منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 151  ]
قديم 04-27-2006, 12:51 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
قتل الفجاءة وتحريقه :
فلما بدا لأبي بكر أن يوجه خالداً ، كتب إلى معن أن يلحق بخالد ، ويستعمل على عمله أخاه طريفة بن حاجر، ففعل. وأقام طريفة يكالب من ارتد بمن معه من المسلمين ، إذ قدم الفجاءة -واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل- على أبي بكر . فقال: إني مسلم، وقد أردت جهاد من ارتد ، فاحملني، فلو كان عندي قوة لم أقدم عليك. فسر أبو بكر بمقدمه ، وحمله على ثلاثين بعيراً ، وأعطاه سلاحاً . فخرج يستعرض المسلم والكافر ، يقتلهم ويأخذ أموالهم . ويصيب من امتنع منهم ، ومعه رجل من بني الشريد . يقال له : نجبة بن أبي الميثاء ، مع قوم من أهل الردة . فلما بلغ أبا بكر خبره ، كتب إلى طريفة بن حاجر :
بسم الله الرحمن الرحيم . من أبي بكر إلى طريفة ، سلام عليك . أما بعد، فإن عدو الله الفجاءة أتاني. فزعم أنه مسلم وسألني: أن أقويه على قتال من ارتد عن الإسلام ، فحملته وسلحته ، وقد انتهى إلي من يقين الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس : المسلم والمرتد ، يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم . فسر إليه بمن معك من المسلمين ، حتى تقتله ، أو تأخذه ، فتأتيني به .
فقرأ طريفة الكتاب على قومه ، فحشدوا إلى الفجاءة . فقدم عليه ابن المثنى ، فقتل نجبة، وهرب منه إلى الفجاءة. ثم زحف طريفة إلى الفجاءة ، فتصادما . فلما رأى الفجاءة الخلل في أصحابه ، قال : يا طريفة ! والله ما كفرت ، وإني لمسلم. وما أنت بأولى بأبي بكر مني ، أنت أميره وأنا أميره . قال طريفة : إن كنت صادقاً فألق السلاح ، ثم انطلق إلى أبي بكر . فأخبره خبرك . فوضع السلاح ، فأوثقه طريفة في جامعة، فقال: لا تفعل . فقال طريفة : هذا كتاب أبي بكر إلي . فقال الفجاءة : سمعاً وطاعة . فبعث به في جامعتة مع عشرة من بني سليم ، فأرسل به أبو بكر إلى بني جشم ، فحرقته بالنار .
وقدم على أبي بكر -رضي الله عنه- قبيصة -أحد بني الظربان- فذكر أنه مسلم ولم يرتد فأمره أن يقاتل بمن معه من ارتد ، فرجع قبيصة . فاجتمع إليه ناس كثير، فخرج يتبع بهم أهل الردة ، يقتلهم حيث وجدهم، حتى مر ببيت حميضة بن الحكم الشريدي، فوجده غائباً ، يجمع أهل الردة ، ووجد جاراً له مرتداً ، فقتله واستاق ماله . فلما أتى حميضة أخبره أهله بخبر جاره ، فخرج في طلبهم ، فأدركهم ، فقال لقبيصة : قتلت جاري ؟ فقال : إن جارك ارتد عن الإسلام . فقال : أمن بين من كفر تعدو على جار لجأ إلي لأمنعه ؟ فقال قبيصة : قد كان ذلك . فطعنه حميضة بالرمح ، فوقع عن بعيره ، ثم قتله . وكان قبيصة قد فرق أصحابه قبل أن يلحقه حميضة .
وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد : إن أظفرك الله ببني حنيفة ، فأقل اللبث فيهم ، حتى تنحدر إلى بني سليم ، فتطأهم وطأة يعرفون بها ما منعوا ، فإنه ليس بطن من العرب أنا أغيظ عليه مني عليهم ، فإن أظفرك الله بهم ، فلا آلوك فيهم : أن تحرقهم بالنار ، وهول فيهم القتل حتى يكون نكالاً لهم.
وسمعت بنو سليم بإقبال خالد ، فاجتمع منهم بشر كثير ، واستجلبوا من بقي من العرب مرتداً . وكان الذي جمعهم : أبو شجرة بن عبد العزى . فانتهى خالد إلى جمعهم مع الصبح ، فصاح خالد في أصحابه ، وأمرهم بلبس السلاح . ثم صفهم ، وصفت بنو سليم ، وقد كل المسلمون وعجف كراعم وخفهم ، وجعل خالد يلي القتال بنفسه ، حتى أثخن فيهم القتل . ثم حمل عليهم حملة واحدة ، فانهزموا . وأسر منهم بشر كثير . ثم حظر لهم الحظائر وحرقهم فيها .
وجرح أبو شجرة يومئذ في المسلمين جراحات كثيرة ، وقال في ذلك أبياتاً ؟ منها :
فرويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا
ثم أسلم ، وجعل يعتذر ، ويجحد أن يكون قال البيت المتقدم . فلما كان زمن عمر رضي الله عنه قدم المدينة ، وأناخ راحلته بصعيد بني قريظة ثم أتى عمر - وهو يقسم بين الفقراء- فقال : يا أمير المؤمنين ! أعطني ، فإني ذو حاجة . فقال : من أنت ؟ قال : أنا أبو شجرة . قال : يا عدو الله ! ألست الذي تقول فرويت رمحي -البيت ؟ عمر سوء ، والله ما عشت لك يا خبيث . ثم جعل يعلوه بالدرة على رأسه ، حتى سبقه عدواً ، وعمر في طلبه ، حتى أتى راحلته فارتحلها . ثم اشتد بها في حرة شوزان ، فما استطاع أن يقرب عمر حتى توفي .
وكان إسلامه لا بأس به . وكان إذا ذكر عمر ترحم عليه ، ويقول : ما رأيت أحداً أهيب من عمر رضي الله عنه .