل في الكتاب ومحاه . ودخل طلحة والزبير ، فقالا : والله ما ندري ، أنت الخليفة أم عمر ؟ فقال أبو بكر : وما ذاك ؟ فأخبروه ، فقال أبو بكر : لئن كان عمر كره شيئاً من ذلك ، فإني لا أفعله . فبينما هم على ذلك إذ جاء عمر ، فقال له أبو بكر : ما كرهت من هذا ؟ قال : كرهت أن تعطي الخاصة دون العامة ، وأنت تقسم على الناس ، فتأبى أن تفضل أهل السابقة، وتعطي هؤلاء قيمة عشرين ألفاً دون الناس. فقال أبو بكر : وفقك الله ، وجزاك خيراً . هذا هو الحق . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
ذكر ردة أهل دبا وأزد عمان :
وذلك : أنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين . فبعث إليهم مصدقاً يقال له . حذيفة بن محصن البارقي ، ثم الأزدي ، من أهل دبا . وأمره : أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم ، ويردها على فقرائهم، ففعل ذلك حذيفة . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة ، وارتدوا ، فدعاهم حذيفة إلى التوبة ، فأبوا ، وجعلوا يرتجلون : لقد أتانا خبر ردي أمست قريش كلها نبي ظلم لعمر الله عبقري فكتب حذيفة إلى أبي بكر بأمرهم ، فاغتاظ غيظاً شديداً ، وقال : من لهؤلاء ؟ ويل لهم ؟ . ثم بعث إليهم عكرمة بن أبي جهل -وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمله على سفلي بني عامر بن صعصعة مصدقاً- فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انحاز إلى تبالة في أناس من العرب ، ثبتوا على الإسلام . وكان مقيماً بتبالة في أرض كعب بن ربيعة ، فجاءه كتاب أبي بكر : سر فيمن قبلك من المسلمين إلى أهل دبا. فسار عكرمة في نحو ألفين من المسلمين ، وكان رأس أهل الردة : لقيط بن مالك الأزدي ، فلما بلغه مسير عكرمة ، بعث ألف رجل من الأزد يلقونه . وبلغ عكرمة : أنهم جموع كثيرة ، فبعث طليعة ، وكان للعدو أيضاً طليعة ، فالتقت الطليعتان ، فتناوشوا ساعة ، ثم انكشف أصحاب لقيط . وقتل منهم نحو مائة رجل ، وبعث أصحاب عكرمة فارساً يخبره . فأسرع عكرمة حتى لحق طليعته ، ثم زحفوا جميعاً ، وسار على تعبئة ، حتى أدرك القوم . فاقتتلوا ساعة ، ثم هزمهم عكرمة ، وأكثر فيهم القتل، ورجع فلهم إلى لقيط بن مالك ، فأخبروه : أن عكرمة مقبل . فقوي جانب حذيفة [ومن معه من المسلمين فناهضهم ، وجاء عكرمة ، فقاتل معهم ، فانهزم العدو حتى دخلوا مدينة دبا ، فحصرهم المسلمون شهراً ، وشق عليهم الحصار إذ لم يكونوا قد أخذوا له أهبة ، فأرسلوا إلى حذيفة] يسألونه الصلح . فقال : لا ، إلا بين حرب مجلية ، أو سلم مخزية . قالوا : أما الحرب المجلية . فقد عرفناها ، فما السلم المخزية ؟ قال : تشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، وأن كل ما أخذناه منكم فهو لنا ، وما أخذتموه فهو رد لنا ، وأنا على حق وأنتم على باطل وكفر ، ونحكم فيكم بما رأينا . فأقروا بذلك . فقال : اخرجوا عزلاً ، لا سلاح معكم . ففعلوا ، فدخل المسلمون حصنهم ، فقال حذيفة : إني قد حكمت فيكم : أن أقتل أشرافكم ، وأسبي ذراريكم . فقتل من أشرافهم مائة رجل ، وسبي ذراريهم . وقدم حذيفة بسبيهم المدينة، وهم ثلاثمائة من المقاتلة ، وأربعمائة من الذرية والنساء . وأقام عكرمة بدبا عاملاً عليها لأبي بكر . فلما قدم حذيفة بسبيهم : أنزلهم أبو بكر رضي الله عنه دار رملة بنت الحارث ، وهو يريد أن يقتل من بقي من المقاتلة . والقوم يقولون : والله ما رجعنا عن الإسلام ، ولكن شححنا على أموالنا . فيأبى أبو بكر أن يدعهم بهذا القول ، وكلمه فيهم عمر ، وكان رأيه أن لا يسبوا . فلم يزالوا موقوفين في دار رملة حتى مات أبو بكر . فدعاهم عمر ، فقال : انطلقوا إلى أي بلاد شئتم ، فأنتم قوم أحرار . فخرجوا حتى نزلوا البصرة . وكان فيهم أبو صفرة -والد المهلب- وهو غلام يومئذ . ولما قدم غزو أهل دبا أعطاهم أبو بكر خمسة دنانير خمسة دنانير . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
السنة الثانية عشرة : مسير خالد إلى العراق :
ولما دخلت السنة الثانية من خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وهي سنة اثنتي عشرة من الهجرة ، كتب إلى خالد : إذا فرغت من اليمامة ، فسر إلى العراق ، فقد وليتك حرب فارس. فسار إليه في بضعة وثلاثين ألفاً ، فصالح أهل السواد . ثم سار إلى الأبلة . وخرج كسرى في مائة وعشرين ألفاً . فالتقى مع خالد ، فهزم الله المشركين من الفرس . وكتب خالد إلى كسرى : أما بعد ، فأسلموا تسلموا ، وإلا فأدوا الجزية ، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ، فصالحوه . وفيها حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس ، ثم رجع إلى المدينة . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حوادث السنة الثالثة عشرة :
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة . فبعث أبو بكر رضي الله عنه الجنود إلى الشام ، وأمر عليهم يزيد بن أبي سفيان ، وأبا عبيدة عامر بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص . ونزلت الروم بأعلى فلسطين في سبعين ألفاً . فكتبوا إلى أبي بكر يخبرونه ويستمدونه ، فأمر خالداً -وهو بالحيرة- أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ، ويستخلف على ضعفة الناس رجلاً منهم . فسار خالد بأهل القوة ، ورد الضعفة إلى المدينة . واستخلف على من أسلم بالعراق : المثثى بن حارثة . وسار حتى وصل إلى الشام ، ففتحوا بصرى . وهي أول مدينة فتحت . ثم اجتمع المشركون من الروم ، فانحاز المسلمون إلى أجنادين ، فكانت الوقعة المشهورة ، وكان النصر للمسلمين . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
موت الصديق رضي الله عنه :
وفي هذه السنة : مات الصديق ، ليلة الثلاثاء ، لسبع عشرة ليلة مضت من جمادى الآخرة . وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر ، واثنتين وعشرين ليلة . واستخلف على الناس عمر بن الخطاب ، وقال : اللهم إني وليتهم خيرهم ، ولم أرد بذلك إلا إصلاحهم . ولم أرد محاباة عمر ، فأخلفني فيهم ، فهم عبادك ، ونواصيهم بيدك ، أصلح لهم واليهم ، واجعله من خلفائك الراشدين ، يتبع هدى نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأصلح له رعيته. ثم دعاه ، فقال : يا عمر ! إن لله حقاً في الليل لا يقبله في النهار ، وحقاً في النهار لا يقبله في الليل . وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى فريضة ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق ، وثقله عليهم . وحق لميزان لا يوضع فيه غير الحق غداً أن يكون ثقيلاً . فإذا حفظت وصيتي ، لم يكن غائب أحب إليك من الموت ، وهو نازل بك . وإن ضيعتها ، فلا غائب أكره إليك منه ، ولست تعجزه . وورث منه أبوه أبو قحافة السدس ، ولما ورد كتاب أبي بكر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد باستخلاف عمر بايعوه . ثم ساروا إلى فحل بناحية الأردن ، وقد اجتمع بها الروم . فكانت وقعة فحل المشهورة ، ونصر الله المسلمين ، وانحاز المشركون إلى دمشق . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حوادث السنة الرابعة عشرة :
