منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
ملف تفسير سور القران الكريم |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() ![]() إن الذين اتقوا الله مِن خلقه- فخافوا عقابه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه- إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكَّروا ما أوجب الله عليهم من طاعته- والتوبة إليه- فإذا هم منتهون عن معصية الله على بصيرة- آخذون بأمر الله- عاصون للشيطان. ![]() وإخوان الشياطين- وهم الفجَّار من ضلال الإنس تمدهم الشياطين من الجن في الضلالة والغَواية- ولا تدَّخر شياطين الجن وُسْعًا في مدِّهم شياطين الإنس في الغيِّ- ولا تدَّخر شياطين الإنس وُسْعًا في عمل ما توحي به شياطين الجن. ![]() وإذا لم تجئ -أيها الرسول- هؤلاء المشركين بآية قالوا: هلا أحدَثْتها واختلقتها من عند نفسك- قل لهم -أيها الرسول- : إن هذا ليس لي- ولا يجوز لي فِعْله- لأن الله إنما أمرني باتباع ما يوحى إليَّ من عنده- وهو هذا القرآن الذي أتلوه عليكم حججًا وبراهين من ربكم- وبيانًا يهدي المؤمنين إلى الطريق المستقيم- ورحمة يرحم الله بها عباده المؤمنين. ![]() وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له أيها الناس وأنصتوا- لتعقلوه رجاء أن يرحمكم الله به. ![]() واذكر -أيها الرسول- ربك في نفسك تخشعًا وتواضعًا لله خائفًا وجل القلب منه، وادعه متوسطًا بين الجهر والمخافتة في أول النهار وآخره- ولا تكن من الذين يَغْفُلون عن ذكر الله- ويلهون عنه في سائر أوقاتهم. ![]() ![]() إن الذين عند ربك من الملائكة لا يستكبرون عن عبادة الله- بل ينقادون لأوامره- ويسبحونه بالليل والنهار- وينزهونه عما لا يليق به- وله وحده لا شريك له يسجدون.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تفسير سورة الأنفال
![]() ![]() ![]() ![]() يسألك أصحابك -أيها النبي- عن الغنائم يوم "بدر" كيف تقسمها بينهم؟ قل لهم: إنَّ أمرها إلى الله ورسوله- فالرسول يتولى قسمتها بأمر ربه- فاتقوا عقاب الله ولا تُقَدموا على معصيته- واتركوا المنازعة والمخاصمة بسبب هذه الأموال- وأصلحوا الحال بينكم- والتزموا طاعة الله ورسوله إن كنتم مؤمنين- فإن الإيمان يدعو إلى طاعة الله ورسوله. ![]() ![]() إنما المؤمنون بالله حقًا هم الذين إذا ذُكِر الله فزعت قلوبهم- وإذا تليت عليهم آيات القرآن زادتهم إيمانًا مع إيمانهم- لتدبرهم لمعانيه وعلى الله تعالى يتوكلون- فلا يرجون غيره- ولا يرهبون سواه. ![]() ![]() الذين يداومون على أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها- ومما رزقناهم من الأموال ينفقون فيما أمرناهم به. ![]() ![]() هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال هم المؤمنون حقًا ظاهرًا وباطنًا بما أنزل الله عليهم- لهم منازل عالية عند الله- وعفو عن ذنوبهم- ورزق كريم- وهو الجنة. ![]() ![]() كما أنكم لما اختلفتم في المغانم فانتزعها الله منكم- وجعلها إلى قَسْمه وقَسْم رسوله صلى الله عليه وسلم- كذلك أمرك ربك -أيها النبي- بالخروج من "المدينة" للقاء عِيْر قريش- وذلك بالوحي الذي أتاك به جبريل مع كراهة فريق من المؤمنين للخروج. ![]() ![]() يجادلك -أيها النبي- فريق من المؤمنين في القتال مِن بعد ما تبيَّن لهم أن ذلك واقع- كأنهم يساقون إلى الموت- وهم ينظرون إليه عِيانًا. وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) واذكروا -أيها المجادلون- وَعْدَ الله لكم بالظَّفْر بإحدى الطائفتين: العير وما تحمله مِن أرزاق- أو النفير- وهو قتال الأعداء والانتصار عليهم- وأنتم تحبون الظَّفْر بالعير دون القتال- ويريد الله أن يحق الإسلام- ويُعْليه بأمره إياكم بقتال الكفار- ويستأصل الكافرين بالهلاك. ![]() ![]() ليعزَّ الله الإسلام وأهله- ويذهب الشرك وأهله- ولو كره المشركون ذلك. إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) اذكروا نعمة الله عليكم يوم "بدر" إذ تطلبون النصر على عدوكم- فاستجاب الله لدعائكم قائلا إني ممدُّكم بألف من الملائكة من السماء- يتبع بعضهم بعضًا. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) وما جعل الله ذلك الإمداد إلا بشارة لكم بالنصر- ولتسكن به قلوبكم- وتوقنوا بنصر الله لكم- وما النصر إلا من عند الله- لا بشدة بأسكم وقواكم. إن الله عزيز في ملكه- حكيم في تدبيره وشرعه. ![]() إذ يُلْقي الله عليكم النعاس أمانًا منه لكم من خوف عدوكم أن يغلبكم- وينزل عليكم من السحاب ماء طهورًا- ليطهركم به من الأحداث الظاهرة- ويزيل عنكم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره- وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال- ويثبت به أقدام المؤمنين بتلبيد الأرض الرملية بالمطر حتى لا تنزلق فيها الأقدام. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) إذ يوحي ربك -أيها النبي- إلى الملائكة الذين أمدَّ الله بهم المسلمين في غزوة "بدر" أني معكم أُعينكم وأنصركم- فقوُّوا عزائم الذين آمنوا- سألقي في قلوب الذين كفروا الخوف الشديد والذلة والصَّغَار- فاضربوا -أيها المؤمنون- رؤوس الكفار- واضربوا منهم كل طرف ومِفْصل. ![]() ذلك الذي حدث للكفار من ضَرْب رؤوسهم وأعناقهم وأطرافهم- بسبب مخالفتهم لأمر الله ورسوله- ومَن يخالف أمر الله ورسوله- فإن الله شديد العقاب له في الدنيا والآخرة. ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) ذلكم العذاب الذي عجَّلته لكم -أيها الكافرون المخالفون لأوامر الله ورسوله في الدنيا- فذوقوه في الحياة الدنيا- ولكم في الآخرة عذاب النار. ![]() يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه- إذا قابلتم الذين كفروا في القتال متقاربين منكم فلا تُوَلُّوهم ظهوركم- فتنهزموا عنهم- ولكن اثبتوا لهم- فإن الله معكم وناصركم عليهم. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) ومن يُوَلِّهم منكم ظهره وقت الزحف إلا منعطفًا لمكيدة الكفار أو منحازًا إلى جماعة المسلمين حاضري الحرب حيث كانوا- فقد استحق الغضب من الله- ومقامه جهنم- وبئس المصير والمنقلب. ![]() فلم تقتلوا -أيها المؤمنون- المشركين يوم "بدر"- ولكن الله قتلهم- حيث أعانكم على ذلك- وما رميت حين رميت -أيها النبي- ولكن الله رمى- حيث أوصل الرمية التي رميتها إلى وجوه المشركين- وليختبر المؤمنين بالله ورسوله ويوصلهم بالجهاد إلى أعلى الدرجات- ويعرِّفهم نعمته عليهم- فيشكروا له سبحانه على ذلك. إن الله سميع لدعائكم وأقوالكم ما أسررتم به وما أعلنتم- عليم بما فيه صلاح عباده. ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) هذا الفعل مِن قتل المشركين ورميهم حين انهزموا- والبلاء الحسن بنصر المؤمنين على أعدائهم- هو من الله للمؤمنين- وأن الله -فيما يُسْتقبل- مُضعِف ومُبطِل مكر الكافرين حتى يَذِلُّوا وينقادوا للحق أو يهلكوا. ![]() إن تطلبوا -أيها الكفار- من الله أن يوقع بأسه وعذابه على المعتدين الظالمين فقد أجاب الله طلبكم- حين أوقع بكم مِن عقابه ما كان نكالا لكم وعبرة للمتقين- فإن تنتهوا -أيها الكفار- عن الكفر بالله ورسوله وقتال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم- فهو خير لكم في دنياكم وأخراكم- وإن تعودوا إلى الحرب وقتال محمد صلى الله عليه وسلم وقتال أتباعه المؤمنين نَعُدْ بهزيمتكم كما هُزمتم يوم "بدر"- ولن تغني عنكم جماعتكم شيئًا- كما لم تغن عنكم يوم "بدر" مع كثرة عددكم وعتادكم وقلة عدد المؤمنين وعدتهم- وأن الله مع المؤمنين بتأييده ونصره. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله أطيعوا الله ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه- ولا تتركوا طاعة الله وطاعة رسوله- وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم في القرآن من الحجج والبراهين. ![]() ولا تكونوا أيها المؤمنون في مخالفة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كالمشركين والمنافقين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: سمعنا بآذاننا- وهم في الحقيقة لا يتدبرون ما سمعوا- ولا يفكرون فيه. ![]() إنَّ شر ما دبَّ على الأرض -مِنْ خَلْق الله- عند الله الصمُّ الذين انسدَّت آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون- البكم الذين خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون- هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ولو علم الله في هؤلاء خيرًا لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه وبراهينه- ولكنه علم أنه لا خير فيهم وأنهم لا يؤمنون- ولو أسمعهم -على الفرض والتقدير- لتولَّوا عن الإيمان قصدًا وعنادًا بعد فهمهم له- وهم معرضون عنه- لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه. ![]() يا أيها الذين صدِّقوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق- ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة- واعلموا -أيها المؤمنون- أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء- والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه- فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم- إذ بيده ملكوت كل شيء- واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه- فيجازي كلا بما يستحق. وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) واحذروا -أيها المؤمنون- اختبارًا ومحنة يُعَمُّ بها المسيء وغيره لا يُخَص بها أهل المعاصي ولا مَن باشر الذنب- بل تصيب الصالحين معهم إذا قدروا على إنكار الظلم ولم ينكروه- واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره ونهيه. ![]() ![]() واذكروا أيها المؤمنون نِعَم الله عليكم إذ أنتم بـ"مكة" قليلو العدد مقهورون- تخافون أن يأخذكم الكفار بسرعة- فجعل لكم مأوى تأوون إليه وهو "المدينة"- وقوَّاكم بنصره عليهم يوم "بدر"- وأطعمكم من الطيبات -التي من جملتها الغنائم-- لكي تشكروا له على ما رزقكم وأنعم به عليكم.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(27)
