| منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمناقشات الجادة والحوارات | ||
| هذهِ السيدة ابكتني ! | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد هذهِ السيدة أبكتني ! أسعد الله أوقاتكم أيها القراء الاعزاء ... وأدامَ عليكم نعمهِ التي لا تحصى أما بعد ... تدهشني كثيراً كلما رأيتها تختلسُ النظرَ إليَ من بعيد ، وتحيرني ما تحملهُ نظراتها من بسماتٍ قد امتزجت بالشقاء . حاولتُ مراراً وتكراراً أن أتفقهُ في أمرها وأن أتعمق ، حتى باتت شغلي الشاغل وقضية تستحقُ النظر فيها . هيَ بحق إنسانة قديرة ... بل أكثر من قديرة ، هيَ إنسانة قد اختارت أن تضحي بحياتها من أجلِ الغير ، وعلى الرغمِ من ذلكَ نراها دائماً وهيَ مبتسمة ... راضية ... ولربها شاكرة ، تراها تحملُ مجموعة من الصور قد تخالطت وتشابهت فيها الأوجه الصغيرة المائلة للسمرة أكثر منها إلى اللون الأبيض ، تعددُ لكَ تلكَ الشخصيات، وتخبركَ بأسماؤهم وكذلكَ بالأعمار، وأيضاً بعضَ التفاصيل ، تخبركَ بأنهم أبناؤها ... وعندما تنتهي، ترى في عينيها علاماتِ الفرحة ، وكأنها قد ورثت ثروة لا تقدرَ بثمن . هذهِ هيَ السيدة التي أبكتني وأنا أشهدُ لها بالتميز والعطاء بلا مقابل ، هذهِ هيَ السيدة التي لستُ ادري، هل سوفَ يكونونَ من تضحي من أجلهم مدركونَ ما أدركهُ انا من شأنها ؟ أم أنهم ينبغي أن يكونوا جاحدين ؟ قد تستغربون ... وقد تتسائلون فيما بينكم عمن تكون هذهِ السيدة ؟ ولكن مهلاً ... فلا داعي للحيرة، فهذهِ السيدة موجودة بيننا دونَ ان نراها ، دونَ أن نعيرها أدنى اهتمام . أتعلمونَ لماذا ؟ لأنها في نظرِ أغلبنا هيَ ليست سوى ... مجرد خادمة . هل تغيرت نظرتكم الآن لما سبقَ من كلماتٍ قد تكون أعجبتكم ؟ ولكن مهلاً، وقبلَ أن تروا بأنَ لا علاقة بما كتبت وهذهِ السيدة ، دعونا نستعرض سوياً بعضَ الأمور والتي قد نجهلها، أو بالأحرى نتجاهلها، فهيَ ليست بالخفية على أيٍ منا . علكم قد رأيتم خادمةٍ ما، وقد بلغَ الكبرِ منها الكثير والكثير حتى باتت وكأنها جدة لهذا البيت لا خامةً له ، ولكن هل فكرنا يوماً في شأن هذهِ السيدة ؟ أوليسَ من العسير أن تترك أسرتها لتتغربَ وتمتهنَ الخدمةَ في البيوت ؟ أوليست هذهِ السيدة قد تحملت من الذلِ والمشقة سنواتٍ أطولَ من اللازم ؟ لابد وأنكم جميعاً قد رأيتم ما رأيتهُ أنا ، فهذهِ العينات يعجُ بها مجتمعنا الخليجي والعربي على حدِ السواء . هذهِ السيدة والتي أجبرتني على احترامها ، قد جعلتني أتساءل كثيراً : هل من الممكن أن يعترفَ أبناؤها يوماً ما بهذا الفضل العظيم ؟ هل يمكن أن يحملونَ لها هذهِ التضحية الكبرى في أفئدتهم على مرِ السنين ؟ هل عندما تصلَ لسنٍ لا تعد تقوى فيهِ على خدمةِ نفسها أن تجدَ من يخدمها ؟ أم أنهُ كالعادة ... سوفَ ينهتي بها المطاف بالكثيرِ من الإجحادِ ونكرانِ الجميل ، وفي النهاية وإذا كانوا الابناء من ذوي قلوب رحيمة ينتهي بها المطاف في دارٍ للعجزةِ المنبوذين ؟ حقيقةً أنهُ لمن المؤسف ألا تكافئ هذهِ الأم . وفي النهاية لا أجدُ ما أقول سوى (سبحانَ الله) تقبلوا تحياتي |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