ثم دخلت السنة الرابعة عشرة : وفيها : ساروا إلى دمشق وعليهم خالد . فأتى كتاب عمر رضي الله عنه بعزل خالد ، وتأمير أبي عبيدة بن الجراح . وفيها : أمر عمر بصلاة التراويح جماعة . وقدم جرير بن عبد الله في ركب من بجيلة ، فأشار عليه عمر بالخروج إلى العراق ، فسار بهم جرير إلى العراق . فلما قرب من المثنى بن حارثة ، كتب إليه : أقبل ، فإنما أنت مدد لي . فقال جرير : أنت أمير ، وأنا أمير . ثم اجتمعا . فكانت وقعة البويب المشهورة . ثم أن عمر أمر سعداً بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق ، وكتب له وأوصاه ، فقال : يا سعد بن وهيب ! لا يغرنك من الله أن قيل : خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، فإن الله لايمحو السئ بالسئ ، ولكن يمحو السئ بالحسن . وإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته ، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء . الله ربهم وهم عباده ، يتفاضلون بالعافية ، ويدركون ما عند الله بالطاعة . فانظر الأمر الذي رأيت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه ، فالزمه، فإنه الأمر، وكتب إلى المثنى وجرير : أن يجتمعا إليه . فسار سعد بمن معه ، فنزل بشراف ، واجتمع إليه الناس . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
فتح القادسية :
فلما انحسر الشتاء سار سعد إلى القادسية ، وكتب إلى عمر يستمده . فبعث إليه المغيرة بن شعبة ، في جيش من أهل المدينة ، وكتب إلى أبي عبيدة : أن يمده بألف . وسمع بذلك رستم بن الفرخزاد. فخرج بنفسه في مائة وعشرين ألفاً. سوى التبع والرقيق، حتى نزل القادسية ، وبينه وبين المسلمين جسر القادسية، وقيل : كانوا ثلاثمائة ألف ، ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلاً. واجتمع المسلمون حتى صاروا ثلاثين ألفاً ، فكانت وقعة القادسية المشهورة التي نصر الله فيها المسلمين ، وهزم المشركين . فلما هزم الله الفرس ، كتب عمر إلى سعد : أن أعد للمسلمين دار هجرة ، وإنه لا يصلح العرب إلا حيث يصلح للبعير والشاء ، وفي منابت العشب، فانظر فلاة إلى جانب بحر. فبعث سعد عثمان بن حنيف ، فارتاد لهم موضع الكوفة ، فنزلها سعد بالناس ، ثم كتب عمر إلى سعد :أن ابعث إلى أرض الهند -يريد البصرة- جنداً ، فلينزلوها. فبعث إليها عتبة بن غزوان في ثلاثمائة رجل حتى نزلها . وهو الذي بصر البصرة . وفي هذه السنة : كانت وقعة اليرموك المشهورة بالشام . وخرج عمر إلى الشام ، ونزل الجابية ، فصالح نصارى بيت المقدس - وكانوا قد أبوا أن يجيبوا إلى الصلح مع أبي عبيدة ، حتى يكون عمر يعقدون الصلح معه- فصالحهم . واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث ، واجتمع إليه أمراء الأجناد . فلما رجع إلى المدينة وضع الديوان ، فأعطى العطايا على مقدار السابقة . فبدأ بالعباس ، حرمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بالأقرب فالأقرب . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حوادث السنة السادسة عشرة :
ثم دخلت السنة السادسة عشرة . فيها : كتب عمر التاريخ . واستشار الصحابة في مبدئه . فمنهم من قال : نبدأ من بدء النبوة . ومنهم من قال : [من الوفاة، ومنهم من قال :] من الهجرة . فجعله عمر من الهجرة . |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
حوادث السنة السابعة عشرة :
ثم دخلت السنة السابعة عشرة . فكان فيها فتوح كثيرة شرقاً وغرباً . وفيها فتحت تستر التي وجد فيها جسد دانيال عليه السلام . وكان المشركون يستسقون به . وفيها : تزوج عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، طلباً لصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم . |
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|