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تخونوا الله ورسوله بترك ما أوجبه الله عليكم وفِعْل ما نهاكم عنه- ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه- وأنتم تعلمون أنه أمانة يجب الوفاء بها. ![]() واعلموا -أيها المؤمنون- أن أموالكم التي استخلفكم الله فيها- وأولادكم الذين وهبهم الله لكم اختبار من الله وابتلاء لعباده- ليعلم أيشكرونه عليها ويطيعونه فيها- أو ينشغلون بها عنه؟ واعلموا أن الله عنده خير وثواب عظيم لمن اتقاه وأطاعه. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه إن تتقوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه يجعل لكم فصلا بين الحق والباطل- ويَمحُ عنكم ما سلف من ذنوبكم ويسترها عليكم- فلا يؤاخذكم بها. والله ذو الفضل العظيم. ![]() واذكر -أيها الرسول- حين يكيد لك مشركو قومك بـ"مكَّة"- ليحبسوك أو يقتلوك أو ينفوك من بلدك. ويكيدون لك- وردَّ الله مكرهم عليهم جزاء لهم- ويمكر الله- والله خير الماكرين. وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (31) وإذا تتلى على هؤلاء الذين كفروا بالله آيات القرآن العزيز قالوا جهلا منهم وعنادًا للحق: قد سمعنا هذا من قبل- لو نشاء لقلنا مثل هذا القرآن- ما هذا القرآن الذي تتلوه علينا -يا محمد- إلا أكاذيب الأولين. ![]() واذكر -أيها الرسول- قول المشركين من قومك داعين الله: إن كان ما جاء به محمد هو الحق مِن عندك فأمطر علينا حجارة من السماء- أو ائتنا بعذاب شديد موجع. وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وما كان الله سبحانه وتعالى ليعذِّب هؤلاء المشركين- وأنت -أيها الرسول- بين ظهرانَيْهم- وما كان الله معذِّبهم- وهم يستغفرون من ذنوبهم. ![]() وكيف لا يستحقُّون عذاب الله- وهم يصدون أولياءه المؤمنين عن الطواف بالكعبة والصلاة في المسجد الحرام؟ وما كانوا أولياء الله- إنْ أولياء الله إلا الذين يتقونه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه- ولكن أكثر الكفار لا يعلمون- فلذلك ادَّعوا لأنفسهم أمرًا- غيرهم أولى به. وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) وما كان صلاتهم عند المسجد الحرام إلا صفيرًا وتصفيقًا. فذوقوا عذاب القتل والأسر يوم "بدر" - بسبب جحودكم وأفعالكم التي لا يُقْدم عليها إلا الكفرة- الجاحدون توحيد ربهم ورسالة نبيهم. ![]() إن الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله ينفقون أموالهم فيعطونها أمثالهم من المشركين وأهل الضلال- ليصدوا عن سبيل الله ويمنعوا المؤمنين عن الإيمان بالله ورسوله- فينفقون أموالهم في ذلك- ثم تكون عاقبة نفقتهم تلك ندامة وحسرة عليهم- لأن أموالهم تذهب- ولا يظفرون بما يأمُلون مِن إطفاء نور الله والصد عن سبيله- ثم يهزمهم المؤمنون آخر الأمر. والذين كفروا إلى جهنم يحشرون فيعذبون فيها. لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) يحشر الله ويخزي هؤلاء الذين كفروا بربهم- وأنفقوا أموالهم لمنع الناس عن الإيمان بالله والصد عن سبيله- ليميز الله تعالى الخبيث من الطيب- ويجعل الله المال الحرام الذي أُنفق للصدِّ عن دين الله بعضه فوق بعض متراكمًا متراكبًا- فيجعله في نار جهنم- هؤلاء الكفار هم الخاسرون في الدنيا والآخرة. ![]() قل -أيها الرسول- للذين جحدوا وحدانية الله مِن مشركي قومك: إن ينزجروا عن الكفر وعداوة النبي صلى الله عليه وسلم- ويرجعوا إلى الإيمان بالله وحده وعدم قتال الرسول والمؤمنين- يغفر الله لهم ما سبق من الذنوب- فالإسلام يجُبُّ ما قبله. وإن يَعُدْ هؤلاء المشركون لقتالك -أيها الرسول- بعد الوقعة التي أوقعتها بهم يوم "بدر" فقد سبقت طريقة الأولين- وهي أنهم إذا كذبوا واستمروا على عنادهم أننا نعاجلهم بالعذاب والعقوبة. وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وقاتلوا -أيها المؤمنون- المشركين حتى لا يكون شِرْكٌ وصدٌّ عن سبيل الله- ولا يُعْبَدَ إلا الله وحده لا شريك له- فيرتفع البلاء عن عباد الله في الأرض- وحتى يكون الدين والطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره- فإن انزجروا عن فتنة المؤمنين وعن الشرك بالله وصاروا إلى الدين الحق معكم- فإن الله لا يخفى عليه ما يعملون مِن ترك الكفر والدخول في الإسلام. ![]() وإن أعرض هؤلاء المشركون عمَّا دعوتموهم إليه -أيها المؤمنون- من الإيمان بالله ورسوله وترك قتالكم- وأبَوْا إلا الإصرار على الكفر وقتالكم- فأيقِنوا أن الله معينكم وناصركم عليهم. نِعْمَ المعين والناصر لكم ولأوليائه على أعدائكم. وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)
واعلموا -أيها المؤمنون- أن ما ظَفِرتم به مِن عدوكم بالجهاد في سبيل الله فأربعة أخماسه للمقاتلين الذين حضروا المعركة- والخمس الباقي يجزَّأُ خمسة أقسام: الأول لله وللرسول- فيجعل في مصالح المسلمين العامة- والثاني لذوي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهم بنو هاشم وبنو المطلب- جُعِل لهم الخمس مكان الصدقة فإنها لا تحلُّ لهم- والثالث لليتامى- والرابع للمساكين- والخامس للمسافر الذي انقطعت به النفقة- إن كنتم مقرِّين بتوحيد الله مطيعين له- مؤمنين بما أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات والمدد والنصر يوم فَرَق بين الحق والباطل بـ"بدر"- يوم التقى جَمْعُ المؤمنين وجَمْعُ المشركين. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. ![]() واذكروا حينما كنتم على جانب الوادي الأقرب إلى "المدينة"- وعدوكم نازل بجانب الوادي الأقصى- وعِير التجارة في مكان أسفل منكم إلى ساحل "البحر الأحمر"- ولو حاولتم أن تضعوا موعدًا لهذا اللقاء لاختلفتم- ولكنَّ الله جمعكم على غير ميعاد- ليقضي أمرًا كان مفعولا بنصر أوليائه- وخِذْلان أعدائه بالقتل والأسر- وذلك ليهلك من هلك منهم عن حجة لله ثبتت له فعاينها وقطعت عذره- وليحيا مَن حيَّ عن حجة لله قد ثبتت وظهرت له. وإن الله لسميع لأقوال الفريقين- لا يخفى عليه شيء- عليم بنيَّاتهم. إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) واذكر -أيها النبي- حينما أراك الله قلة عدد عدوك في منامك- فأخبرت المؤمنين بذلك- فقوِيت قلوبهم- واجترؤوا على حربهم- ولو أراك ربك كثرة عددهم لتردد أصحابك في ملاقاتهم- وجَبُنتم واختلفتم في أمر القتال- ولكن الله سلَّم من الفشل- ونجَّى من عاقبة ذلك. إنه عليم بخفايا القلوب وطبائع النفوس. ![]() واذكر أيضًا حينما برز الأعداء إلى أرض المعركة فرأيتموهم قليلا فاجترأتم عليهم- وقلَّلكم في أعينهم- ليتركوا الاستعداد لحربكم- ليقضي الله أمرًا كان مفعولا فيتحقق وَعْدُ الله لكم بالنصر والغلبة- فكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. وإلى الله مصير الأمور كلها- فيجازي كلا بما يستحق. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه- إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر قد استعدوا لقتالكم- فاثبتوا ولا تنهزموا عنهم- واذكروا الله كثيرًا داعين مبتهلين لإنزال النصر عليكم والظَّفَر بعدوكم- لكي تفوزوا. ![]() والتزموا طاعة الله وطاعة رسوله في كل أحوالكم- ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم- فتضعفوا وتذهب قوتكم ونصركم- واصبروا عند لقاه العدو. إن الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد- ولن يخذلهم. وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) ولا تكونوا مثل المشركين الذين خرجوا من بلدهم كبرًا ورياءً- ليمنعوا الناس عن الدخول في دين الله. والله بما يعملون محيط لا يغيب عنه شيء. ![]() واذكروا حين حسَّن الشيطان للمشركين ما جاؤوا له وما همُّوا به- وقال لهم: لن يغلبكم أحد اليوم- فإني ناصركم- فلما تقابل الفريقان: المشركون ومعهم الشيطان- والمسلمون ومعهم الملائكة- رجع الشيطان مُدْبرًا- وقال للمشركين: إني بريء منكم- إني أرى ما لا ترون من الملائكة الذين جاؤوا مددًا للمسلمين- إني أخاف الله- فخذلهم وتبرأ منهم. والله شديد العقاب لمن عصاه ولم يتب توبة نصوحًا. إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) واذكروا حين يقول أهل الشرك والنفاق ومرضى القلوب- وهم يرون قلة المسلمين وكثرة عدوهم: غرَّ هؤلاء المسلمين دينُهم- فأوردهم هذه الموارد- ولم يدرك هؤلاء المنافقون أنه من يتوكل على الله ويثق بوعده فإن الله لن يخذله- فإن الله عزيز لا يعجزه شيء- حكيم في تدبيره وصنعه. ![]() ولو تعاين -أيها الرسول- حال قبض الملائكة أرواح الكفار وانتزاعها- وهم يضربون وجوههم في حال إقبالهم- ويضربون ظهورهم في حال فرارهم- ويقولون لهم: ذوقوا العذاب المحرق- لرأيت أمرًا عظيمًا، وهذا السياق وإن كان سببه وقعة "بدر" ، ولكنه عام في حق كلِّ كافر.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (51)
