منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - الضمير العربي في باب النقاش .......
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 03-16-2008, 12:34 PM
جعلاني متميز


المشاركات
929

+التقييم

تاريخ التسجيل
May 2006

الاقامة

نظام التشغيل

رقم العضوية
2414

أسير الهم is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
محور حديثي هو ما أطلق عليه حرب غياب الضمير العالمي الذي شلّ إحساس العالم ، أو ما تبقى منه، وخدر لسانه. العالم بعامة، والعالم العربي بخاصة. إلا أن هذين العالمين لم يفقدا نعمة السمع والبصر ، وإن فقدا نعمة التبصر . فهما يريان ويسمعان جيدا ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومثالا لا حصرا هذا الحصار الخانق لقطاع غزة ، والذي يستهدف كل مرافق الحياة الإنسانية فيه. إنهما لا يفوتهما مشهد واحد من مشاهد المأسـاة الفلسطينية الكارثية .

وحقيقة الأمر إن الهدف الحقيقي لهذه الإجتياحات التدميرية والحصارات والإغلاقات المستدامة على الفلسطينيين يتمثل في الإنقضاض على ثوابت القضية الفلسطينية ، في غمرة ما يتوهم الجانب الاسرائيلي ، بأن الفلسطينيين تحت ظلال هذه الظروف القاهرة ، سوف يتسرب العطب والتلف إلى جهاز مناعتهم المعنوية ، وأنهم جراء ذلك سوف يرفعون الراية البيضاء ، ويقبلون بأية حلول تصفوية تفرض عليهم بالإكراه .

وأما العنصر الثاني في حرب غياب الضمير العالمي والعربي على الفلسطينيين فهو الإتحاد الأوروبي . وبداية فلا أحد ينكر ما قدمه الإتحاد للفلسطينيين . إلا أن الأنكى من ذلك كله أنه التزم جانب الإنحياز الى اسرائيل ، وآثر الصمت فيما يخص المآسي الكارثية اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء هذه الإجتياحات، وجراء هذه الحواجز والإغلاقات ، وأخيرا وليس آخرا جراء هذا الحصار المدمر الذي المفروض على قطاع غزة .

وأما العنصر الثالث في هذه الحرب الصامتة ، فهو يتمثل في هذه المسميات السياسية الموجودة حينما يشاء أصحابها لها ذلك ، والغائبة حينما أيضا يشاء لها أصحابها أن تغيب . والمقصود هنا المجتمع الدولي ، وأصدق تعريف له هو الدول الكبرى حفيدة الإستعمار والتي تدور في الفلك الأميركي ، والرباعية من ذات الإطار . أما الضمير العالمي فهو أيضا ضمير هذه الدول . وبمعنى أدق وأصح هو منظومة مصالحها القائمة على الإستحواذ والهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب الضعيفة، ذلك أن روح الإستعمار ما زالت تعشعش في ثنايا تفكيرها ، وأدق دقائق مصالحها .

ويبقى العنصر الأخير في هذه الحرب . وهنا مربط الفرس . إنه العالم العربي . العالم الذي يفترض أن أبناءه أشقاء الفلسطينيين. العالم الذي يفترض أيضا أن فلسطين جزء لا يتجزأ من خارطته السياسية والقومية والإجتماعية والثقافية والعقائدية. العالم الذي يفترض أن القدس والأقصى المبارك والصخرة المشرفة تشكل مساحة شاسعة من تاريخ أمجاده ، ومن عقيدته السماوية السمحة .

هذا العالم العربي الصامت وهو يرى الدم الفلسطيني ينزف، وفلسطين تحتل شبرا فشبرا من الخارطة العربية، والقدس يجري تهويدها، والأقـصى يتربـص به الخصوم إزاء صمت الضمير العربي هذا، فهل يتوقع الإخوة الأشقاء من الفلسطينيين أن يستجدوا منهم ما يفترض أنه واجب مقدس، تفرضه العقيدة والتاريخ والإنتماء القومي ؟. في اعتقادي أن القضية الفلسطينية أسمى من مجرد كونها حالة إنسانية إجتماعية .

لقد طالت المعاناة الفلسطينية بعامة ، وحصار غزة الظالم بخاصة، وحتى اليوم لم يسمع صوت عربي فعال يتصدى لهذا الحصار. وإذا كان ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي غاب ضميره، فلم يعد يسمع، أو يرى ما يحدث في الوطن الفلسطيني من مآس وكواراث ممثلة بالإجتياحات المدمرة والحصارات الخانقة ، فهو في النهاية مجتمع منحاز، يتصرف وفق مطامعه ومصالحه وأهدافه. وفي هذه الحال ، فلا يجدي به لوم ولا عتب ، ولا يراهن عليه .

لقد كانت هذه الحصارات الإحتلالية لكل التجمعات السكانية الفلسطينية بعامة وقطاع غزة بخاصة، وما زالت رمزا لاحتلال مفروض بالقوة. إن الممارسات اللاإنسانية التي يعامل بها الفلسطينيون، ما هي إلا سيناريو يومي مادته منظومة عقوبات جماعية جسدية ونفسية مخطط لها ومبرمجة. وهي تتنافى مع كل الشرائع السماوية والأرضية، والأهم من ذلك أنها لا تشكل مدخلا، أو منطلقا لأية عملية سلمية محتملة كونها ملتفة على طريق السلام العادل والمشرف .

كلمة أخيرة. إن الفلسطينيين، وقد تركوا وحيدين في وجه هذه التحديات الخطيرة، لا يريدون أن ينفضوا أيديهم من علاقاتهم وروابطهم التاريخية والعقائدية والقومية بأشقائهم العرب، وأن يعلنوا يأسهم منهم. وهم يتمنون على الله أن تكون هذه الحال غمامة طارئة، سرعان ما تزول ، وان لا يطول غياب الضمير العربي، وأن لا يكون غيابا عامدا متعمدا. وهم يرفعون أيديهم إلى السماء، داعين الرب العلي أن يعيد لهذه الأمة وحدتها، وسيرتها الأولى .
وووووتقبل مروري أستـــــــــــــــــــــاذي محامي جليد الصحراء...




توقيع أسير الهم


بطولــــــه ثم بطولــــه ثم بطولــــــه....والبرسا يا عالـــــــم من يطولــــــه

ثلاثية القرن يا بلوجرانا