منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 58  ]
قديم 04-26-2006, 01:49 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
بعث قريش إلى النجاشي تطلب إرجاع المسلمين :

ولما كان بعد بدر : اجتمعت قريش في دار الندوة . وقالوا : إن لنا في الذين عند النجاشي ثأراً ، فاجمعوا مالاً ، وأهدوه إلى النجاشي ، لعله يدفع إليكم من عنده ولننتدب لذلك رجلين من أهل رأيكم . فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد مع الهدية ، فركبا البحر ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له وسلما عليه . وقالا : قومنا لك ناصحون . وإنهم بعثونا إليك لنحذرك هؤلاء الذين قدموا عليك لأنهم قوم اتبعوا رجلاً كذاباً ، خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتبعه إلا السفهاء فضيقنا عليهم ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يخرج منهم أحد ولا يدخل عليهم أحد . فقتلهم الجوع والعطش ، فلما اشتد عليهم الأمر ، بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك وملكك ، فاحذرهم ، وادفعهم إلينا لنكفيكهم ، وآية ذلك : أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا يحيونك بالتحية التي تحيى بها ، رغبة عن دينك .
فدعاهم النجاشي ، فلما حضروا ، صاح جعفر بن أبي طالب بالباب : يستأذن عليك حزب الله، فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه ، ففعل . قال : نعم . فليدخلوا بإذن الله وذمته . فدخلوا ولم يسجدوا له ، فقال : ما منعكم أن تسجدوا لي ؟ قالوا : إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك ، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان ، فبعث الله فينا نبياً صادقاً ، وأمرنا بالتحية التي رضيها الله ، وهي السلام ، تحية أهل الجنة .
فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل .
فقال : أيكم الهاتف يستأذن ؟ فقال جعفر : أنا ، قال : فتكلم .
فقال : إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم . وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي . فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ، فتسمع محاورتنا .
فقال عمرو لجعفر : تكلم . فقال جعفر للنجاشي : سله ، أعبيد نحن أم أحرار ؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم . فقال عمرو : بل أحرار كرام .
فقال : هل أهرقنا دماً بغير حق فيقتص منا ؟ قال عمرو : ولا قطرة .
فقال : هل أخذنا أموال الناس بغير حق ، فعلينا قضاؤها ؟ فقال عمرو : ولا قيراط .
فقال النجاشي : فما تطلبون منهم ؟ قال : كنا نحن وهم على أمر واحد ، على دين آبائنا ، فتركوا ذلك واتبعوا غيره .
فقال النجاشي : ما هذا الذي كنتم عليه ، وما الذي اتبعتموه ؟ قل واصدقني .
فقال جعفر : أما الذي كنا عليه فتركناه ، وهو دين الشيطان ، كنا نكفر بالله ، ونعبد الحجارة . وأما الذي تحولنا إليه : فدين الله الإسلام ، جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له .
فقال : تكلمت بأمر عظيم ، فعلى رسلك .
ثم أمر بضرب الناقوس ، فاجتمع إليه كل قسيس وراهب ، فقال لهم : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين يوم القيامة نبياً ؟ قالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي .
فقال النجاشي لجعفر رضي الله عنه : ماذا يقول لكم هذا الرجل ؟ وما يأمركم به ؟ وما ينهاكم عنه ؟
فقال : يقرأ علينا كتاب الله ، ويأمرنا بالمعروف ، وينهانا عن المنكر ، ويأمرنا بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبر اليتيم ، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له .
فقال : اقرأ مما يقرأ عليكم . فقرأ سورتي العنكبوت والروم . ففاضت عينا النجاشي من الدمع ، وقال: زدنا من هذا الحديث الطيب، فقرأ عليهم سورة الكهف .
فأراد عمرو أن يغضب النجاشي ، فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه .
فقال : ما تقولون في عيسى وأمه ؟ فقرأ عليهم سورة مريم ، فلما أتى على ذكر عيسى وأمه رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين . فقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيراً .
وفيه نزل قول الله تعالى : " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق " الآيات .
فأقبل النجاشي على جعفر ، ثم قال . اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي -والسيوم الآمنون- من سبكم غرم ، فلا
هوادة اليوم على حزب إبراهيم .