جابــــــــر بــــن حيــــان(737 - 813م) 
اختلف الناس كثيرا في تحديد أدق تفاصيل ذلك العالم الكبير الذي اقترن اسمه بالكيمياء، ولكن المعروف عنه أنه جابر بن حيان بن عبد اللّه الكوفي، ويعد من معاصري جعفر الصادق الذي عاش خلال النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي وانتهل منه جابر بدايات علومه وخاصة علم الكيمياء، ثم اتصل بالبرامكة الذين شكلوا الحلقة الأولى التي ربطته بالرشيد. 
وعن مولده يزعم البعض أنه من مواليد الكوفة على نهر الفرات، ويزعم البعض الآخر أنه من مدينة طوس بخراسان وهذا هو الاحتمال الأرجح وذلك في عام 737م، وتوفي في عام 813م
. 
جابر بن حيان يعتبر هو المؤسس لعلم الكيمياء، حيث شكلت اكتشافاته الكيميائية اللبنة الأولى لصناعة اليوم، وبدأ ذلك باكتشاف الصودا الكاوية التي أدى اكتشافها إلى نقلة صناعية كبيرة، وقام بإيجاد محاليل حمضية استخدمها في كثير من الأشياء وأولها فصل الذهب عن الفضة تلك الطريقة التي ظلت سائدة إلى الآن، بل وأول من تمكن من استحضار ماء الذهب، وأول من اكتشف حامض النتريك وحامض الهيدروكلوريك وحامض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج، وادخل سبلاً جديدة في عملية التبخير والتقطير والتصفية والانصهار والبلورة، كما أعدَّ كثيراً من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين. 
ترك جابر بن حيان إرثاً واسعاً من العلوم، اشتمل ذلك الإرث على العديد من الكتب القيمة التي ترجمت فيما بعد إلى جميع لغات العالم تقريباً، وأهمها كتاب الرحمة، الذي تناول فيه إمكانية تحويل المعادن إلى ذهب، ثم كتاب نهاية الإتقان وكتاب استقصاءات المعلم، وهما أهم مؤلفات ابن حيان الكيميائية، إضافة إلى كتاب السموم ودفع مضارها، الذي فصل فيه السموم وأسماءها وأنواعها وتأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان ومداواتها. 
وذلك بعد أن قسم السموم إلى سموم حيوانية ونباتية ومستحضرة كالزئبق والزرنيخ والزاج، ويعد هذا الكتاب هو الرابط الأول بين الطب والكيمياء. 
أما كتاب الوصية الجابرية فيشرح فيه جابر بن حيان بعض استنتاجاته الكيميائية، وتأتي بعد ذلك مجموعة مكتشفاته الهامة التي جمعها في كتاب يحمل اسم الكيمياء الجابرية، وكتاب السبعين الذي يضم سبعين مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل إليها، ويمكن اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء في ذلك العصر.