1-	قوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " . 
هذه صورة من صور التدرج في الدعوة إلى الدين والبداية فيها ، والبداية بالأهل والعشيرة أم طبيعي لا يتعارض أو يتناقض مع الامتداد الواسع للدعوة الإسلامية في زمان أو مكان . 
يقول الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية ( وهذه النذارة الخاصة لا تنافي العامة بل هي فرد من أجزائها ، كما قال " لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون " يس (6)  وقال " لتنذر أم القرى ومن حولها " الشورى (7) وقال " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " الأنعام (51) وقال  " لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدا " مريم (97) وقال " لأنذركم به ومن بلغ " الأنعام (19) وفي صحيح مسلم " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن إلا دخل النار (1) "  . (2) 
ويقول الشيخ السعدي : ( وأنذر عشيرتك الأقربين الذين هم أقرب الناس إليك ، وأحقهم بإحسانك الديني والدنيوي ، وهذا لا ينافي أمره بإنذار جميع الناس ، كما إذا أمر الإنسان بعموم الإحسان ثم قيل له ( أحسن إلى قرابتك )  فيكون هذا خصوصاً دالاً  على التأكيد وزيادة الحث ) (3) 
2-	وأما قوله " لتنذر أم القرى ومن حولها " 
المقصود هنا بلفظ ( من حولها )  : أي أهل الأرض كلها شرقاً وغرباً . (4) 
--------------------------------------------------------------
(1)  أخرجه مسلم في صحيحه كتاب : الإيمان – باب : وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد  إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته ص 90 حديث رقم (152) . 
(2)  تفسير ابن كثير ج 6 / ص 164
(3)  تفسير الكريم الرحمن للسعدي ( ص 822)
(4)  تفسير البغوي ج 3/ص 167