منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 04-26-2006, 01:59 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف :

ولما اشتد البلاء من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد موت عمه ، خرج إلى الطائف ، رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه ، ويمنعوه منهم ، حتى يبلغ رسالة ربه ، ودعاهم إلى الله عز وجل ، فلم ير من يؤوي ولم ير ناصراً ، وآذوه أشد الأذى ، نالوا منه ما لم ينل منه قومه ، وكان معه زيد بن حارثة مولاه .
فأقام بينهم عشرة أيام ، لا يدع أحداص من أشرافهم إلا كلمه ، فقالوا : اخرج من بلدنا . وأغروا به سفهاءهم ، فوقفوا له سماطين ، وجعلوا يرمونه بالحجارة ، وبكلمات من السفه ، هي أشد وقعاً من الحجارة ، حتى دميت قدماه ، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه ، حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف إلى مكة محزوناً .
وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور : "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة : أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك . لك العتبى حتى ترضى . ولا حول ولا قوة إلا بك" .
فأرسل ربه تبارك وتعالى إليه ملك الجبال ، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة -وهما جبلاها اللذان هي بينهما- فقال : "بل أستأني بهم ، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده ، لا يشرك به شيئاً" .
فلما نزل بنخلة في مرجعه ، قام يصلي من الليل ما شاء الله ، فصرف الله إليه نفراً من الجن ، فاستمعوا قراءته ، ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه : " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " إلى قوله : " أولئك في ضلال مبين " .
وأقام بنخلة أياماً ، فقال زيد بن حارثة رضي الله عنه : كيف تدخل عليهم ، وقد أخرجوك ؟ -يعني قريشاً- فقال : يا زيد ! إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه .
ثم انتهى إلى مكة ، فأرسل رجلاً من خزاعة إلى المطعم بن عدي : أدخل في جوارك ، فقال : نعم ، فدعا المطعم بنيه وقومه ، فقال : البسوا السلاح ، وكونوا عند أركان البيت ، فإني قد أجرت محمداً ، فلا يهجه منكم أحد . فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه ، وصلى ركعتين ، وانصرف إلى بيته ، والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح ، حتى دخل بيته