ذلك الجزاء الذي أصاب المشركين فبسبب أعمالهم السيئة في حياتهم الدنيا- ولا يظلم الله أحدًا من خَلْقه مثقال ذرة- بل هو الحَكَمُ العدل الذي لا يجور. ![]() إنَّ ما نزل بالمشركين يومئذ سُنَّة الله في عقاب الطغاة من الأمم السابقة من أمثال فرعون والسابقين له- عندما كذَّبوا رسل الله وجحدوا آياته- فإن الله أنزل بهم عقابه بسبب ذنوبهم. إن الله قوي لا يُقْهر- شديد العقاب لمن عصاه ولم يتب من ذنبه. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) ذلك الجزاء السيِّئ بأن الله إذا أنعم على قوم نعمة لم يسلبها منهم حتى يغيِّروا حالهم الطيبة إلى حال سيئة- وأن الله سميع لأقوال خلقه- عليم بأحوالهم، فيجري عليهم ما اقتضاه علمه ومشيئته. ![]() شأن هؤلاء الكافرين في ذلك كشأن آل فرعون الذين كذبوا موسى- وشأن الذين كذبوا رسلهم من الأمم السابقة فأهلكهم الله بسبب ذنوبهم- وأغرق آل فرعون في البحر- وكل منهم كان فاعلا ما لم يكن له فِعْلُه من تكذيبهم رسل الله وجحودهم آياته- وإشراكهم في العبادة غيره. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) إن شر ما دبَّ على الأرض عند الله الكفار المصرُّون على الكفر- فهم لا يصدقون رسل الله- ولا يُقرون بوحدانيته- ولا يتبعون شرعه. ![]() مِن أولئك الأشرار اليهود الذين دخلوا معك في المعاهدات بأن لا يحاربوك ولا يظاهروا عليك أحدًا- ثم ينقضون عهدهم المرة تلو المرة- وهم لا يخافون الله. فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) فإن واجهت هؤلاء الناقضين للعهود والمواثيق في المعركة- فأنزِلْ بهم من العذاب ما يُدْخل الرعب في قلوب الآخرين- ويشتت جموعهم- لعلهم يذّكرون- فلا يجترئون على مثل الذي أقدم عليه السابقون. ![]() وإن خفت -أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم- كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق. وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) ولا يظنن الذين جحدوا آيات الله أنهم فاتوا ونجَوْا- وأن الله لا يقدر عليهم- إنهم لن يُفْلِتوا من عذاب الله. ![]() وأعدُّوا - يا معشر المسلمين - لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه مِن عدد وعدة- لتُدْخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم- وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن- لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه. وما تبذلوا من مال وغيره في سبيل الله قليلا أو كثيرًا يخلفه الله عليكم في الدنيا- ويدخر لكم ثوابه إلى يوم القيامة- وأنتم لا تُنْقصون من أجر ذلك شيئًا. وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وإن مالوا إلى ترك الحرب ورغبوا في مسالمتكم فمِلْ إلى ذلك -أيها النبي- وفَوِّضْ أمرك إلى الله- وثق به. إنه هو السميع لأقوالهم- العليم بنيَّاتهم. ![]() وإن أراد الذين عاهدوك المكر بك فإن الله سيكفيك خداعهم- إنه هو الذي أنزل عليك نصره وقوَّاك بالمؤمنين من المهاجرين والأنصار- وجَمَع بين قلوبهم بعد التفرق- لو أنفقت مال الدنيا على جمع قلوبهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولكن الله جمع بينها على الإيمان فأصبحوا إخوانًا متحابين- إنه عزيز في مُلْكه- حكيم في أمره وتدبيره. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يا أيها النبي إن الله كافيك- وكافي الذين معك من المؤمنين شرَّ أعدائكم. ![]() يا أيها النبي حُثَّ المؤمنين بك على القتال- إن يكن منكم عشرون صابرون عند لقاء العدو يغلبوا مائتين منهم- فإن يكن منكم مائة مجاهدة صابرة يغلبوا ألفًا من الكفار- لأنهم قوم لا عِلْم ولا فهم عندهم لما أعدَّ الله للمجاهدين في سبيله- فهم يقاتلون من أجل العلو في الأرض والفساد فيها. الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) الآن خفف الله عنكم أيها المؤمنون لما فيكم من الضعف- فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من الكافرين- وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله تعالى. والله مع الصابرين بتأييده ونصره. ![]() لا ينبغي لنبي أن يكون له أسرى مِن أعدائه حتى يبالغ في القتل- لإدخال الرعب في قلوبهم ويوطد دعائم الدين- تريدون -يا معشر المسلمين- بأخذكم الفداء من أسرى "بدر" متاع الدنيا- والله يريد إظهار دينه الذي به تدرك الآخرة. والله عزيز لا يُقْهر- حكيم في شرعه. لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) لولا كتاب من الله سبق به القضاء والقدر بإباحة الغنيمة وفداء الأسرى لهذه الأمة- لنالكم عذاب عظيم بسبب أخْذكم الغنيمة والفداء قبل أن ينزل بشأنهما تشريع. ![]() فكلوا من الغنائم وفداء الأسرى فهو حلال طيب- وحافظوا على أحكام دين الله وتشريعاته. إن الله غفور لعباده- رحيم بهم. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) يا أيها النبي قل لمن أسرتموهم في "بدر": لا تأسوا على الفداء الذي أخذ منكم- إن يعلم الله تعالى في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أُخذ منكم من المال بأن يُيَسِّر لكم من فضله خيرًا كثيرًا -وقد أنجز الله وعده للعباس رضي الله عنه وغيره-- ويغفر لكم ذنوبكم. والله سبحانه غفور لذنوب عباده إذا تابوا- رحيم بهم. ![]() وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ- فقد خانوا الله من قبل وحاربوك- فنصرك الله عليهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور- حكيم في تدبير شؤون عباده. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) إن الذين صدَّقوا الله- ورسوله وعملوا بشرعه- وهاجروا إلى دار الإسلام- أو بلد يتمكنون فيه من عبادة ربهم، وجاهدوا في سبيل الله بالمال والنفس- والذين أنزلوا المهاجرين في دورهم- وواسوهم بأموالهم- ونصروا دين الله- أولئك بعضهم نصراء بعض. أما الذين آمنوا ولم يهاجروا من دار الكفر فلستم مكلفين بحمايتهم ونصرتهم حتى يهاجروا- وإن وقع عليهم ظلم من الكفار فطلبوا نصرتكم فاستجيبوا لهم- إلا على قوم بينكم وبينهم عهد مؤكد لم ينقضوه. والله بصير بأعمالكم- بجزي كلا على قدر نيته وعمله. ![]() والذين كفروا بعضهم نصراء بعض- وإن لم تكونوا -أيها المؤمنون- نصراء بعض تكن في الأرض فتنة للمؤمنين عن دين الله- وفساد عريض بالصد عن سبيل الله وتقوية دعائم الكفر. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) والذين آمنوا بالله ورسوله- وتركوا ديارهم قاصدين دار الإسلام أو بلدًا يتمكنون فيه من عبادة ربهم- وجاهدوا لإعلاء كلمة الله- والذين نصروا إخوانهم المهاجرين وآووهم وواسوهم بالمال والتأييد- أولئك هم المؤمنون الصادقون حقًا- لهم مغفرة لذنوبهم- ورزق كريم واسع في جنات النعيم. ![]() والذين آمنوا مِن بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار- وهاجروا وجاهدوا معكم في سبيل الله- فأولئك منكم -أيها المؤمنون- لهم ما لكم وعليهم ما عليكم- وأولو القرابة بعضهم أولى ببعض في التوارث في حكم الله من عامة المسلمين. إن الله بكل شيء عليم يعلم ما يصلح عباده مِن توريث بعضهم من بعض في القرابة والنسب دون التوارث بالحِلْف- وغير ذلك مما كان في أول الإسلام.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تفسير سورة التوبة
![]() ![]() ![]() ![]() هذه براءة من الله ورسوله- وإعلان بالتخلي عن العهود التي كانت بين المسلمين والمشركين. ![]() ![]() فسيروا -أيها المشركون- في الأرض مدَّة أربعة أشهر- تذهبون حيث شئتم آمنين من المؤمنين- واعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من العقوبة- وأن الله مذل الكافرين ومورثهم العار في الدنيا- والنار في الآخرة. وهذه الآية لذوي العهود المطلقة غير المؤقتة- أو من له عهد دون أربعة أشهر- فيكمَّل له أربعة أشهر، أو مَن كان له عهد فنقضه. ![]() ![]() وإعلام من الله ورسوله وإنذار إلى الناس يوم النحر أن الله بريء من المشركين- ورسوله بريء منهم كذلك. فإن رجعتم -أيها المشركون- إلى الحق وتركتم شرككم فهو خير لكم- وإن أعرضتم عن قَبول الحق وأبيتم الدخول في دين الله فاعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من عذاب الله. وأنذر -أيها الرسول- هؤلاء المعرضين عن الإسلام عذاب الله الموجع. ![]() ![]() ويُستثنى من الحكم السابق المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد بمدة- ولم يخونوا العهد- ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء- فأكملوا لهم عهدهم إلى نهايته المحدودة. إن الله يحب المتقين الذين أدَّوا ما أمروا به- واتقوا الشرك والخيانة- وغير ذلك من المعاصي. ![]() ![]() فإذا انقضت الأشهر الأربعة التي أمَّنتم فيها المشركين- فأعلنوا الحرب على أعداء الله حيث كانوا- واقصدوهم بالحصار في معاقلهم- وترصدوا لهم في طرقهم- فإن رجعوا عن كفرهم ودخلوا الإسلام والتزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة- فاتركوهم- فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام- إن الله غفور لمن تاب وأناب- رحيم بهم. ![]() وإذا طلب أحد من المشركين الذين استبيحت دماؤهم وأموالهم الدخول في جوارك -أيها الرسول- ورغب في الأمان- فأجبه إلى طلبه حتى يسمع القرآن الكريم ويطَّلع على هدايته- ثم أَعِدْه من حيث أتى آمنًا- وذلك لإقامة الحجة عليه- ذلك بسبب أن الكفار قوم جاهلون بحقائق الإسلام- فربما اختاروه إذا زال الجهل عنهم. ![]() لا ينبغي أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله- إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام في صلح(الحديبية) فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك. إن الله يحب المتقين الموفِّين بعهودهم. ![]() إن شأن المشركين أن يلتزموا بالعهود ما دامت الغلبة لغيرهم- أما إذا شعروا بالقوة على المؤمنين فإنهم لا يراعون القرابة ولا العهد- فلا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم- فإنهم يقولون لكم كلامًا بألسنتهم- لترضوا عنهم- ولكن قلوبهم تأبى ذلك- وأكثرهم متمردون على الإسلام ناقضون للعهد. ![]() استبدلوا بآيات الله عرض الدنيا التافه- فأعرضوا عن الحق ومنعوا الراغبين في الإسلام عن الدخول فيه- لقد قَبُح فعلهم- وساء صنيعهم. ![]() إن هؤلاء المشركين حرب على الإيمان وأهله- فلا يقيمون وزنًا لقرابة المؤمن ولا لعهده- وشأنهم العدوان والظلم. فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) فإن أقلعوا عن عبادة غير الله- ونطقوا بكلمة التوحيد- والتزموا شرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة- فإنهم إخوانكم في الإسلام. ونبين الآيات- ونوضحها لقوم ينتفعون بها. ![]() وإنْ نَقَضَ هؤلاء المشركون العهود التي أبرمتموها معهم- وأظهروا الطعن في دين الإسلام- فقاتلوهم فإنهم رؤساء الضلال- لا عهد لهم ولا ذمة- حتى ينتهوا عن كفرهم وعداوتهم للإسلام. أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) لا تترددوا في قتال هؤلاء القوم الذين نقضوا عهودهم- وعملوا على إخراج الرسول من(مكة)- وهم الذين بدؤوا بإيذائكم أول الأمر- أتخافونهم أو تخافون ملاقاتهم في الحرب؟ فالله أحق أن تخافوه إن كنتم مؤمنين حقًا. ![]() يا معشر المؤمنين قاتلوا أعداء الله يعذبهم عز وجل بأيديكم- ويذلهم بالهزيمة والخزي- وينصركم عليهم- ويُعْلِ كلمته- ويشف بهزيمتهم صدوركم التي طالما لحق بها الحزن والغم من كيد هؤلاء المشركين- ويُذْهِب عن قلوب المؤمنين الغيظ. ومن تاب من هؤلاء المعاندين فإن الله يتوب على من يشاء. والله عليم بصدق توبة التائب- حكيم في تدبيره وصنعه ووَضْع تشريعاته لعباده. ![]() مِن سنة الله الابتلاء- فلا تظنوا يا معشر المؤمنين أن يترككم الله دون اختبار- ليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق الذين أخلصوا في جهادهم- ولم يتخذوا غير الله ورسوله والمؤمنين بطانة وأولياء. والله خبير بجميع أعمالكم ومجازيكم بها. مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) ليس من شأن المشركين إعمار بيوت الله- وهم يعلنون كفرهم بالله ويجعلون له شركاء. هؤلاء المشركون بطلت أعمالهم يوم القيامة- ومصيرهم الخلود في النار. ![]() لا يعتني ببيوت الله ويعمرها إلا الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر- ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة- ولا يخافون في الله لومة لائم- هؤلاء العُمَّار هم المهتدون إلى الحق. أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) أجعلتم -أيها القوم- ما تقومون به من سقي الحجيج وعِمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟ لا تتساوى حال المؤمنين وحال الكافرين عند الله- لأن الله لا يقبل عملا بغير الإيمان. والله سبحانه لا يوفق لأعمال الخير القوم الظالمين لأنفسهم بالكفر. ![]() الذين آمنوا بالله وتركوا دار الكفر قاصدين دار الإسلام- وبذلوا أموالهم وأنفسهم في الجهاد لإعلاء كلمة الله- هؤلاء أعظم درجه عند الله- وأولئك هم الفائزون برضوانه. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) إن هؤلاء المؤمنين المهاجرين لهم البشرى من ربهم بالرحمة الواسعة والرضوان الذي لا سخط بعده- ومصيرهم إلى جنات الخلد والنعيم الدائم. ![]() ماكثين في تلك الجنان لا نهاية لإقامتهم وتنعمهم- وذلك ثواب ما قدَّموه من الطاعات والعمل الصالح في حياتهم الدنيا. إن الله تعالى عنده أجر عظيم لمن آمن وعمل صالحا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تتخذوا أقرباءكم -من الآباء والإخوان وغيرهم- أولياء- تفشون إليهم أسرار المسلمين- وتستشيرونهم في أموركم- ما داموا على الكفر معادين للإسلام. ومن يتخذهم أولياء ويُلْقِ إليهم المودة فقد عصى الله تعالى- وظلم نفسه ظلمًا عظيمًا. ![]() قل -يا أيها الرسول- للمؤمنين: إن فَضَّلتم الآباء والأبناء والإخوان والزوجات والقرابات والأموال التي جمعتموها والتجارة التي تخافون عدم رواجها والبيوت الفارهة التي أقمتم فيها- إن فَضَّلتم ذلك على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله فانتظروا عقاب الله ونكاله بكم. والله لا يوفق الخارجين عن طاعته. لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) لقد أنزل الله نَصْرَه عليكم في مواقع كثيرة عندما أخذتم بالأسباب وتوكلتم على الله. ويوم غزوة(حنين) قلتم: لن نُغْلَبَ اليوم0 من قلة- فغرَّتكم الكثرة فلم تنفعكم- وظهر عليكم العدو فلم تجدوا ملجأً في الأرض الواسعة ففررتم منهزمين.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() ![]() ثم أنزل الله الطمأنينة على رسوله وعلى المؤمنين فثبتوا- وأمدَّهم بجنود من الملائكة لم يروها- فنصرهم على عدوهم- وعذَّب الذين كفروا. وتلك عقوبة الله للصادِّين عن دينه- المكذِّبين لرسوله. ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27)
ومن رجع عن كفره بعد ذلك ودخل الإسلام فإن الله يقبل توبة مَن يشاء منهم- فيغفر ذنبه. والله غفور رحيم. ![]() يا معشر المؤمنين إنما المشركون رِجْس وخَبَث فلا تمكنوهم من الاقتراب من الحرم بعد هذا العام التاسع من الهجرة- وإن خفتم فقرًا لانقطاع تجارتهم عنكم- فإن الله سيعوضكم عنها- ويكفيكم من فضله إن شاء- إن الله عليم بحالكم- حكيم في تدبير شؤونكم. قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) أيها المسلمون قاتلوا الكفار الذين لا يؤمنون بالله- ولا يؤمنون بالبعث والجزاء- ولا يجتنبون ما نهى الله عنه ورسوله- ولا يلتزمون أحكام شريعة الإسلام من اليهود والنصارى- حتى يدفعوا الجزية التي تفرضونها عليهم بأيديهم خاضعين أذلاء. ![]() لقد أشرك اليهود بالله عندما زعموا أن عزيرًا ابن الله. وأشرك النصارى بالله عندما ادَّعوا أن المسيح ابن الله. وهذا القول اختلقوه من عند أنفسهم- وهم بذلك لا يشابهون قول المشركين من قبلهم. قَاتَلَ الله المشركين جميعًا كيف يعدلون عن الحق إلى الباطل؟ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) اتخذ اليهودُ والنصارى العلماءَ والعُبَّادَ أربابًا يُشَرِّعون لهم الأحكام- فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله- واتخذوا المسيح عيسى ابن مريم إلهًا فعبدوه- وقد أمرهم الله بعبادته وحده دون غيره، فهو الإله الحق لا إله إلا هو. تنزَّه وتقدَّس عما يفتريه أهل الشرك والضلال. ![]() يريد الكفار بتكذيبهم أن يبطلوا دين الإسلام- ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم- ويأبى الله إلا أن يتم دينه ويظهره- ويعلي كلمته- ولو كره ذلك الجاحدون. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالقرآن ودين الإسلام- ليعليه على الأديان كلها- ولو كره المشركون دين الحق -الإسلام- وظهوره على الأديان. ![]() يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه- إن كثيرًا من علماء أهل الكتاب وعُبَّادهم ليأخذون أموال الناس بغير حق كالرشوة وغيرها- ويمنعون الناس من الدخول في الإسلام- ويصدون عن سبيل الله. والذين يمسكون الأموال- ولا يؤدون زكاتها- ولا يُخْرجون منها الحقوق الواجبة- فبشِّرهم بعذاب موجع. ![]() يوم القيامة توضع قطع الذهب والفضة في النار- فإذا اشتدت حرارتها أُحرقت بها جباه أصحابها وجنوبهم وظهورهم. وقيل لهم توبيخًا: هذا مالكم الذي أمسكتموه ومنعتم منه حقوق الله- فذوقوا العذاب الموجع- بسبب كنزكم وإمساككم. إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إنّ عدة الشهور في حكم الله وفيما كُتب في اللوح المحفوظ اثنا عشر شهرًا- يوم خلق السموات والأرض- منها أربعة حُرُم- حرَّم الله فيهنَّ القتال(هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب) ذلك هو الدين المستقيم- فلا تظلموا فيهن أنفسكم- لزيادة تحريمها- وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها- لا أنَّ الظلم في غيرها جائز. وقاتلوا المشركين جميعًا كما يقاتلونكم جميعًا- واعلموا أن الله مع أهل التقوى بتأييده ونصره. ![]() إن الذي كانت تفعله العرب في الجاهلية من تحريم أربعة أشهر من السنة عددًا لا تحديدًا بأسماء الأشهر التي حرَّمها الله- فيؤخرون بعضها أو يقدِّمونه ويجعلون مكانه من أشهر الحل ما أرادوا حسب حاجتهم للقتال- إن ذلك زيادة في الكفر- يضل الشيطان به الذين كفروا- يحلون الذي أخروا تحريمه من الأشهر الأربعة عامًا- ويحرمونه عاما- ليوافقوا عدد الشهور الأربعة- فيحلوا ما حرَّم الله منها. زَيَّن لهم الشيطان الأعمال السيئة. والله لا يوفق القوم الكافرين إلى الحق والصواب. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ (38) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ما بالكم إذا قيل لكم: اخرجوا إلى الجهاد في سبيل الله لقتال أعدائكم تكاسلتم ولزمتم مساكنكم؟ هل آثرتم حظوظكم الدنيوية على نعيم الآخرة؟ فما تستمتعون به في الدنيا قليل زائل- أما نعيم الآخرة الذي أعده الله للمؤمنين المجاهدين فكثير دائم. ![]() إن لا تنفروا أيها المؤمنون إلى قتال عدوكم ينزلِ الله عقوبته بكم- ويأت بقوم آخرين ينفرون إذ ا استُنْفروا- ويطيعون الله ورسوله- ولن تضروا الله شيئًا بتولِّيكم عن الجهاد- فهو الغني عنكم وأنتم الفقراء إليه. وما يريده الله يكون لا محالة. والله على كل شيء قدير من نصر دينه ونبيه دونكم. إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) يا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لا تنفروا معه أيها المؤمنون إذا استَنْفَركم- وإن لا تنصروه- فقد أيده الله ونصره يوم أخرجه الكفار من قريش من بلده(مكة)- وهو ثاني اثنين(هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه) وألجؤوهما إلى نقب في جبل ثور "بمكة"، فمكثا فيه ثلاث ليال- إذ يقول لصاحبه(أبي بكر) لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده- فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة- فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه- وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمةُ الله هي العليا-- ذلك بإعلاء شأن الإسلام. والله عزيز في ملكه- حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. ![]() اخرجوا -أيها المؤمنون- للجهاد في سبيل الله شبابًا وشيوخًا في العسر واليسر- على أي حال كنتم- وأنفقوا أموالكم في سبيل الله- وقاتلوا بأيديكم لإعلاء كلمة الله- ذلك الخروج والبذل خير لكم في حالكم ومآلكم فافعلوا ذلك وانفروا واستجيبوا لله ورسوله. لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) وبَّخ الله جلَّ جلاله جماعة من المنافقين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخلف عن غزوة(تبوك) مبينًا أنه لو كان خروجهم إلى غنيمة قريبة سهلة المنال لاتبعوك- ولكن لما دعوا إلى قتال الروم في أطراف بلاد(الشام) في وقت الحر تخاذلوا- وتخلفوا- وسيعتذرون لتخلفهم عن الخروج حالفين بأنهم لا يستطيعون ذلك- يهلكون أنفسهم بالكذب والنفاق- والله يعلم إنهم لكاذبون فيما يبدون لك من الأعذار. ![]() عفا الله عنك -أيها النبي- عمَّا وقع منك مِن تَرْك الأولى والأكمل- وهو إذنك للمنافقين في القعود عن الجهاد- لأي سبب أَذِنْتَ لهؤلاء بالتخلف عن الغزوة- حتى يظهر لك الذين صدقوا في اعتذارهم وتعلم الكاذبين منهم في ذلك؟ لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) ليس من شأن المؤمنين بالله ورسوله واليوم الآخر أن يستأذنوك -أيها النبي- في التخلف عن الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال- وإنما هذا من شأن المنافقين. والله عليم بمن خافه فاتقاه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه. ![]() إنما يطلب الإذن للتخلف عن الجهاد الذين لا يصدِّقون بالله ولا باليوم الآخر- ولا يعملون صالحًا- وشكَّتْ قلوبهم في صحة ما جئت به -أيها النبي- من الإسلام وشرائعه- فهم في شكهم يتحيَّرون. وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) ولو أراد المنافقون الخروج معك -أيها النبي- إلى الجهاد لتأهَّبوا له بالزاد والراحلة- ولكن الله كره خروجهم فثَقُلَ عليهم الخروج قضاء وقدرًا- وإن كان أمرهم به شرعا- وقيل لهم: تخلفوا مع القاعدين من المرضى والضعفاء والنساء والصبيان. ![]() لو خرج المنافقون معكم -أيها المؤمنون- للجهاد لنشروا الاضطراب في الصفوف والشر والفساد- ولأسرعوا السير بينكم بالنميمة والبغضاء- يبغون فتنتكم بتثبيطكم عن الجهاد في سبيل الله- وفيكم -أيها المؤمنون- عيون لهم يسمعون أخباركم- وينقلونها إليهم. والله عليم بهؤلاء المنافقين الظالمين- وسيجازيهم على ذلك. ![]() لقد ابتغى المنافقون فتنة المؤمنين عن دينهم وصدهم عن سبيل الله من قبل غزوة(تبوك)- وكشف أمرهم- وصرَّفوا لك -أيها النبي- الأمور في إبطال ما جئت به- كما فعلوا يوم(أحد) ويوم(الخندق)- ودبَّروا لك الكيد حتى جاء النصر من عند الله- وأعز جنده ونصر دينه- وهم كارهون له. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) ومِن هؤلاء المنافقين من يطلب الإذن للقعود عن الجهاد ويقول: لا توقعْني في الابتلاء بما يعرض لي في حالة الخروج من فتنة النساء. لقد سقط هؤلاء المنافقون في فتنة النفاق الكبرى. فإن جهنم لمحيطة بالكافرين بالله واليوم الآخر- فلا يُفْلِت منهم أحد. ![]() إن يصبك -أيها النبي- سرور وغنيمة يحزن المنافقون- وإن يلحق بك مكروه من هزيمة أو شدة يقولوا: نحن أصحاب رأي وتدبير قد احتطنا لأنفسنا بتخلفنا عن محمد- وينصرفوا وهم مسرورون بما صنعوا وبما أصابك من السوء.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه في اللوح المحفوظ- هو ناصرنا على أعدائنا- وعلى الله- وحده فليعتمد المؤمنون به. ![]() قل لهم -أيها النبي-: هل تنتظرون بنا إلا شهادة أو ظفرًا بكم؟ ونحن ننتظر بكم أن يصيبكم الله بعقوبة مِن عنده عاجلة تهلككم أو بأيدينا فنقتلكم- فانتظروا إنا معكم منتظرون ما الله فاعل بكل فريق منا ومنكم. قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) قل -أيها النبي- للمنافقين: أنفقوا أموالكم كيف شئتم- وعلى أي حال شئتم طائعين أو كارهين- لن يقبل الله منكم نفقاتكم- لأنكم قوم خارجون عن دين الله وطاعته. ![]() وسبب عدم قَبول نفقاتهم أنهم أضمروا الكفر بالله عز وجل وتكذيب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم- ولا يأتون الصلاة إلا وهم متثاقلون- ولا ينفقون الأموال إلا وهم كارهون- فهم لا يرجون ثواب هذه الفرائض- ولا يخشون على تركها عقابًا بسبب كفرهم. ![]() فلا تعجبك -أيها النبي- أموال هؤلاء المنافقين ولا أولادهم- إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الحياة الدنيا بالتعب في تحصيلها وبالمصائب التي تقع فيها- حيث لا يحتسبون ذلك عند الله- وتخرج أنفسهم- فيموتوا على كفرهم بالله ورسوله. وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) ويحلف هؤلاء المنافقون بالله لكم أيها المؤمنون كذبًا وباطلا إنهم لمنكم- وليسوا منكم- ولكنهم قوم يخافون فيحلفون تَقِيَّة لكم. ![]() لو يجد هؤلاء المنافقون مأمنًا وحصنًا يحفظهم- أو كهفًا في جبل يؤويهم- أو نفقًا في الأرض ينجيهم منكم- لانصرفوا إليه وهم يسرعون. ![]() ومن المنافقين مَن يعيبك في قسمة الصدقات- فإن نالهم نصيب منها رضوا وسكتوا- وإن لم يصبهم حظ منها سخطوا عليك وعابوك. وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) ولو أن هؤلاء الذين يعيبونك في قسمة الصدقات رضوا بما قسم الله ورسوله لهم- وقالوا: حسبنا الله- سيؤتينا الله من فضله- ويعطينا رسوله مما آتاه الله- إنا نرغب أن يوسع الله علينا- فيغنينا عن الصدقة وعن صدقات الناس. لو فعلوا ذلك لكان خيرًا لهم وأجدى. ![]() إنما تعطى الزكوات الواجبة للمحتاجين الذين لا يملكون شيئًا- وللمساكين الذين لا يملكون كفايتهم- وللسعاة الذين يجمعونها- وللذين تؤلِّفون قلوبهم بها ممن يُرْجَى إسلامه أو قوة إيمانه أو نفعه للمسلمين- أو تدفعون بها شرَّ أحد عن المسلمين- وتعطى في عتق رقاب الأرقاء والمكاتبين- وتعطى للغارمين لإصلاح ذات البين- ولمن أثقلَتْهم الديون في غير فساد ولا تبذير فأعسروا- وللغزاة في سبيل الله- وللمسافر الذي انقطعت به النفقة- هذه القسمة فريضة فرضها الله وقدَّرها. والله عليم بمصالح عباده- حكيم في تدبيره وشرعه. وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) ومن المنافقين قوم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام- ويقولون: إنه يستمع لكل ما يقال له فيصدقه- قل لهم -أيها النبي-: إن محمدًا هو أذن تستمع لكل خير- يؤمن بالله ويصدق المؤمنين فيما يخبرونه- وهو رحمة لمن اتبعه واهتدى بهداه. والذين يؤذون رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بأي نوع من أنواع الإيذاء- لهم عذاب مؤلم موجع. ![]() يحلف المنافقون الأيمان الكاذبة- ويقدمون الأعذار الملفقة- ليُرضُوا المؤمنين- والله ورسوله أحق وأولى أن يُرضُوهما بالإيمان بهما وطاعتهما- إن كانوا مؤمنين حقًا. ![]() ألم يعلم هؤلاء المنافقون أن مصير الذين يحاربون الله ورسوله نارُ جهنم لهم العذاب الدائم فيها؟ ذلك المصير هو الهوان والذل العظيم- ومن المحاربة أذِيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبه والقدح فيه- عياذًا بالله من ذلك. يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) يخاف المنافقون أن تنزل في شأنهم سورة تخبرهم بما يضمرونه في قلوبهم من الكفر- قل لهم -أيها النبي-: استمروا على ما أنتم عليه من الاستهزاء والسخرية- إن الله مخرج حقيقة ما تحذرون. ![]() ولئن سألتهم -أيها النبي- عما قالوا من القَدْح في حقك وحق أصحابك لَيَقولُنَّ: إنما كنا نتحدث بكلام لا قصد لنا به- قل لهم -أيها النبي-: أبالله عز وجل وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) لا تعتذروا -معشر المنافقين- فلا جدوى مِن اعتذاركم- قد كفرتم بهذا المقال الذي استهزأتم به- إن نعف عن جماعة منكم طلبت العفو وأخلصت في توبتها- نعذب جماعة أخرى بسبب إجرامهم بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة. ![]() المنافقون والمنافقات صنف واحد في إعلانهم الإيمان واستبطانهم الكفر- يأمرون بالكفر بالله ومعصية رسوله وينهون عن الإيمان والطاعة- ويمسكون أيديهم عن النفقة في سبيل الله- نسوا الله فلا يذكرونه- فنسيهم من رحمته- فلم يوفقهم إلى خير. إن المنافقين هم الخارجون عن الإيمان بالله ورسوله. وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار بأن مصيرهم إلى نار جهنم خالدين فيها أبدًا- هي كافيتهم- عقابًا على كفرهم بالله- وطردهم الله مِن رحمته- ولهم عذاب دائم. ![]() إن أفعالكم -معشر المنافقين- من الاستهزاء والكفر كأفعال الأمم السابقة التي كانت على جانب من القوة والمال والأولاد أشد منكم- فاطْمَأنوا إلى الحياة الدنيا- وتَمتَّعوا بما فيها من الحظوظ والملذات- فاستمعتم أيها المنافقون بنصيبكم من الشهوات الفانية كاستمتاع الذين من قبلكم بحظوظهم الفانية- وخضتم بالكذب على الله كخوض تلك الأمم قبلكم- أولئك الموصوفون بهذه الأخلاق هم الذين ذهبت حسناتهم في الدنيا والآخرة- وأولئك هم الخاسرون ببيعهم نعيم الآخرة بحظوظهم من الدنيا. أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) ألم يأت هؤلاء المنافقين خبرُ الذين مضوا مِن قوم نوح وقبيلة عاد وقبيلة ثمود وقوم إبراهيم وأصحاب(مدين) وقوم لوط عندما جاءهم المرسلون بالوحي وبآيات الله فكذَّبوهم؟ فأنزل الله بهؤلاء جميعًا عذابه- انتقامًا منهم لسوء عملهم- فما كان الله ليظلمهم- ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم بالتكذيب والمخالفة. وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) والمؤمنون والمؤمنات بالله ورسوله بعضهم أنصار بعض- يأمرون الناس بالإيمان والعمل الصالح- وينهونهم عن الكفر والمعاصي- ويؤدون الصلاة- ويعطون الزكاة- ويطيعون الله ورسوله- وينتهون عما نُهوا عنه- أولئك سيرحمهم الله فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته. إن الله عزيز في ملكه- حكيم في تشريعاته وأحكامه. ![]() وعد الله المؤمنين والمؤمنات بالله ورسوله جنات تجري من تحتها الأنهار ماكثين فيها أبدًا- لا يزول عنهم نعيمها- ومساكن حسنة البناء طيبة القرار في جنات إقامة- ورضوان من الله أكبر وأعظم مما هم فيه من النعيم. ذلك الوعد بثواب الآخرة هو الفلاح العظيم. ![]() ![]() يا أيها النبي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان والحجة- واشدد على كلا الفريقين- ومقرُّهم جهنم- وبئس المصير مصيرهم. ![]() يحلف المنافقون بالله أنهم ما قالوا شيئًا يسيء إلى الرسول وإلى المسلمين- إنهم لكاذبون- فلقد قالوا كلمة الكفر وارتدوا بها عن الإسلام وحاولوا الإضرار برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- فلم يمكنهم الله من ذلك- وما وجد المنافقون شيئًا يعيبونه- وينتقدونه- إلا أن الله -تعالى- تفضل عليهم- فأغناهم بما فتح على نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والبركة- فإن يرجع هؤلاء الكفار إلى الإيمان والتوبة فهو خير لهم- وإن يعرضوا- أو يستمروا على حالهم- يعذبهم الله العذاب الموجع في الدنيا على أيدي المؤمنين- وفي الآخرة بنار جهنم- وليس لهم منقذ ينقذهم ولا ناصر يدفع عنهم سوء العذاب.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ(75)
ومن فقراء المنافقين مَن يقطع العهد على نفسه: لئن أعطاه الله المال ليصدَّقنَّ منه- وليعمَلنَّ ما يعمل الصالحون في أموالهم- وليسيرَنَّ في طريق الصلاح. ![]() فلما أعطاهم الله من فضله بخلوا بإعطاء الصدقة وبإنفاق المال في الخير- وتولَّوا وهم معرضون عن الإسلام. ![]() فكان جزاء صنيعهم وعاقبتهم أَنْ زادهم نفاقًا على نفاقهم- لا يستطيعون التخلص منه إلى يوم الحساب- وذلك بسبب إخلافهم الوعد الذي قطعوه على أنفسهم- وبسبب نفاقهم وكذبهم. ![]() ألم يعلم هؤلاء المنافقون أن الله يعلم ما يخفونه في أنفسهم وما يتحدثون به في مجالسهم من الكيد والمكر- وأن الله علام الغيوب؟ فسيجازيهم على أعمالهم التي أحصاها عليهم. ![]() ومع بخل المنافقين لا يَسْلَم المتصدقون من أذاهم- فإذا تصدق الأغنياء بالمال الكثير عابوهم واتهموهم بالرياء- وإذا تصدق الفقراء بما في طاقتهم استهزؤوا بهم- وقالوا سخرية منهم: ماذا تجدي صدقتهم هذه؟ سخر الله من هؤلاء المنافقين- ولهم عذاب مؤلم موجع. ![]() استغفر -أيها الرسول- للمنافقين أو لا تستغفر لهم- فلن يغفر الله لهم- مهما كثر استغفارك لهم وتكرر- لأنهم كفروا بالله ورسوله. والله سبحانه وتعالى لا يوفق للهدى الخارجين عن طاعته. ![]() فرح المخلفون الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعودهم في(المدينة) مخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم- وكرهوا أن يجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله- وقال بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحرِّ- وكانت غزوة(تبوك) في وقت شدة الحرِّ. قل لهم -أيها الرسول-: نار جهنم أشد حرًا- لو كانوا يعلمون ذلك. ![]() فليضحك هؤلاء المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة(تبوك) قليلا في حياتهم الدنيا الفانية- وليبكوا كثيرًا في نار جهنم- جزاءً بما كانوا يكسبون في الدنيا من النفاق والكفر. ![]() فإنْ رَدَّك الله -أيها الرسول- مِن غزوتك إلى جماعة من المنافقين الثابتين على النفاق- فاستأذنوك للخروج معك إلى غزوة أخرى بعد غزوة(تبوك) فقل لهم: لن تخرجوا معي أبدًا في غزوة من الغزوات- ولن تقاتلوا معي عدوًا من الأعداء- إنكم رضيتم بالقعود أول مرة- فاقعدوا مع الذين تخلفوا عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ![]() ولا تصلِّ -أيها الرسول- أبدًا على أحد مات من المنافقين- ولا تقم على قبره لتدعو له- لأنهم كفروا بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وماتوا وهم فاسقون. وهذا حكم عام في كل من عُلِمَ نفاقه. ![]() ولا تعجبك -أيها الرسول- أموال هؤلاء المنافقين وأولادهم- إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا بمكابدتهم الشدائد في شأنها- وبموتهم على كفرهم بالله ورسوله. ![]() وإذا أنزلت سورة على محمد صلى الله عليه ولم تأمر بالإيمان بالله والإخلاص له والجهاد مع رسول الله- طلب الإذن منك -أيها الرسول- أولو اليسار من المنافقين- وقالوا: اتركنا مع القاعدين العاجزين عن الخروج. ![]() رضي هؤلاء المنافقون لأنفسهم بالعار- وهو أن يقعدوا في البيوت مع النساء والصبيان وأصحاب الأعذار- وختم الله على قلوبهم- بسبب نفاقهم وتخلفهم عن الجهاد والخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله- فهم لا يفقهون ما فيه صلاحهم ورشادهم. ![]() إنْ تخلَّف هؤلاء المنافقون عن الغزو- فقد جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه بأموالهم وأنفسهم- وأولئك لهم النصر والغنيمة في الدنيا- والجنة والكرامة في الآخرة- وأولئك هم الفائزون. ![]() أعدَّ الله لهم يوم القيامة جنات تجري مِن تحت أشجارها الأنهار ماكثين فيها أبدًا. وذلك هو الفلاح العظيم. ![]() وجاء جماعة من أحياء العرب حول(المدينة) يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- ويبينون له ما هم فيه من الضعف وعدم القدرة على الخروج للغزو- وقعد قوم بغير عذر أظهروه جرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. سيصيب الذين كفروا من هؤلاء عذاب أليم في الدنيا بالقتل وغيره- وفي الآخرة بالنار. ![]() ليس على أهل الأعذار مِن الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يملكون من المال ما يتجهزون به للخروج إثم في القعود إذا أخلصوا لله ورسوله- وعملوا بشرعه- ما على مَن أحسن ممن منعه العذر عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو ناصح لله ولرسوله من طريق يعاقب مِن قِبَلِه ويؤاخذ عليه. والله غفور للمحسنين- رحيم بهم. ![]() وكذلك لا إثم على الذين إذا ما جاؤوك يطلبون أن تعينهم بحملهم إلى الجهاد قلت لهم: لا أجد ما أحملكم عليه من الدوابِّ- فانصرفوا عنك- وقد فاضت أعينهم دَمعًا أسفًا على ما فاتهم من شرف الجهاد وثوابه- لأنهم لم يجدوا ما ينفقون- وما يحملهم لو خرجوا للجهاد في سبيل الله. ![]() إنما الإثم واللوم على الأغنياء الذين جاءوك -أيها الرسول- يطلبون الإذن بالتخلف- وهم المنافقون الأغنياء اختاروا لأنفسهم القعود مع النساء وأهل الأعذار- وختم الله على قلوبهم بالنفاق- فلا يدخلها إيمان- فهم لا يعلمون سوء عاقبتهم بتخلفهم عنك وتركهم الجهاد معك. ![]() يعتذر إليكم -أيها المؤمنون- هؤلاء المتخلفون عن جهاد المشركين بالأكاذيب عندما تعودون مِن جهادكم من غزوة(تبوك)- قل لهم -أيها الرسول-: لا تعتذروا لن نصدقكم فيما تقولون- قد نبأنا الله من أمركم ما حقق لدينا كذبكم- وسيرى الله عملكم ورسوله- إن كنتم تتوبون من نفاقكم- أو تقيمون عليه- وسيُظهر للناس أعمالكم في الدنيا- ثم ترجعون بعد مماتكم إلى الذي لا تخفى عليه بواطن أموركم وظواهرها- فيخبركم بأعمالكم كلها- ويجازيكم عليها. ![]() سيحلف لكم المنافقون بالله -كاذبين معتذرين- إذا رجعتم إليهم من الغزو- لتتركوهم دون مساءلة- فاجتنبوهم وأعرضوا عنهم احتقارًا لهم- إنهم خبثاء البواطن- ومكانهم الذي يأوون إليه في الآخرة نار جهنم- جزاء بما كانوا يكسبون من الآثام والخطايا. ![]() يحلف لكم -أيها المؤمنون- هؤلاء المنافقون كذبًا- لتَرضَوا عنهم- فإن رضيتم عنهم -لأنكم لا تعلمون كذبهم- فإن الله لا يرضى عن هؤلاء وغيرهم ممن استمروا على الفسوق والخروج عن طاعة الله ورسوله. ![]() الأعراب سكان البادية أشد كفرًا ونفاقًا من أهل الحاضرة- وذلك لجفائهم وقسوة قلوبهم وبُعدهم عن العلم والعلماء- ومجالس الوعظ والذكر- فهم لذلك أحق بأن لا يعلموا حدود الدين- وما أنزل الله من الشرائع والأحكام. والله عليم بحال هؤلاء جميعًا- حكيم في تدبيره لأمور عباده. ![]() ومن الأعراب مَن يحتسب ما ينفق في سبيل الله غرامة وخسارة لا يرجو له ثوابًا- ولا يدفع عن نفسه عقابًا- وينتظر بكم الحوادث والآفات- ولكن السوء دائر عليهم لا بالمسلمين. والله سميع لما يقولون عليم بنياتهم الفاسدة. ![]() ومن الأعراب مَن يؤمن بالله ويقرُّ بوحدانيته وبالبعث بعد الموت- والثواب والعقاب- ويحتسب ما ينفق من نفقة في جهاد المشركين قاصدًا بها رضا الله ومحبته- ويجعلها وسيلة إلى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له- ألا إن هذه الأعمال تقربهم إلى الله تعالى- سيدخلهم الله في جنته. إن الله غفور لما فعلوا من السيئات- رحيم بهم. وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) والذين سبقوا الناس أولا إلى الإيمان بالله ورسوله من المهاجرين الذين هجروا قومهم وعشيرتهم وانتقلوا إلى دار الإسلام- والأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه الكفار- والذين اتبعوهم بإحسان في الاعتقاد والأقوال والأعمال طلبًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى- أولئك الذين رضي الله عنهم لطاعتهم الله ورسوله- ورضوا عنه لما أجزل لهم من الثواب على طاعتهم وإيمانهم- وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا- ذلك هو الفلاح العظيم. وفي هذه الآية تزكية للصحابة -رضي الله عنهم- وتعديل لهم- وثناء عليهم- ولهذا فإن توقيرهم من أصول الإيمان.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ(101)
