حجة أبي بكر بالناس :
ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من تبوك -بقية رمضان وشوال وذي القعدة- ثم بعث أبا بكر رضي الله عنه أميراً على الحج ليقيم للناس حجهم . وأهل الشرك على دينهم ومنازلهم من حجهم . فخرج أبو بكر في ثلاثمائة من المدينة . وبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرين بدنة . قلدها وأشعرها بيده ، ثم نزلت سورة براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه ، فأرسل بها علي بن أبي طالب على ناقته العضباء ، ليقرأ براءة على الناس . وينبذ إلى كل ذي عهد عهده ، فلما لقي أبا بكر قال له : أمير ، أو مأمور ؟ فقال علي : بل مأمور، فلما كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب ، فقال : "يا أيها الناس ! لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو إلى مدته