ذكر تزويج عبد الله بن عبد المطلب ـ آمنة بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب ـ و كانت في حجر عمها وهيب بن عبد مناف
ذكر تزويج عبد الله بن عبد المطلب ـ آمنة بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب ـ و كانت في حجر عمها وهيب بن عبد مناف
قال الزبير : و كان عبد الله أحسن رجل مرئي في قريش قط ، و كان أبوه عبد المطلب قد مر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى ، و هي أخت ورقة بن نوفل ، و هي عند الكعبة . فقالت له : أين تذهب يا عبد الله ؟ قال : مع أبي . قالت : لك مثل الإبل التي نحرت عنك ـ و كانت مائة ـ وقع علي الآن . قال : أنا مع أبي و لا أستطيع خلافه و لا فراقه . و أنشد بعض أهل العلم في ذلك لعبد الله بن عبد المطلب : 
 أما الحرام فالممات دونه       و الحل لا حل فأستبينه 
 فكيف بالأمر الذي تبغينه       يحمي الكريم عرضه و دينه 
أخبرنا  الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي  سماعاً بدمشق ، أنبأنا الأمير  أبو محمد الحسن بن علي العلوي  ببغداد سماعاً عليه ، قال : أخبرنا الحافظ  أبو الفضل محمد ابن ناصر بن محمد بن علي السلامي  قراءة عليه و أنا أسمع ، قال : أنبأنا أبو الطاهر بن أبي الصقر ، أنبأنا القاضي أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب الفراء ، أنبأنا الشريف أبو جعف محمد بن عبد الله الحسيني ، حدثنا أبو بكر الخضر بن داود بمكة ، حدثنا الزبير بن بكار ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " [ التوبة : 128 ] . قال : أحدكم من أنفسكم ، لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية . قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح " . و روينا عن ابن سعد قال : أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، قال : كتبت للنبي صلى الله عليه و سلم خمسمائة أم ، فما وجدت فيهن سفاحاً و لا شيئاً مما كان من أمر الجاهلية .
و روينا مرفوعاً " من حديث ابن عباس و عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم : خرجت من نكاح غير سفاح " .
رجع إلى الأول : فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهيب بن عبد مناف بن زهرة و هو يومئذ سيد بني زهرة سناً و شرفاً ، فزوجه آمنة بنت وهب ، و هي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً و موضعاً ، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها ، فحملت برسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ، فقال لها ما لك : لا تعرضين علي اليوم ما عرضت بالأمس ؟ فقالت له : فارقك النور الذي كان معك ، فليس لي بك اليوم حاجة . و قد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل أنه كائن في هذه الأمة نبي . قال  أبو عمر  : كان تزوجها و عمره ثلاثون سنة ، و قيل خمس و عشرون ، و قيل بينهما ثمانية و عشرون عاماً . و تزوج عبد المطلب في ذلك المجلس هالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة و المقوم و حجلاً و صفية أم الزبير ، قال  محمد بن السائب الكلبي  : لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة أقام عندها ثلاثاً ، و كانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها .