بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى: "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"،

ويقول: "فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا ..."،

ويقول: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلا شك أن ما يصيب الناس من المصائب في الدنيا إنما هو بسبب الذنوب، ولذلك تواتر عن السلف قولهم: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة"،

أما من مات وليس بمذنب فإن هذا البلاء يكون من القضاء والقدر عليه الذي يكفر الله به عن سيئاته، ويرفع به درجاته:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته".

ومن سنة الله تعالى أن العقاب إذا نزل عم الجميع، ثم يبعثون على نياتهم، ويحاسبون حسب أعمالهم، قال تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" أي اتقوا عذابا إذا نزل لا يصيب الذين ظلموا خاصة ولكنه يعم.

فالصالحون يكون ذلك من باب المصائب التي تصيب الإنسان في حياته فيكفر الله بها سيئاته، ويرفع بها درجاته، وأما الظالمون فإنه يكون عليهم من باب العقاب.

والله تعالى أعلم.