شباب النسيان نعمة ام نقمة
هل تستطيع أن تتصور حالتك لو كان عليك أن تذكر كل أحداث حياتك؟ هل تستطيع أن تتصور حياتك لو تحتم عليك أن تذكر في كل لحظة كل أتراحك وجميع مشاكلك وكافة مصائبك بل وحتى جميع أفراحك؟
إنها كانت تكون حياة شاقة عسيرة .. والنسيان _في هذه الحالة_ نعمة أسبغها الله عليك.
ولكن الذاكرة خوانة بطبعها تتنكر لك أحياناً وأنت في أشد الحاجة إليها، وتحبس عنك ما يجب أن تذكره وإلا تهدّد بقاؤك وتضررت مصالحك.
في حين أن ذاكرتك تزجك أحياناً في مآزق صعبة وتضعك في مواقف مخجلة ، فكم مرة تقدم منك إنسان يسلم عليك بابتسامة طويلة عريضة، ويحييك بذراعيين مفتوحين، لتستقبله بابتسامة بلهاء تنم عن نسيانك إياه وتميت حماسه فيقول لك: هل نسيتني؟، وكم مرة تتعرف إلى إنسان ويذكر لك اسمه، ثم تلقاه في مناسبة أخرى وتتقدم لتحيته لتكتشف أنك قد نسيت اسمه، فلا تستطيع أن تخاطبه إلا بكلمات وألقاب يستشف منها أنك قد نسيت اسمه، فيكون لذلك وقع سيء في نفسه قد يلحق بك وبمصالحك أشد الضرر.
ولعل انكى ما في الأمر، أنك تحس أحياناً بأن الاسم على طرف لسانك، ولكن عبثاً تحاول التذكر، ولكن الأنكى أن يحضرك الاسم بعد ان تفترق عن الشخص، وتكون قد استلقيت في فراشك...
وهكذا ترى ان النسيان صديق تارة، وعدو تارة أخرى، وعليك أن تتعلم فن الحفظ والنسيان.
|