الغابات في خطر
تقلص واختفاء الغابات يهدد وجود العديد من الكائنات الحية
 
أظهر تقرير جديد أعدته مؤسسة أبحاث بيئية أن مساحات شاسعة من الغابات في مناطق عديدة بالعالم تتآكل بمعدلات تفوق ما كان متوقعاً. وقد أعد التقرير الباحث ديرك بريانت لحساب "معهد موارد العالم الطبيعية" في واشنطن. ويقول هذا التقرير إن الكثير من المناطق التي كان يعتقد أنها غابات بكر لم يطلها العبث قد أصابتها بالفعل أضرار بيئية بالغة.
 
التحطيب أخطر تهديد للغابات:
وقال بريانت في مقابلة مع البي بي سي إن أغلب تلك الأضرار نتج من قطع الأشجار في المناطق الاستوائية بطرق غير قانونية للاستفادة بأخشابها.  وقال إن بعض الحكومات تعاملت بجدية مع المشكلة من خلال سن قوانين جيدة، لكن تلك القوانين لا تطبق في أغلب الأحيان. 
  
عامان من البحث: 
وقد استغرق إعداد التقرير عامين كاملين مسحت خلالهما مناطق الغابات في أمريكا الشمالية وروسيا وإندونيسيا ووسط إفريقيا وتشيلي وفنزويلا.  وأظهرت عمليات المسح أن الكثير من المناطق التي كان يعتقد أنها غابات بكر أصبحت تشقها شبكات طرق، وقطعت أشجارها، وحفرت فيها المناجم.  وقال بريانت: "لقد أجرينا عمليات مسح مفصلة لنحو نصف غابات العالم ووجدنا أن معدلات فنائها فاقت كل التوقعات". 
  
غابات روسيا:
وأشار إلى أن روسيا أوضح مثال على التدمير الذي حل بغابات العالم، إذ إن في روسيا أكبر مساحة من الغابات بين جميع دول العالم.  وأوضح أن خمسة وعشرين في المئة فقط من مساحات الغابات التي شملتها الدراسة لم يطلها الأذى. 
 
اختفاء الغابات في كل مكان:
وأشار هذا الباحث إلى أن لأشجار تلك الغابات فوائد عظيمة تتمثل في معادلة التغيرات المناخية التي يتعرض لها كوكب الأرض.  وقال إن تلك الأشجار تختزن كميات هائلة من عنصر الكربون، وان قطعها وحرقها يؤدي لإطلاق الغازات التي تحتوي على الكربون والتي تؤدي بدورها إلى تفاقم مشكلة ارتفاع درجة حرارة الأرض. 
 
دور المؤسسات الصناعية: 
لكن بريانت قال إن الصورة الإجمالية ليست قاتمة ولا يزال هناك مجال للتفاؤل.  وأوضح أن بعض مناطق الغابات في العالم بدأت تشهد إعادة نمو وإصلاح ما حل بها من دمار، الأمر الذي يخفف من الأثر الإجمالي لفناء الغابات.  وذكر أن المؤسسات الصناعية بدأت تلعب دوراً إيجابياً.  وقال بريانت: " لقد بدأت المؤسسات الصناعية الكبرى في إدراك أن بإمكانها المساهمة في حماية بيئة العالم من خلال ما تتخذه من قرارات استثمارية".