منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 77  ]
قديم 04-26-2006, 02:06 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
تآمر قريش بدار الندوة على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم :


فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجهزوا وخرجوا بأهليهم إلى المدينة ، عرفوا أن الدار دار منعة ، وأن القوم أهل حلقة وبأس . فخافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيشتد أمره عليهم . فاجتمعوا في دار الندوة ، وحضرهم إبليس في صورة شيخ من أهل نجد ، فتذاكروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأشار كل منهم برأي ، والشيخ يرده ولا يرضاه ، إلى أن قال أبو جهل : قد فرق لي فيه برأي ، ما أراكم وقعتم عليه ، قالوا : ما هو ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً جلداً ، ثم نعطيه سيفاً صارماً ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه في القبائل . فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ، ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق ديته .
فقال الشيخ : لله در هذا الفتى ، هذا والله الرأي ، فتفرقوا على ذلك .
فجاء جبريل ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة .
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر نصف النهار -في ساعة لم يكن يأتيه فيها- متقنعاً ، فقال : أخرج من عندك، فقال : إنما هم أهلك يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أذن لي في الخروج، فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله *قال : نعم، فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت وأم - إحدى راحلتي هاتين ، فقال : بالثمن . وأمر علياً أن يبيت تلك الليلة على فراشه .
واجتمع أولئك النفر يتطلعون من صير الباب ، ويرصدونه يريدون بياته ، ويأتمرون : أيهم يكون أشقاها ؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فذرها على رؤوسهم ، وهو يتلو : " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " ، وأنزل الله : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر ، فخرجا من خوخة في بيت أبي بكر ليلاً ، فجاء رجل ، فرأى القوم ببابه ، فقال : ما تنتظرون ؟ قالوا : محمداً . قال : خبتم وخسرتم ، قد والله مر بكم ، وذر على رؤوسكم التراب . قالوا : والله ما أبصرناه . وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم .
فلما أصبحوا قام علي رضي الله عنه عن الفراش ، فسألوه عن محمد ؟ فقال : لا علم لي به .
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى غار ثور ، فنسجت العنكبوت على بابه .
وكانا قد استأجرا عبد الله بن أريقط الليثي ، وكان هادياً ماهراً -وكان على دين قومه- وأمناه على ذلك ، وسلما إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث .
وجدت قريش في طلبهما ، وأخذوا معهم القافة ، حتى انتهوا إلى باب الغار ، فوقفوا عليه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا . فقال : "ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن الله معنا" .
وكانا يسمعان كلامهم ، إلا أن الله عمى عليهم أمرهما . وعامر بن فهيرة يرعى غنماً لأبي بكر ، ويتسمع ما يقال عنهما بمكة، ثم يأتيهما بالخبر ليلاً ، فإذا كان السحر سرح مع الناس .
قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز ، وصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فأوكت به فم الجراب ، وقطعت الأخرى عصاماً للقربة ، فبذلك لقبت ذات النطاقين .
ومكثا في الغار ثلاثاً ، حتى خمدت نار الطلب ، فجاءهما ابن أريقط بالراحلتين فارتحلا ، وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة .