منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - البحث العلمي
الموضوع: البحث العلمي
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 96  ]
قديم 05-19-2006, 09:50 PM
عضو الشرف


المشاركات
5,596

+التقييم

تاريخ التسجيل
Dec 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
59

عطر النسيان is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي القاعدة الوحيدة على الإطلاق لكل فنون الطب وعمدتها الأساسية
علم التشريح Anatomy



أولا ً الحديث عن هذا العلم نحاول أن نلقى الضوء على التطور التاريخي لعلم التشريح عند العرب المسلمين وما أنجزته العقلية العربية في هذا الحقل في الحقبة التاريخية التي تبدأ من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري إذا لم ينل هذا الموضوع ما يستحقه من عناية واهتمام كبيرين من قبل الباحثين في التاريخ الحضاري العربي الإسلامي في قرونه المتعاقبة الطويلة .

وإذا كانت جمهرة منهم قد كشف أطرافا ًمعينة من هذه العلوم فإن بعض جوانبها ما زال غامضا لم يسجل تسجيلا كاملا أو يكاد ومن هذا تجئ أهمية هذا البحث الذي بين أيدينا .

تعريف علم التشريح :-

ويًعرف علم التشريح بأنه :- علم باحث عن كيفية أجزاء البدن وترتيبها من العروق والأعصاب والغضاريف والعظام واللحم وغيرها من أحوال كل عضو (1) وجاء في " المعجم الوسيط " بأنه العلم الذي يبحث في تركيب الأجسام العضوية بتقطيعها وفحصها (2) وفي " معجم المنجد الأبجدي " أنه العلم الذي يدرس تقطيع جثة الميت والبحث والوقوف على كيفية تركيبها وما فيها من علل

ومن هذا نلاحظ أن مادة (شرح) في معاجم اللغة قد تطورت مدلولاتها من مجرد كلمة ينطقها العامة ، كما في معاجم اللغة القديمة ، إلى مصطلح له دلالة علمية . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تقدم العرب في ميدان الطب والجراحة .

وأما علم التشريح في المعاجم المتخصصة فقد عرفه :- كتاب Traite d anatomie بأنه العلم الذي يهتم بدراسة تكوين الكائنات المركبة وعلم التشريح البشرى ، هو الشعبة التي تهتم بدراسة جسم الإنسان

ويقول " فير سال " في تمهيده لكتاب " دوفيركا "
أن علم التشريح يجب أن يكون القاعدة الوحيدة على الإطلاق لكل فنون الطب وعمدتها الأساسية

أما أقسام علم التشريح :-

يمكننا تصنيف علم التشريح وميادين ممارسته إلى ثلاثة أصناف هي :-

1- علم التشريح البياني أو الو صفي :-وهو العلم الذي يهتم بدراسة مختلف الأعضاء و الأجهزة التي يتركب منها جسم الإنسان . وهو أكبر شعب هذا العلم وأوسعها .

2-علم التشريح الخارجي :- وهو العلم الذي يعنى بدراسة علاقة الأعضاء فيما بينها وأقسامها أو انعكاسها على الهيكل العظمى .

3-علم التشريح المقارن :-وهو العلم الذي يعنى بدراسة التحولات المتتالية التي تحدث في الكائنات الحية والاختلافات الموجودة بينها من ناحية تركيب الأعضاء المكونة للأجهزة من ناحية أخرى .

ومع تطور العلوم ظهرت التخصصات الدقيقة الأخرى فمنها :-

أ‌-علم التشريح البنيوي أو النسيجي : وهو العلم الذي يدرس التكوين الدقيق لمختلف الأعضاء وأنسجتها .

ب‌-علم التشريح غير العادي : ويضمن دراسة تشريح العاهات الخلقية (6) .

أغراض التشريح :- هناك عدة أغراض يتم من أجلها علم التشريح وهي :-

1- الغرض التعليمي .

2-غرض تشخيص الأمراض .

3- غرض الكشف عن سبب الوفاة
.

من أغراض التشريح كذلك معرفة أسباب الوفاة المشتبه فيها . مثل حوادث القتل أو التسمم أوغيرها من الأسباب . ولمعرفة سبب الوفاة يُكلف الطبيب بتشريح الجثة للوقوف على السبب الحقيقي للوفاة (7) .

التشريح عند الشعوب القديمة :-

أثبتت الاكتشافات الأثرية سواءً في بلدان الشرق أم الغرب أن الشعوب القديمة كانت على معرفة بعلم التشريح ، إذ تعد عملية التحنيط أول عمل تشريحي للميت ،يقوم به الإنسان ، على الرغم من أن عملية التحنيط هذه عملية تشريحية إلا أن لم يقصد منها المشاهدة والتمعن والتفكير في تركيب جسم الإنسان وأعضائه واستخلاص الملاحظة من ذلك ، وربطها بعلم الطب ، إنما كانت تقام لمجرد حفظ جسم الإنسان لأهداف ومعتقدات دينيه محضة

ويعد المصريون أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت ، إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ، ما عدا القلب ، الذي كانوا يضنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه ، كما يشاهد في الموميات (9) فلقد أورد المؤرخ " ماينتون " وأيده " بلين " أن ملوك الأسرة الأولى "الفرعونية " وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان والتفنن غيها ، رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة ، وترويجا ًلقواعد التحنيط ، وغرس احترامه في النفوس لحماية المشتغلين به . ونستدل من ذلك أن فتح الجثة المحنطة لم يكن جريمة يعاقب عليها ، كما تعتبر وسيلة علمية من جهة ، ومن جهة أخرى تقوم بواجب التعظيم لمن تحنط أجسامهم على سبيل التكريم (10) . ومما يشهد على ممارسة التشريح عند المصريين كذلك تأليف كتاب في التشريح في عهد الملك الفرعوني " تناخوا " وجددت كتابته في عهد الملك الفرعوني " رمسيس الثاني " ( 15ق – م ) (11) .

أما البابليون فقد عرفوا التشريح سواء أكان على الإنسان أم الحيوان ، إلا انه كان يقوم على أسس بدائية غير صحيحة (12) . وذلك من خلال معرفتهم لبعض أعضاء الجسم الداخلية نتيجة تقطيعهم للحيوانات التي كانت تذبح إرضاءً للإله، أو لإطعام الناس ، أو نتيجة للحروب التي كانت تسفر عن مقتل عدد من الجند والناس فيعمدون إلى تشريحهم ( 13)
.


يتبع.........................




توقيع عطر النسيان

من دون توقيع