ومن القوم الذين حول(المدينة) أعراب منافقون- ومن أهل(المدينة) منافقون أقاموا على النفاق- وازدادوا فيه طغيانًا- بحيث يخفى عليك -أيها الرسول- أمرهم- نحن نعلمهم- سنعذبهم مرتين: بالقتل والسبي والفضيحة في الدنيا- وبعذاب القبر بعد الموت- ثم يُرَدُّون يوم القيامة إلى عذاب عظيم في نار جهنم. ![]() وآخرون من أهل(المدينة) وممن حولها- اعترفوا بذنوبهم وندموا عليها وتابوا منها- خلطوا العمل الصالح -وهو التوبة والندم والاعتراف بالذنب وغير ذلك من الأعمال الصالحة- بآخر سيِّئ- وهو التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الأعمال السيئة -عسى الله أن يوفقهم للتوبة ويقبلها منهم. إن الله غفور لعباده- رحيم بهم. خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) خذ -أيها النبي- من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم مِن دنس ذنوبهم- وترفعهم عن منازل المنافقين إلى منازل المخلصين- وادع لهم بالمغفرة لذنوبهم واستغفر لهم منها- إن دعاءك واستغفارك رحمة وطمأنينة لهم. والله سميع لكل دعاء وقول- عليم بأحوال العباد ونياتهم- وسيجازي كلَّ عامل بعمله. ![]() ألم يعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد وغيرهم أن الله وحده هو الذي يقبل توبة عباده- ويأخذ الصدقات ويثيب عليها- وأن الله هو التواب لعباده إذا رجعوا إلى طاعته- الرحيم بهم إذا أنابوا إلى رضاه؟ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وقل -أيها النبي- لهؤلاء المتخلِّفين عن الجهاد: اعملوا لله بما يرضيه من طاعته، وأداء فرائضه، واجتناب المعاصي- فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون- وسيتبين أمركم- وسترجعون يوم القيامة إلى مَن يعلم سركم وجهركم- فيخبركم بما كنتم تعملون. وفي هذا تهديد ووعيد لمن استمر على باطله وطغيانه. ![]() ومن هؤلاء المتخلفين عنكم -أيها المؤمنون- في غزوة(تبوك) آخرون مؤخرون- ليقضي الله فيهم ما هو قاض. وهؤلاء هم الذين ندموا على ما فعلوا- وهم: مُرارة بن الربيع- وكعب بن مالك- وهلال بن أُميَّة- إما يعذبهم الله- وإما يعفو عنهم. والله عليم بمن يستحق العقوبة أو العفو- حكيم في كل أقواله وأفعاله. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) والمنافقون الذين بنوا مسجدًا- مضارة للمؤمنين وكفرًا بالله وتفريقًا بين المؤمنين- ليصلي فيه بعضهم ويترك مسجد(قباء) الذي يصلي فيه المسلمون- فيختلف المسلمون ويتفرقوا بسبب ذلك- وانتظارا لمن حارب الله ورسوله من قبل -وهو أبو عامر الراهب الفاسق- ليكون مكانًا للكيد للمسلمين- وليحلفنَّ هؤلاء المنافقون أنهم ما أرادوا ببنائه إلا الخير والرفق بالمسلمين والتوسعة على الضعفاء العاجزين عن السير إلى مسجد(قباء)- والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يحلفون عليه. وقد هُدِم المسجد وأُحرِق. ![]() لا تقم -أيها النبي- للصلاة في ذلك المسجد أبدًا- فإن المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى من أول يوم -وهو مسجد(قباء)- أولى أن تقوم فيه للصلاة- ففي هذا المسجد رجال يحبون أن يتطهروا بالماء من النجاسات والأقذار- كما يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي. والله يحب المتطهرين. وإذا كان مسجد(قباء) قد أُسِّسَ على التقوى من أول يوم- فمسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كذلك بطريق الأولى والأحرى. أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يستوي مَن أسَّس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته- ومن أسَّس بنيانه على طرف حفرة متداعية للسقوط- فبنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المسلمين- فأدَّى به ذلك إلى السقوط في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده. لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) لا يزال بنيان المنافقين الذي بنوه مضارَّة لمسجد(قباء) شكًا ونفاقًا ماكثًا في قلوبهم- إلى أن تتقطع قلوبهم بقتلهم أو موتهم- أو بندمهم غاية الندم- وتوبتهم إلى ربهم- وخوفهم منه غاية الخوف. والله عليم بما عليه هؤلاء المنافقون من الشك وما قصدوا في بنائهم- حكيم في تدبير أمور خلقه. ![]() إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم في مقابل ذلك الجنة- وما أعد الله فيها من النعيم لبذلهم نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه لإعلاء كلمته وإظهار دينه- فيَقْتلون ويُقتَلون- وعدًا عليه حقًا في التوراة المنزلة على موسى عليه السلام- والإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام- والقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ولا أحد أوفى بعهده من الله لمن وفَّى بما عاهد الله عليه- فأظهِروا السرور-أيها المؤمنون- ببيعكم الذي بايعتم الله به- وبما وعدكم به من الجنة والرضوان- وذلك البيع هو الفلاح العظيم. التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) ومن صفات هؤلاء المؤمنين الذين لهم البشارة بدخول الجنة أنهم التائبون الراجعون عما كرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه- الذين أخلصوا العبادة لله وحده وجدوا في طاعته- الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير أو شر- الصائمون- الراكعون في صلاتهم- الساجدون فيها- الذين يأمرون الناس بكل ما أمر الله ورسوله به- وينهونهم عن كل ما نهى الله عنه ورسوله- المؤدون فرائض الله المنتهون إلى أمره ونهيه- القائمون على طاعته- الواقفون عند حدوده. وبشِّر -أيها النبي- هؤلاء المؤمنين المتصفين بهذه الصفات برضوان الله وجنته. ![]() ما كان ينبغي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا أن يدعوا بالمغفرة للمشركين- ولو كانوا ذوي قرابة لهم مِن بعد ما ماتوا على شركهم بالله وعبادة الأوثان- وتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم لموتهم على الشرك- والله لا يغفر للمشركين- كما قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وما كان استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه المشرك- إلا عن موعدة وعدها إياه- وهي قوله: ![]() ![]() وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) وما كان الله ليضلَّ قومًا بعد أن مَنَّ عليهم بالهداية والتوفيق حتى يبيِّن لهم ما يتقونه به- وما يحتاجون إليه في أصول الدين وفروعه. إن الله بكل شيء عليم- فقد علَّمكم ما لم تكونوا تعلمون- وبيَّن لكم ما به تنتفعون- وأقام الحجة عليكم بإبلاغكم رسالته. ![]() إن لله مالك السموات والأرض وما فيهن لا شريك له في الخلق والتدبير والعبادة والتشريع- يحيي مَن يشاء ويميت مَن يشاء- وما لكم مِن أحد غير الله يتولى أموركم- ولا نصير ينصركم على عدوكم. لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) لقد وفَّق الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإنابة إليه وطاعته- وتاب الله على المهاجرين الذين هجروا ديارهم وعشيرتهم إلى دار الإسلام- وتاب على أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا معه لقتال الأعداء في غزوة(تبوك) في حرٍّ شديد- وضيق من الزاد والظَّهْر- لقد تاب الله عليهم من بعد ما كاد يَميل قلوب بعضهم عن الحق- فيميلون إلى الدَّعة والسكون- لكن الله ثبتهم وقوَّاهم وتاب عليهم- إنه بهم رؤوف رحيم. ومن رحمته بهم أنْ مَنَّ عليهم بالتوبة- وقَبِلَها منهم- وثبَّتهم عليها. ![]() وكذلك تاب الله على الثلاثة الذين خُلِّفوا من الأنصار -وهم كعب بن مالك وهلال بن أُميَّة ومُرَارة بن الربيع- تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- وحزنوا حزنًا شديدًا- حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بسَعَتها غمًّا وندمًا بسبب تخلفهم- وضاقت عليهم أنفسهم لِمَا أصابهم من الهم- وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه- وفَّقهم الله سبحانه وتعالى إلى الطاعة والرجوع إلى ما يرضيه سبحانه. إن الله هو التواب على عباده- الرحيم بهم. ![]() يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، امتثلوا أوامر الله واجتنبوا نواهيه في كل ما تفعلون وتتركون- وكونوا مع الصادقين في أَيمانهم وعهودهم- وفي كل شأن من شؤونهم. مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) ما كان ينبغي لأهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَن حولهم من سكان البادية أن يتخلَّفوا في أهلهم ودورهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولا يرضوا لأنفسهم بالراحة والرسول صلى الله عليه وسلم في تعب ومشقة- ذلك بأنهم لا يصيبهم في سفرهم وجهادهم عطش ولا تعب ولا مجاعة في سبيل الله- ولا يطؤون أرضًا يُغضِبُ الكفارَ وطؤهم إياها- ولا يصيبون مِن عدو الله وعدوهم قتلا أو هزيمةً إلا كُتِب لهم بذلك كله ثواب عمل صالح. إن الله لا يضيع أجر المحسنين. ![]() ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة في سبيل الله- ولا يقطعون واديًا في سيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده- إلا كُتِب لهم أجر عملهم- ليجزيهم الله أحسن ما يُجْزَون به على أعمالهم الصالحة. وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) وما كان ينبغي للمؤمنين أن يخرجوا جميعًا لقتال عدوِّهم- كما لا يستقيم لهم أن يقعدوا جميعًا- فهلا خرج من كل فرقة جماعة تحصل بهم الكفاية والمقصود- وذلك ليتفقه النافرون في دين الله وما أنزل على رسوله- وينذروا قومهم بما تعلموه عند رجوعهم إليهم- لعلهم يحذرون عذاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. ![]() يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ابدؤوا بقتال الأقرب فالأقرب إلى دار الإسلام من الكفار- وليجد الكفار فيكم غِلْظة وشدة- واعلموا أن الله مع المتقين بتأييده ونصره. وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وإذا ما أنزل الله سورة من سور القرآن على رسوله- فمِن هؤلاء المنافقين من يقول: -إنكارًا واستهزاءً- أيُّكم زادته هذه السورة تصديقًا بالله وآياته؟ فأما الذين آمنوا بالله ورسوله فزادهم نزول السورة إيمانًا بالعلم بها وتدبرها واعتقادها والعمل بها- وهم يفرحون بما أعطاهم الله من الإيمان واليقين. ![]() وأما الذين في قلوبهم نفاق وشك في دين الله- فإن نزول السورة يزيدهم نفاقًا وشكًا إلى ما هم عليه من قبلُ من النفاق والشك- وهلك هؤلاء وهم جاحدون بالله وآياته. أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) أولا يرى المنافقون أن الله يبتليهم بالقحط والشدة- وبإظهار ما يبطنون من النفاق مرة أو مرتين في كل عام؟ ثم هم مع ذلك لا يتوبون مِن كفرهم ونفاقهم- ولا هم يتعظون ولا يتذكرون بما يعاينون من آيات الله. ![]() وإذا ما أُنزلت سورة تغَامَزَ المنافقون بالعيون إنكارًا لنزولها وسخرية وغيظًا- لِمَا نزل فيها مِن ذِكْر عيوبهم وأفعالهم- ثم يقولون: هل يراكم من أحد إن قمتم من عند الرسول؟ فإن لم يرهم أحد قاموا وانصرفوا من عنده عليه الصلاة والسلام مخافة الفضيحة. صرف الله قلوبهم عن الإيمان- بسبب أنهم لا يفهمون ولا يتدبرون. لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) لقد جاءكم أيها المؤمنون رسول من قومكم- يشق عليه ما تلقون من المكروه والعنت- حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم- وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة. ![]() فإن أعرض المشركون والمنافقون عن الإيمان بك -أيها الرسول- فقل لهم: حسبي الله- يكفيني جميع ما أهمَّني- لا معبود بحق إلا هو- عليه اعتمدت- وإليه فَوَّضْتُ جميع أموري- فإنه ناصري ومعيني- وهو رب العرش العظيم- الذي هو أعظم المخلوقات.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تفسير سورة يونس
سورة يونس (الر) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة. هذه آيات الكتاب المحكم الذي أحكمه الله وبيَّنه لعباده. ![]() ![]() أكان أمرًا عجبًا للناس إنزالنا الوحي بالقرآن على رجل منهم ينذرهم عقاب الله- ويبشِّر الذين آمنوا بالله ورسله أن لهم أجرًا حسنًا بما قدَّموا من صالح الأعمال؟ فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي الله وتلاه عليهم- قال المنكرون: إنَّ محمدًا ساحر- وما جاء به سحر ظاهر البطلان. ![]() ![]() إن ربكم الله الذي أوجد السموات والأرض في ستة أيام- ثم استوى -أي علا وارتفع- على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته- يدبر أمور خلقه- لا يضادُّه في قضائه أحد- ولا يشفع عنده شافع يوم القيامة إلا من بعد أن يأذن له بالشفاعة- فاعبدوا الله ربكم المتصف بهذه الصفات- وأخلصوا له العبادة. أفلا تتعظون وتعتبرون بهذه الآيات والحجج؟ ![]() ![]() إلى ربكم معادكم يوم القيامة جميعًا- وهذا وعد الله الحق- هو الذي يبدأ إيجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت- فيوجده حيًا كهيئته الأولى- ليجزي مَن صَدَّق الله ورسوله- وعمل الأعمال الحسنة أحسن الجزاء بالعدل. والذين جحدوا وحدانية الله ورسالة رسوله لهم شراب من ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ويقطِّع الأمعاء- ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم. ![]() ![]() الله هو الذي جعل الشمس ضياء- وجعل القمر نورًا- وقدَّر القمر منازل- فبالشمس تعرف الأيام- وبالقمر تعرف الشهور والأعوام- ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة- ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه- يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق. ![]() ![]() إن في تعاقب الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض من عجائب الخلق وما فيهما من إبداع ونظام- لأدلة وحججًا واضحة لقوم يخشون عقاب الله وسخطه وعذابه. ![]() ![]() إن الذين لا يطمعون في لقائنا في الآخرة للحساب- وما يتلوه من الجزاء على الأعمال لإنكارهم البعث- ورضوا بالحياة الدنيا عوضًا عن الآخرة- وركنوا إليها- والذين هم عن آياتنا الكونية والشرعية ساهون. ![]() ![]() أولئك مقرُّهم نار جهنم في الآخرة- جزاء بما كانوا يكسبون في دنياهم من الآثام والخطايا. ![]() ![]() إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات يدلهم ربهم إلى طريق الجنة ويوفقهم إلى العمل الموصل إليه؛ بسبب إيمانهم ، ثم يثيبهم بدخول الجنة وإحلال رضوانه عليهم- تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم. ![]() ![]() دعاؤهم في الجنة التسبيح(سبحانك اللهم)، وتحية الله وملائكته لهم- وتحية بعضهم بعضًا في الجنة(سلام)، وآخر دعائهم قولهم: "الحمد لله رب العالمين" أي: الشكر والثناء لله خالق المخلوقات ومربِّيها بنعمه. ![]() ولو يعجِّل الله للناس إجابة دعائهم في الشر كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة لهلكوا- فنترك الذين لا يخافون عقابنا- ولا يوقنون بالبعث والنشور في تمرُّدهم وعتوِّهم- يترددون حائرين. ![]() وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا- على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر- ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء- وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء- كما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر- زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به. ![]() ولقد أهلكنا الأمم التي كذَّبت رسل الله من قبلكم -أيها المشركون بربهم- لـمَّا أشركوا- وجاءتهم رسلهم من عند الله بالمعجزات الواضحات والحجج التي تبين صدق مَن جاء بها- فلم تكن هذه الأمم التي أهلكناها لتصدق رسلها وتنقاد لها- فاستحقوا الهلاك- ومثل ذلك الإهلاك نجزي كل مجرم متجاوز حدود الله. ![]() ثم جعلناكم -أيها الناس- خَلَفًا في الأرض من بعد القرون الـمُهْلَكة- لننظر كيف تعملون: أخيرًا أم شرًا- فنجازيكم بذلك حسب عملكم. ![]() وإذا تتلى على المشركين آيات الله التي أنزلناها إليك -أيها الرسول- واضحات- قال الذين لا يخافون الحساب- ولا يرجون الثواب- ولا يؤمنون بيوم البعث والنشور: ائت بقرآن غير هذا- أو بدِّل هذا القرآن: بأن تجعل الحلال حرامًا- والحرام حلالا والوعد وعيدًا- والوعيد وعدًا- وأن تُسْقط ما فيه مِن عيب آلهتنا وتسفيه أحلامنا- قل لهم -أيها الرسول- : إن ذلك ليس إليَّ- وإنما أتبع في كل ما آمركم به وأنهاكم عنه ما ينزله عليَّ ربي ويأمرني به- إني أخشى من الله -إن خالفت أمره- عذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة. ![]() قل لهم -أيها الرسول-: لو شاء الله ما تلوت هذا القرآن عليكم- ولا أعلمكم الله به- فاعلموا أنه الحق من الله- فإنكم تعلمون أنني مكثت فيكم زمنًا طويلا من قبل أن يوحيه إليَّ ربي- ومن قبل أن أتلوه عليكم- أفلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر؟ ![]() لا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب أو كذَّب بآياته إنه لا ينجح مَن كذَّب أنبياء الله ورسله- ولا ينالون الفلاح. ![]() ويعبد هؤلاء المشركون من دون الله ما لا يضرهم شيئًا- ولا ينفعهم في الدنيا والآخرة- ويقولون: إنما نعبدهم ليشفعوا لنا عند الله- قل لهم -أيها الرسول- : أتخبرون الله تعالى بشيء لا يعلمه مِن أمر هؤلاء الشفعاء في السموات أو في الأرض؟ فإنه لو كان فيهما شفعاء يشفعون لكم عنده لكان أعلم بهم منكم- فالله تعالى منزَّه عما يفعله هؤلاء المشركون من إشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع. ![]() كان الناس على دين واحد وهو الإسلام- ثم اختلفوا بعد ذلك- فكفر بعضهم- وثبت بعضهم على الحق. ولولا كلمة سبقت من الله بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقُضِيَ بينهم: بأن يُهْلك أهل الباطل منهم- وينجي أهل الحق. ![]() ويقول هؤلاء الكفرة المعاندون: هلاَّ أُنزل على محمد علم ودليل- وآية حسية من ربه نعلم بها أنه على حق فيما يقول- فقل لهم -أيها الرسول-: لا يعلم الغيب أحد إلا الله- فإن شاء فعل وإن شاء لم يفعل- فانتظروا -أيها القوم- قضاء الله بيننا وبينكم بتعجيل عقوبته للمبطل منا- ونصرة صاحب الحق- إني منتظر ذلك.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|