منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 04-27-2006, 01:03 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
حوادث سنة سبع وثلاثين :
ثم دخلت السنة السابعة والثلاثون .
فسار علي رضي الله عنه ، والتقى هو وأهل الشام بصفين ، لسبع بقين من المحرم -وصفين اسم موضع بين الشام والعراق-فكانت به الوقعة المشهورة . فلما اشتد البلاء على الفريقين ، وطال أياماً ، وكثر القتل بينهم : رفع أهل الشام المصاحف على رؤوس الرماح ، ونادوا : ندعوكم إلى كتاب الله ، فسر الناس ، وأنابوا إلى الحكومة .
فحكم أهل الشام عمرو بن العاص ، وحكم علي بن أبي طالب أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما، وكتبوا بينهم العهود بالرضى بما يحكم به الحكمان . فلما حل الموعد في رمضان توافوا بأذرح ، بدومة الجندل . فلم يتفق الحكمان على شئ .
وانصرف علي رضي الله عنه إلى العراق ، ومعاوية رضي الله عنه إلى الشام . فلما وصل علي الكوفة خرجت عليه الخوارج ، وكفروه حيث رضي بالتحكيم . وقالوا : لا حكم إلا لله . واجتمعوا بحروراء -اسم موضع بالعراق- فسموا الحرورية ، فأرسل علي إليهم عبد الله بن عباس فأتاهم ، قال : فلم أر قوماً أشد اجتهاداً منهم ، ولا أكثر عبادة، فقال : ما تنقمون ؟ قالوا : ثلاث .
إحداهن : أنه حكم الرجال في أمر الله ، وقد قال الله تعالى : " إن الحكم إلا لله " .
والثانية : أنه قاتل ، ولم يسب ولم يغنم ، فإن كانوا مؤمنين ، فما حل لنا قتالهم ؟ وإن كانوا كافرين ، فقد حلت لنا أموالهم وسبيهم .
والثالثة : أنه محا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين .
فقال لهم : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله الحكم ، وحدثتكم من سنة نبيكم ما لا تنكرون ، أترجعون ؟ قالوا : نعم. فقلت: أما قولكم : إنه حكم الرجال في دين الله ، فإن الله تعالى يقول : " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم " إلى قوله : " يحكم به ذوا عدل منكم " ، وقال تعالى : " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها "... أنشدكم الله ، أفتحكيم الرجال في إصلاح ذات بينهم . وحقن دمائهم وأموالهم أحق ، أم في أرنب ثمنها ربع درهم ، أو بضع امرأة ؟ فقالوا : اللهم بلى ، في حقن دمائهم ، وإصلاح ذات بينهم ، فقلت : أخرجت من هذه ؟ فقالوا : اللهم نعم .
وأما قولكم : إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، أفتسبون أمكم ، وتستحلون منها ما تستحلونه من غيرها ؟ فإن قلتم : نعم ، فقد كفرتم . وإن زعمتم أنها ليست لكم بأم ، فقد كفرتم ، لأن الله يقول : " وأزواجه أمهاتهم " ، فإن كنتم تترددون بين ضلالتين ، فاختاروا أيتهما شئتم . أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : وأما قولكم : إنه محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم -يوم الحديبية- أراد أن يكتب بينه وبين قريش في الصلح . فقال لعلي : اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لو نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، امح يا علي ! واكتب . محمد بن عبد الله ، فقال : والله لا أمحوك أبداً . قال : فأرني موضعه ، فأراه ذلك ، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علي ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم.
فرجع منهم أربعة آلاف ، وخرج عليه باقيهم ، فقاتلوه ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وأمر بالتماس المخدج ذي الثدية ، فلما وجده سجد لله شكراً .
وفي هذه السنة مات خباب بن الأرت ، وخزيمة ذو الشهادتين ، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنهم .